الأخبارحوارات و مقالات

د حسام الامام يكتب : «الطريق»

كاتب

 ( المكان : أى مكان …….. الزمان : أى زمان )

رمزى : أنا تعبت قوى .. خد شيل شويه

على : وأنا يعنى ماشى فاضى ما أنا شايل زيك .. إنت مش شايف ؟

رمزى : طب وبعدين .. إيه أخرتها ؟

( ينظر أحمد إليه بهدوء ، ثم يعود إلى النظر فى كتابه )

على : إنت عامل دوشه ليه ؟ دور على حاجة تعملها لحد ما توصل

رمزى : ياسلام يعنى هافضل شايل كده وماشى .. لا ياعم أنا تعبت خلاص

يلتفت إليه أحمد ويسأله : إنت عارف إيه اللى فى إيدك ده ؟

رمزى : كتاب ، مجرد كتاب ، هيكون إيه يعنى ؟

أحمد : طيب عارف الكتاب فيه إيه ؟

رمزى : فيه كلام ، أكيد كلام ، صح ؟ (ينظر إلى على ليؤكد على كلامه ، لكنه ينصت إليهم دون إبداء أية ملاحظة )

يبتسم أحمد : صح فيه كلام ، لكن ياترى ما حاولتش تعرف إيه الكلام ده ، مش يمكن يفيدك ؟

رمزى : ياسيدى هو أنا فاضى أقرأ ، وبعدين بصراحة أنا فهمى على قدى .

على : ياسلام على الهروب .. كده من أولها .

رمزى : ياسيدى هروب هروب ، بس نوصل بقى

أحمد : إن كان على الوصول كلنا هنوصل لكن المهم إنك ….

يقاطعه رمزى : المهم إنى جعان .. والله العظيم جعااااان ، ولو فضلت كده هاموت بين إيديكم ، مش قادر ياعالم .. مش قادر خلاص

أحمد (مخاطباً نفسه) : مفيش فايدة . ويعود للنظر فى كتابه

على : مش ممكن .. جعان ؟! إنت أكلت من ساعة واحدة .. إنت أكيد عندك مرض

رمزى : مرض ؟! يعنى إيه مرض ؟

يفتح على كتابه : المرض يا سيدى هو كل ما يخرج بالكائن الحى عن حد الصحة والاعتدال

رمزى : ياسلااااام ، أفادكم الله يا أخى ، كتر خيرك .. إنت هتبص فى الكتب إنت كمان زى أخينا ده

على : طبعاً .. لكن مش دايماً .. لما احتاج حاجة بس

رمزى : الحمد لله كفاية علينا سى أحمد اللى ما بيرفعش عينه من على الكتاب .. لا ليل ولا نهار

أحمد : اسكت شويه يعنى ذنبى إنى بادور على دواء لمرضك

رمزى : دواء ؟! ودا حاجة كويسه ؟ خلاص أنا آسف دور براحتك ياحبيبى ، بس المهم تخلصونى من الإحساس الدائم بالجوع ( يخاطب نفسه : والله العظيم ما أنا فاهم منهم ولا كلمة !! )

( تدخل عليهم إمرأة شابة جميلة .. تنظر إليهم ، تتفرس وجوههم .. ثم تقف فجأة أمام أحمد)

هى : بتبصولى كده ليه ، أول مرة تشوفوا واحدة ست ؟

رمزى : إزاى بقى .. لكن بصراحة بالجمال والحلاوة والرقة دى أنا ما شفتش .. ولا إيه ياعلى ؟

على : فعلاً جميلة جداً

يقوم أحمد من أمام المرأة ويبتعد بعيداً

هى : صاحبكم ليه ما بيتكلمش معايا ؟

رمزى : هو كده دايماً .. يقترب منها ويهمس فى أذنها : إبعدى عنه خالص لحسن عمرى ما أتكلم عن الستات قدامه إلا وتقوم زعابيبه .

هى : هو معقد ولا إيه ؟

على : لا أبداً لكن تقدرى تقوللى زهد

هى : زهد ! فى السن ده ؟

على : الزهد ليس له سن .. الزهد هو ……….يلتفت إليها : ممكن تعرفيه من الكتاب ؟

هى : الحقيقة أنا لا افتح الكتاب إلا نادراً

رمزى : الله عليكى .. أخيراً لقيت حد يفهمنى ويوافق على رأيي

هى : وإيه هو رأيك ؟

رمزى : رأيي إن طالما معايا واحدة حلوة .. زى القمر كده .. يبقى لازم نقضى وقت لطيف .. وحرام نضيع الوقت فى الكلام الفاضى ده

هى : هو ده رأيك ؟

رمزى : طبعاً لازم نتمتع بوقتنا بأى طريقة وفى أى مكان .. إمال إيه يعنى

هى (فى سرها) : زى كل الرجالة

تلتفت إلى أحمد : وإنت رأيك فى المرأة كده برضه ؟

أحمد : لا طبعاً .. العلاقة بين الرجل والمرأة يجب أن تسمو فوق الماديات .. هى علاقة روحانية تربط بينهم ، ولا يجب ربطها بالشهوة والغريزة .. الرجل والمرأة عبارة عن نصفين متكاملين .. وإذا تم التفاعل بينهم بعيداً عن الغرائز فسوف تكون الحياة رائعة

هى : أنا مش فاهمة كلامك قوى .. بس أعتقد إنه غير واقعى

أحمد : احتمال .. عموماً ده اللى أنا فاهمه ومقتنع به

هى : يعنى إنت رافض دخول المرأة فى حياتك ؟

أحمد : مين قال كده .. أنا أرفض الخضوع للغريزة الحيوانية التى تكمن بداخل الإنسان كالوحش .. يجب أن نتغلب عليها .. يجب أن نسمو بأرواحنا فوق رغباتنا

هى : إذن أنت زاهد فى النساء ؟

أحمد : الزهد ياسيدتى لا يأتى إلا ممن يملك ما يزهده .. لكن أنا عمرى ما قربت من إمرأة .. يبقى زاهد إزاى ؟؟ أنا بس باحاول أتعامل مع المرأة بأسلوب راقى ومختلف عن العلاقة المعتادة .. ليه ما يكونش التعامل بينهم قائم على العقل والتكافؤ الفكرى .. ليه شبح الجنس مسيطر دائماً على تلك العلاقة ؟؟

هى : إنت تعتقد إن الغريزة والرغبة تتعارض مع الفكر والعقل والسمو الروحانى ؟؟

أحمد : طبعاً ….أكيد

هى : إذن أنت لن تتزوج ؟؟

أحمد : لا

هى : طيب ممكن أعرف إنت عايش علشان إيه ؟

أحمد : أنا عايز أعرف .. أعرف كل حاجة عن أى حاجة .. الكتاب فيه حاجات كتير قوى وكل ما أعرف حاجة أحس إنى مش عارف أى حاجة .. علشان كده لازم أعرف وأعرف …

على : يعنى بقيت شهريار

أحمد : مين شهريار

على : شهريار ده ملك مشهور فى الحكايات .. تخيلوه فى الروايات على أنه قد أصابه جنون المعرفة والعلم .. وأصبحت كل حياته للبحث والمعرفة . ونسى زوجته وملكه وهام فى الأرض يبحث عن العلم والحقيقة

أحمد : وعرفت كل ده منين ؟؟

على : من الكتاب

أحمد : غريبة ، أنا أول مرة أسمع الكلام ده ، أنا لازم أعرف كل حاجة عن الموضوع ده .

على : وليه كل حاجة ، طيب ما تعرف اللى تحتاجه وخلاص

أحمد : لأ طبعاً ، أنا لازم أعرف كل شئ بالتفصيل .. متعة أن تحلل وتفسر ما حولك .. هذا هو الطريق الوحيد لفهم ومعرفة الحقيقة

هى (تخاطب على) : صاحبك ده عاقل قوى

على : وهى دى مشكلته .. مش لازم الإنسان يبقى عاقل قوى .. كفاية يبقى عاقل وبس علشان يعرف يعيش

(يفتح أحمد كتابه وينظر فيه بشغف وهو يقلب صفحاته ويبتعد عنهم )

هى : غريبة .. ثلاثة أصحاب وكل واحد له طريقة تفكير مختلفة تماماً

على : ولا غريبة ولا حاجة ، ما تشغليش بالك .. صحيح إنتى متجوزة ؟

هى : لأ .. بتسأل ليه ؟

على : أبدا مجرد سؤال

رمزى (من بعيد) : أيوه ياسيدى …………أرزاق

على : وبعدين معاك

هى : صاحبك ده غريب جداً ، أنا حاسه إنه ما يعرفش أى حاجة عن أى حاجة

على : فعلاً رمزى عمره ما فكر يفتح الكتاب .. شايله وماشى معانا وخلاص .. يمين يمين … شمال شمال … من غير سؤال ولا استفسار

هى : يمكن ما بيعرفش يقرأ ؟

على : أبداً بيعرف .. لكن تقدرى تقولى إنه مطنش

هى : ببساطة كده .. طيب شايل الكتاب ليه ؟

على : وانتى شايله الكتاب ليه وانتى قلتى إنك نادراً ما تفتحيه ؟؟

هى : أنا ؟ أنا بدور فيه على اللى ينفعنى وخلاص

على : جميل ، ورمزى وجد منفعته فى إنه يفضل قافل الكتاب كده

هى : وجهات نظر .. طيب وإنت ؟؟

على : أنا باحاول دايماً الاعتدال .. أنا عارف كويس إنى مستحيل أقدر أستوعب الكتاب كله .. علشان كده قررت إنى ما أدورش فيه غير لما احتاج لشئ .. وبالطبع هاحتاج حاجات كتير ، وبالتالى هافتحه

هى : أعتقد إنك واقعى أكثر من زميلك .. طيب وإيه رأيك فى الزواج ؟ ولا بتفضل السمو الروحانى عن الغرائز زى زميلك ؟؟

على (يضحك): وهل الغريزة رزيلة .. صحيح ممكن تبقى رزيلة إذا مارسناها بطريقة غير مشروعة … لكن بالأسلوب المشروع تصبح هى وسيلة البقاء للجنس البشرى بأكمله … وإلا انتهينا

أما السمو الروحانى فلا مانع من الأخذ منه دون إفاضة .. احنا بشر نجمع بين المادة والروح ولابد من إشباع الاثنين .. أما الإسراف فى إشباع واحدة على حساب الأخرى فسيؤدى إلى أمر من الإثنين : إما الرزيلة أو التصوف

هى : وانت تفضل إيه ؟

على : بصراحة أنا أكره الرزيلة ، لكن كرهى لها لا يمنع إمكانية وقوعى فيها …. ومع ذلك فأنا لا أتمنى أن أكون متصوف وإن كنت أميل إلى ذلك أحياناً

رمزى : طيب طالما إنك متصوف .. ما تسيبنى اتفاههم مع ست الكل

هى : لأ أنا خلاص ماشيه

رمزى : على فين .. بسرعة كده .. ده إحنا لسه ما قلناش حاجة

هى : خلاص كفاية كده .. سلام

رمزى : طيب استنى لحظة واحدة … إنتى نسيتى كتابك

يضحك “على” بصوت عالى : ده كتابك إنت يا أستاذ !!

 

اجري توداي على اخبار جوجل

 

زر الذهاب إلى الأعلى