الأخبارالانتاجبحوث ومنظماتحوارات و مقالاتمصر

د محمد حجازي يكتب: «الفلاريا» أخطر مرض يهدد الإبل والجمال

باحث أول بمعهد بحوث الصحة الحيوانية معمل بيطري أسيوط – مركز البحوث الزراعية – مصر

تعرف الإبل ومنها الجمال وكما يطلق عليها الإبل هي تلك الحيوانات الصحراوية التي استخدمها الإنسان منذ آلاف السنين للتنقل بين الأماكن البعيدة وتعتبر الثروة الحيوانية الذي يعد الجمل أحد مكوناتها ثروة وطنية هامة لابد من الحفاظ عليها. لذا فإنها تتطلب اهتمام وجهود كبيرة لتحسين كفاءتها الإنتاجية فضلاً عن التعرف على أهم الأمراض التي تصيب هذا الحيوان وطرق الوقاية منها وعلاجها.

ومن أهم تلك الأمراض هي الأمراض الطفيلية وخاصة طفيليات الدم التي تسبب خسائر فادحة وتعد التريبانوسوما والفلاريا من أهم الطفيليات الدموية التي تصيب الجمال والتي يتراوح معدل الإصابة بها في مصر من 2% إلى 16% حسب المنطقة.

ومن أهم التأثيرات المرضية لهذه الطفيليات فقر الدم والاجهاض فضلاً عن تدهور الحالة الصحية للحيوان، وإذا لم يتم علاجه بسرعة فإن الإصابة قد تؤدي إلى نفوقه ولتشخيص هذه الطفيليات والتي تكون عن طريق عمل مسحات من دم الحيوان المشتبه إصابته وفحصها ميكروسكوبياً للتأكد من وجود الطفيل استخدام بعض الطرق السيرولوجية مثل الإليزا للكشف عن وجود الأجسام المناعية لطفيليات بدم الحيوانات المشتبه إصابته بها.

يعد داء الفيلاريات اللمفي أحد أمراض المناطق الحارة ودون الحارة المهملة وتحدث العدوى بهذا المرض عندما تنتقل الطفيليات الفيلارية عن طريق البعوض، وتسبب ضرراً خفياً للجهاز اللمفي.

وتحدث مظاهر المرض الواضحة التي تسبب ألماً وتشوهات شديدة مثل الوذمة اللمفية والتروم الصفني في مرحلة لاحقة من الحياة، وقد تفضى إلى إعاقة دائمة.

تنقسم طفيليات الفلاريا إلى مجموعات رئيسية من ثلاث أنواع معروفة ومميزة حسب موطن الديدان البالغة في العائل وحسب الجزء التي تصيبه من الجسم مثل أمراض الفلاريا الليمفاوية التي تصيب خلايا المناعة بالجهاز اللمفاوي ومرض الفلاريا ما تحت الجلد تصيب مساحات تحت الجلد وبياض العين ومرض الفلاريا التجوفية تصيب تجاويف الجسم والتي تؤدي الي قفل الأوعية الليمفاوية مما ينشأ عنه تورمات ويتخذ الجلد أشكالاً متعرجة كما يكون الجلد سميكاً وخشن مع التقرح وانتفاخ الأرجل ويمكن تكون خراريج مليئة بالقيح نتيجة لموت الديدان وتستمر الأعراض من 3 شهور إلى سنة من بداية لدغ البعوض.

وعادة ما تصاحب الوذمة اللمفية المزمنة أو داء الفيل المزمن نوبات حادة من الالتهاب الموضعي تؤثر على الجلد والعقد اللمفية والأوعية اللمفية. وتتسبب استجابة الجسم المناعية للطفيل في بعض هذه النوبات. وينتج معظمها عن عدوى بكتيرية ثانوية تصيب الجلد حيثما فقد جزءاً من الدفاعات الطبيعية بسبب الضرر الأساسي الذي لحق بالجهاز اللمفي. وتسبب هذه النوبات الحادة الضعف والوهن، وقد تستمر لأسابيع

التشخيص:

التشخيص المبكر في كثير من الحالات صعب وأعراضه تتشابه مع أمراض بكتيرية أخرى تصيب الجلدوللتشخيص الدقيق على الطبيب أن يلاحظ شكل الالتهاب وشكل الجلد من علامات الإنسداد الليمفاوي مع الوضع في الاعتبار احتمالية التعرض للبعوض أو الإصابة بالمرض وللكشف عن الفلاريا نتبع الطريقة التقليدية للتشخيص وذلك للكشف عن يرقات الفلاريا في الدم والجلد وعن طريق أخذ عينات من الدم لفحصها تحت المجهر ويمكن فحص عينة من البول للبحث عن اليرقات التعرف على انتيجينات الفلاريا في دم الأطراض للتشخيص ومعرفة العدوا بالفلاريا وتأثير العلاج كما يمكن تحديد انسداد الأوعية الليمفاوية بالموجات فوق الصوتية.

العلاج:

استخدام جرعات من إحدى هذه الأدوية إيفرمكتين ودي إيثيل كاربامازين والبندازول وهيترازين وصوديوم كابرا سولات وكذلك إجراء الجراحة لاستئصال الجلد المتزايد ويبدأ العلاج بجرعات قليلة حتى لا تسبب الأعداد الميتة الكثيرة في إحداث رد فعل بالدم لكثرة الديدان الميتة من الدواء وتسبب الأدوية حساسية يمكن السيطرة عليها بمضادات الهيستامين والكورتيزونات ومن أعراض موت الطفيليات الحمى وضعف الحيوان ونهجان النفس وتظهر بعد يومين من بداية العلاج وقد تستمر لأسابيع ويمكن استخدام مدرات البول للإقلال من الأديما وهي التورمات في المناطق المختلفة بينما الجروح تعالج بالمضادات الحيوية.

الوقاية:

لا يوجد لقاح ولكن الوقاية خيراً من العلاج فمن الأفضل تحاشي لدغات البعوض الناقل بالعدوى بالطرق الآتية:

  • استخدام نباتات طاردة للبعوض، مثل: نبات النيم الذي به مادة السلانين وشجر البرتقال والكافور والليمون.
  • وضع الجمال في مناطق مغلقة ليلاً بعيداً عن الناموس.
  • ردم البرك والمستنقعات ورش المناطق الموبؤة.
  • تناول بانتظام جرعات قاتلة للفلاريا.

دورة حياة الفلاريا تشبه دورة حياة كل أنواع النيماتود (ديدان أسطوانية) التي تتكون من خمس مراحل يرقية في العائل من الفقاريات والمفصليات فالإناث البالغة تضع آلاف اليرقات ومرض الفلاريا سببه أنه نتيجة تأثر العائل باليرقات أو نتيجة لتحولها إلى ديدان بالغة في أماكن مختلفة من الجسم وتصل اليرقة لمرحلة البلوغ بشكل دودة في مدة تتراوح ما بين 6 أشهر إلى سنة وتعيش لمدة من 6 سنوات إلى 8 سنوات وكل دودة أنثى تنتج ملاين اليرقات تظهر في مجرى الدم ليلاً.

انتشار العدوى:

سبب العدوى وانتقالها:

يحدث داء الفيلاريات اللمفي بسبب العدوى بطفيليات تصنف ضمن الديدان الخيطية (الديدان المستديرة) من فصيلة الفيلاريات وطولها يتراوح من ملليمترات إلى 10سم. وتستقر الديدان البالغة في الأوعية اللمفية وتؤدي إلى اضطراب في الوظائف الطبيعية للجهاز اللمفي. وتستطيع الديدان البقاء على قيد الحياة لفترة تتراوح في المتوسط بين 6 و8 سنوات تنتج خلالها ملايين الفيلاريات المصغرة (اليرقات غير الناضجة) التي تدور في الدم.

وتنتقل العدوى بالفيلاريات المصغرة إلى البعوض عن طريق امتصاص الدم عند لدغ الثوي المصاب بالعدوى، وتنضج الفيلاريات المصغرة لتتحول إلى يرقات معدية داخل البعوضة، وعندما يلدغ البعوض الحامل للعدوى الحيوان، تترسب اليرقات الطفيلية البالغة على الجلد الذي يمكنها أن تنفذ من خلاله إلى داخل الجسم، وتنتقل اليرقات بعد ذلك إلى الأوعية اللمفية حيث تتحول إلى يدان بالغة، لتستمر بذلك دورة انتقال العدوى، تضع أنثى الفلاريا كمية ضخمة من البيض خلال حياتها وتكون فترة الحضانة هادئة بشكل عام وهناك دورة ليلية للميكروفلاريات في الدم ودورات حمى وتراكم الفلاريا غير قابل للزوال في الجهاز الليمفاوي مما يؤدي إلى تورم الأطراف.

وينتقل داء الفيلاريات اللمفية عن طريق أنواع مختلفة من البعوض منها، على سبيل المثال، بعوض (الباعضة شريطية الأنف – Culex) الذي ينتشر انتشاراً واسعاً في المناطق الحضرية وشبه الحضرية وبعوض الأنوفيليس Anopheles الذي يوجد في المقام الأول في المناطق الريفية وبعوض الزاعجة المنقطة بالأبيض Aectesalopictus الذي يتوطن جزء المحيط الهادي في المقام الأول.

الأعراض:

تتضمن العدوى بالفيلاريات اللمفية حالات عديمة الأعراض وحالات حادة مزمنة، وتكون معظم حالات العدوى عديمة الأعراض، فلا توجد علامات خارجية تدل على الإصابة بالعدوى، ويسهم ذلك في انتقال الطفيلي، وتلحق حالات العدوى العديمة الأعراض هذه الضرر بالجهاز اللمفي والكليتين وتحدث تغييراً في الجهاز المناعي للجسم.

وعندما يتحول داء الفيلاريات اللمفية إلى مرض مزمن يؤدي إلى وذمة لمفية (تورم الأنسجة) أو تضخم الجلد أو الأنسجة الذي يصيب الأطراف، والقيلة المائية (التورم الصفني). ويعد تأثر الأعضاء التناسلية شائعاً. تسبب الدودة ارتخاء الأوعية الليمفاوية وتورمها في مناطق الأرجل والضرع ويعرف بداء الفيل وتظهر على الحيوان أعراض ارتفاع الحرارة والكحة نتيجة لرد فعل وجود هذه الدودة الصغيرة في الشعيرات الدموية بالرئة ويؤثر المرض على الأجهزة الليمفاوية ويؤدي إلى تورم الأرجل في الإبل.

اجري توداي على اخبار جوجل

 

زر الذهاب إلى الأعلى