الأخبارالصحة و البيئةامراضبحوث ومنظماتحوارات و مقالاتصحةمصر

د إيمان بليطة تكتب «البروسيلا الخنزيرية» والوضع الراهن في مصر

باحث أول قسم بحوث البروسيلا…معهد بحوث الصحة الحيوانية…مركز البحوث الزراعية

تعتبر البروسيلا الخنزيرية (B. suis) هي المسبب الرئيسي لداء البروسيلات في الخنازير وتشمل خمسة أنواع حيوية حيث ان الانواع الحيوي 1 و 2 و 3 تصيب الخنازير المستأنسة والخنازير البرية والأرانب البرية ، أما النوع الحيوي 4 فتقتصر الاصابة به على حيوانات الرنة والوعل وهو مستوطن في ألاسكا وكندا وشمال روسيا ويعتبر كمسبب نادر للإصابة بالمرض في الانسان ، بينما يصيب النوع الحيوي 5 القوارض فقط.

ويرتبط النوع الحيوي 1 و 3 بالعدوى البشرية حيوانية المصدر حيث  ان هذين النوعين الحيويين تسببا في أوبئة متفرقة في آسيا ، وخاصة في الصين  ويرتبط انتقال البروسيلا الخنزيرية بشكل أساسي بالاختلاط المباشر بالخنازير المستأنسة اوالخنازير البرية والعوائل الاخري الحاملة للمرض او من خلال استيراد الخنازير الحاملة للمرض ، أو استخدام السائل المنوي للخنازير المصابة.

ومن اعراض المرض بالخنازير الإجهاض ، وولادة اجنة ميتة ، وانخفاض في عدد الخنازير المولودة ، وضعف الخنازير ، والعقم ، وتوطين بؤري مزمن أحيانًا مثل تكوين خراج في أعضاء مختلفة ، والتهاب الرحم عند الإناث ، والتهاب الخصية والبربخ عند الذكور ، وتورم المفاصل مع العرج

اما بالنسبة لاعراض البروسيلا الخنزيرية في الانسان فإنها تتشابه مع اعراض البروسيلا المالطية وتتمثل في الحمي المتموجة والتهاب المفاصل والتعرق وفقدان الشهية والصداع والم في العضلات والمفاصل والظهر مع حدوث اكتئاب احيانا وهي اعراض تتداخل وتتشابه مع العديد من الامراض.

في مصر ، تعتبر بكتيريا البروسيلا الخنزيرية مسببًا غير شائع للإصابة بداء البروسيلات ، جيث ان غالبية حالات الإصابة بداء البروسيلات في الإنسان والحيوان تحدث من خلال الاصابة بالبروسيلا المالطية والبروسيلا المجهضة ومنذ ان تم عزل بكتيريا البروسيلا الخنزيرية لأول مرة في عام 1942 من اناث الخنازير المجهضة في صعيد مصر لم يتم نشر سوى عدد قليل جدا من الابحاث العلمية بخصوص الاصابة بالبروسيلا الخنزيرية في الخنازير.

ومن المعروف والمؤكد انه لا يتم تضمين الخنازير في برنامج الرصد والتشخيص والسيطرة علي  مرض البروسيلا الروتيني المطبق منذ 1986 ، مما يساهم في نقص المعرفة حول وبائية البروسيلا الخنزيرية ، وتأثيرها الاقتصادي ، أو دور الخنازير في انتشار العدوى إلى الماشية الأخرى أو البشر.

ومن الجدير بالذكر ان الخنازير في مصر تربي في مزارع مكثفة واسعة النطاق جنبا الي جنب كتربية مختلطة مع الماشية او كتربية صغيرة في الأفنية الخلفية بواسطة جامعي القمامة في الأحياء الفقيرة بمحافظتي القاهرة والجيزة والذين يقومون بتربية الخنازير كمصدر رئيسي لدخلهم.

وتجدر الإشارة إلى أنه في بعض المناسبات ، يتم بيع الخنازيرهذه لصغار المربيين في المحافظات الشمالية (على سبيل المثال ، الإسكندرية) والجنوبية (على سبيل المثال ، المنيا) ، مما يسلط الضوء على مخاطر انتشار ميكروب البروسيلا الخنزيرية إلى الماشية الأخرى وفي جميع أنحاء البلاد.

ودعمًا لهذا الافتراض ، تم عزل الميكروب من الأبقار في احدي محافظات شمال مصر وتأكيد وجود الحمض النووي للميكروب بالجمال بجنوب مصر وعليه فقد أجريت حديثا دراسة لمعرفة مدى انتشار البروسيلا الخنزيرية في الخنازير المذبوحة عن طريق العزل والتصنيف البكتريولوجي التقليدي والتعرف الجزيئي على الميكروب بالغدد الليمفاوية للخنازير المذبوحة في مجزر البساتين بالقاهرة حيث اسفرت تلك الدراسة المنشورة باحدي الدوريات العلمية العالمية عن عزل وتصنيف 14 معزولة من البروسيلا الخنزيرية من النوع الحيوي 2  الغير متوقع لاول مرة بتاريخ مصر وخارج قارة اوروربا.

وذلك لان معزولات البروسيلا الخنزيرية المؤكد تواجدها في مصر سابقا وعبرالابحاث المنشورة كانت من النوع الحيوي 1  الاكثر ضراوة للانسان عن النوع الحيوي 2 حيث وضعت كافة السينريوهات المحتملة حول مصدر تلك المعزولات من النوع الحيوي 2 والذي سوف يؤكده التسلسل الجينومي الكامل لتلك المعزولات ومقارنتها بنظائرها في اوروبا فيما بعد.

ويعتقد بأن البروسيلا الخنزيرية النوع الحيوي 2 اقل خطورة وانتقالا للانسان من النوع الحيوي 2 و 3  وانه يشترط للاصابة وجود امراض مزمنة لدي الاشخاص تزيد من احتمالية انتقال الميكروب اليهم وهذا الافتراض مبني علي الملاحظات وغير مبني علي اثاث علمي سليم او علي ابحاث علمية دقيقة لدراسة مدي ضراوة ذلك النوع الحيوي ومقارنته بنظائره من الانواع الحيوية الاخري لاثبات ذلك.

وعلي الرغم من انتشار العوائل الناقلة للمرض بقارة اوروبا فقط وهي ممثلة في الخنازير البرية و بعض الارانب البرية Brown Hares)) الا انه تم الابلاغ عن تسع حالات فقط للاصابة البشرية بالبروسيلا الخنزيرية النوع الحيوي 2عالميا ثمانية من تلك الحالات كانوا في فرنسا ستة من هذه الحالات البشرية الثماني المبلغ عنها في فرنسا كانت لديهم حالات طبية مزمنة.

من المحتمل أن تزيد من خطر العدوى بالبروسيلا الخنزيرية النوع الحيوي2  والسبب الرئيسي وراء قلة الحالات المصابة وان غالبيتها بفرنسا برغم انتشار العوائل الناقلة بمعظم قارة اوروبا ان وزارة الصحة بفرنسا هي الوحيدة المعنية بالتصنيف الدقيق لمعزولات البروسيلا بالانسان الي النوع والنوع الحيوي بعكس باقي الدول الاوروبية التي تكتفي بمعرفة جنس المعزولة ولاتتطرق الي التصنيف الدقيق للبروسيلا الي النوع والنوع الحيوي مما يترتب عليه قلة الاعداد المصابة والظن بأن هذا النوع الحيوي اقل خطورة وانتقالا الي الانسان عن باقي الانواع الحيوية للبروسيلا الخنزيرية دون اجراء الابحاث التي تؤكد ذلك.

ومما سبق واستنادا الي عزل ميكروب البروسيلا الخنزيرية النوع الحيوي 1 الاكثر ضراوة وانتقالا للانسان من الخنازير ومن البان الابقار في مصر والنوع الحيوي 2 من الخنازير المذبوحة بالمجازر فإن الخنازيرالتي يتم تربيتها في الأحياء الفقيرة والعشوائيات يمكن أن تكون مصدرًا مهملاً للعدوى غير المباشرة للإنسان أو الحيوانات الأخرى  مما يستلزم مراقبة فورية ومنتظمة لقطعان الخنازير صغيرة الحجم من قبل سلطات الحكومية للكشف المبكر عن ميكروب البروسيلا الخنزيرية المنتشرة في مصر ومكافحتها وادراج الخنازير في بروتوكولات الفحص الروتيني للبروسيلا.

اجري توداي على اخبار جوجل

 

زر الذهاب إلى الأعلى