اخبار لايتالأخباربحوث ومنظماتحوارات و مقالاتمتفرقات

د إيهاب هلال يكتب: هل يختفي التمساح النيلي بسبب التغيرات المناخية؟

>> مزارع الإكثار ومنظومة علمية للتربية تساهم في التحول إلي إقتصاديات مزارع التماسيح

خبير في  الحياة البرية – معهد صحة الحيوان – مركز البحوث الزراعية – مصر

التمساح النيلي (Crocodylus niloticus )

تعتبر التماسيح من الزواحف، وهى من ذوات الدم البارد، أى أنها تعمل على تنظيم درجة حرارة جسمها من خلال البيئة المحيطة، لذلك تعيش التماسيح بالقرب من المياه دائما.

و هي ثانى الزواحف حجما، بعد تمساح المياه المالحة. و ينتشر تمساح النيل في نطاق واسع في القارة الأفريقية، جنوب الصحراء الكبرى، حيث يتواجد في الأجزاء الوسطى والشرقية والجنوبية من القارة، ويعيش في أنواع مختلفة من البيئات المائية العذبة مثل البحيرات والأنهار والأهوار. وكانت التماسيح النيلية تنتشر في الماضي شمالاً بطول نهر النيل، ليصل إلى دلتا النيل.

متوسط طول التمساح النيلي ٤ إلى ٥ أمتار، ويزن حوالي ٤٠٠ كجم وقد عثر على عينات يصل طولها إلى ٦ أمتار، وتزن حوالي ٩٠٠ كجم. ويغطى جسم التمساح جلد حرشفي سميك.

يعتبر التمساح النيلي كائن شديد العدوانية جداً ويملك القدرة على قنص أي حيوان في مجاله. ويتكون نظامه الغذائي من أنواع مختلفة من الأسماك والزواحف والطيور والثدييات بمختلف أحجامها.

وفك التمساح قوي للغاية حيث أن العضلات المسؤولة عن غلق فمه في منتهى القوة (إلا أن العضلات المسؤولة عن فتح الفم ضعيفة جدا) والأسنان مخروطية حادة (٦٦ سنا)، مما يجعل الفريسة من المستحيل تقريباً أن تتمكن من الخلاص منها.

وتتشارك التماسيح النيلية في اماكن التشميس وفى مصادر الغذاء الكبيرة مثل جثث الحيوانات الكبيرة. وهناك تسلسل هرمي في المشاركة في الغذاء، فالذكور الكبيرة تكون في قمة التسلسل الهرمي ويكون لها الأولوية في الحصول على الغذاء وأفضل الاماكن للتشميس.

وتعرف أفراد المجموعة مكانها في هذا الترتيب الهرمي.

تضع التماسيح النيلية البيض للتكاثر، وتقوم الإناث بحراسته. وتقوم أيضاً الإناث بحماية الفقس لفترة من الوقت، ولكن الصغار تصطاد غذاؤها بنفسها ولا تعتمد على الآباء الا من أجل الحماية.

يصل ذكر التمساح إلى النضج الجنسي عندما يصل  طوله لـ ٣ امتار اما الاناث فتصل لمرحلة النضج الجنسي عندما يصل طولها ٢ الى ٢.٥ متر (١٢ إلى ١٦ عام في التوسط للذكر و الانثى) , وفي موسم التكاثر (شهر يوليو و أغسطس) تصدر الذكور اصواتاً كالخوار لجذب الاناث و تقوم بصفع الماء بذيولها و رش الماء من انوفها و اصدار اصوات حتى تقترب الانثى من الذكر و تبدأ عملية التزاوج ثم تقوم الانثى بصنع العش و غالبا يكون موسم التكاثر خلال نوفمبر وديسمبر و تصنع الانثى عشها على الشاطئ و تقوم بحفر حفرة عمقها حوالي نصف متر ثم تبيض فيها من ٢٥ الى ٨٠ بيضة و عدد البيض يختلف حسب عمر و حجم الانثى و من مكان إلى  آخر (حسب توفر الغذاء) الا انه في المتوسط ٥٠ بيضة و عموما تصنع الاناث الاعشاش قريبة من بعضها، وتضع الأنثى البيض مرة واحدة كل ٢ إلى ٣ أعوام ، بينما يتزاوج الذكر سنويا.

تصل فترة حضانة البيض إلى ٣ اشهر يقوم خلالها الوالدين برعاية العش و حمايته , و عندما يصدر الصغار اصوات و هي تحاول الخروج من البيض تقوم الانثى و الذكر بفتح العش ومساعدة الصغار للخروج من البيض.

وعلى الرغم من رعايتها، إلا أن حوالي ١٠ ٪ فقط من البيض يكمل حتى الفقس، و يصل إلى مرحلة البلوغ ١ ٪ منهم فقط. حيث أن معدل النفوق مرتفع نسبيا، لأن البيض والصغار غذاء للعديد من الأنواع الأخرى.

يتحدد جنس التمساح الصغير وهو داخل البيضة خلال الشهر الثاني من الحضانة، فاذا كانت درجة الحرارة أعلى من ٣١ درجة مئوية فان البيض يفقس اناثا، واقل من ٣٠ درجة مئوية، تخرج الصغار ذكوراً.

وهذا في حد ذاته شديد الخطورة، حيث أنه قد ينتج من ظاهرة التغيرات المناخية المتوقعة، وتغير درجات الحرارة خلال السنوات القادمة، خلل في نسبة الذكور الى الاناث، وبالتالي تغيرات في سلوكيات التماسيح النيلية. (كزيادة العدائية والشراسة في فترات معينة من العام)

يبلغ طول الصغار عند خروجهم من البيض ٢٥ سم تقريبا، وتظل التماسيح الصغيرة تحت رعاية الام فترة تصل أحيانا الى عامين، حيث يصل طولها إلى ١.٥ م. تقريبا، ويصل عمر التمساح إلى ٦٠ عاما في المتوسط.

تتعرض التماسيح النيلية لخطر الانقراض وذلك لفقد الموائل الطبيعية، والصيد من أجل اللحوم والجلود (حيث يعتبر جلد التمساح من أفخر وأقوى أنواع الجلود)، والصيد الجائر، والتلوث.

كما تشكل أنواع النباتات الغازية أيضًا تهديدًا، لأنها تغير درجة حرارة أعشاش التماسيح وتمنع البيض من الفقس، أو تؤثر على النسبة الجنسية للفقس.

يدرج التمساح النيلي في ملحق ٢ لاتفاقية الحماية الدولية – سايتس ( بدون حصة تصديرية من البيئة بالنسبة لمصر)، مما يحتم علينا التفكير في إنشاء مزارع لاكثار التماسيح، و بالتالي إمكانية تصدير الناتج من جلد التمساح و لحومه، و يمكن إقامة مراكز الإكثار بجوار محطات و مجازر الدواجن، لتوفير الغذاء بتكلفة قليلة، حيث تبلغ مدة التربية إلى عمر التسويق (جلد و لحم ) إلى ٢.٥ عام.

جدير بالذكر، إن التمساح النيلي مدرج بملحق ٢ لاتفاقية الحماية الدولية (سايتس) و ذلك للتماسيح الموجودة في دول بتسوانا، اثيوبيا، كينيا، مدغشقر، ملاوي، موزمبيق، ناميبيا، جنوب افريقيا، اوغندا و تنزانيا، ومسموح للدول المذكورة (حسب اتفاقية سايتس) صيد و تجارة حصة سنوية من البيئة، بحد أقصى ١٦٠٠ تمساح سنويا.

وهذا بالإضافة إلى إنتاج المزارع المسجلة بالاتفاقية بدولتي زامبيا وزيمبابوي.

اجري توداي على اخبار جوجل

 

زر الذهاب إلى الأعلى