الأخباربحوث ومنظماتحوارات و مقالاتمصر

د عبدالسلام منشاوي يكتب: ضوابط رية المحاياه في محصول القمح

رئيس بحوث متفرغ -قسم بحوث القمح – معهد المحاصيل الحقلية – مركز البحوث الزراعية – مصر

تنفيذ العمليات الزراعية بشكل صحيح يعد أهم مقومات نجاح زراعة وإنتاج القمح. وتعتمد العمليات بشكل كبير جداً على مرحلة نمو المحصول. تحديد الوقت الأمثل لعمليات الري والتسميد تكون أكثر فاعلية بربطها بمرحلة نمو المحصول وفهم احتياجات مرحلة النمو.

يبدأ إنبات القمح بخروج غمد الريشة من التربة، وظهور الورقة الحقيقية الأولى من خلال طرف غمد الريشة. وبذلك تبدأ مرحلة البادرة، وفيها تتطور ثلاثة أوراق بشكل كامل قبل بدء مرحلة التفريع. ويزداد تكوين الجذور الجنينية، وتنتهي مرحلة البادرة بظهور الفرع الأول وتبدأ مرحلة التفريع.

وبداية مرحلة التفريع هي بداية لمرحلة حرجة جداً ومهمة لنبات القمح، حيث تساهم الفروع بشكل كبير في إنتاجية الحبوب. يتكون الفرع الأول في إبط الورقة الأولى، ثم تتكون براعم إبطيه أو جانبية في أبط الأوراق المتتالية. يعتمد نمو القمح وزيادة التفريع على الظروف الجوية وتاريخ الزراعة، قد يبدأ التفريع وتطول مرحلة التفريع في حالة الظروف المناخية المناسبة. وقد ينتهي القمح المزروع مبكرًا من تكوين الفروع سريعا وفي هذه الحالة يكون القمح قليل التفريع.

وفي مرحلة التفريع يجب أن يتم بل يتحتم إضافة دفعات النيتروجين المبكرة لتحسين التفريع والعمل على زيادة الفروع التي ستكون السنابل لاحقاً. وتزداد أهمية السماد في حالة الكثافات الخفيفة وقلة الإنبات، حيث يمكن تشجيع التفريع من خلال زيادة سماد النيتروجين المضاف.

ويعتمد زيادة التفريع وكثرة عدد الأفرع على تاريخ الزراعة ومعدل التقاوي وخصوبة التربة ودرجات الحرارة المنخفضة وتوافر الرطوبة.

فنلاحظ أن كل العوامل المذكورة أصبحت مع بداية مرحلة التفريع غير متحكم فيها ما عدا الري والتسميد ومن هنا تظهر أهمية رية المحاياه التي تنشط وتزيد قدرة النبات على التفريع. مع العلم أن كل فرع يتم إنتاجه يمثل إضافة لقدرة نبات القمح لتطور ساق إضافي كامل ويعطي سنبلة وينعكس على الإنتاجية النهائية.

وتستمر مرحلة التفريع إلى أن تتوقف نقاط نمو البراعم والفروع الرئيسية عن بدء تكوين أوراق جديدة وتبدأ في إنتاج أعضاء تكاثرية (السنبلة).

ويصل بادئات السنبلة إلى مرحلة الأخاديد أو القمم المزدوجة (Double Ridge) وبذلك تنتهي فترة النمو الخضري وتكوين الأوراق والفروع وبداية فترة النمو الثمري (تكوين الأزهار).

وتبدأ بادئات الأزهار فوق الجزء الأوسط من السنبلة الصغيرة جدا ببطئ ويتحرك في التكوين إلى الاتجاهين أعلى وأسفل، وعدد الأزهار البدائية يحدد عدد الحبوب المحتمل للسنبلة.

وينتهي تكوين السنيبلات عند مرحلة السنيبلات الطرفية (Terminal Spikelet). وبذلك يكتمل تكوين السنيبلات، ويتم تحديد عدد السنيبلات لكل سنبلة في هذه المرحلة وعدد الأزهار بكل سنيبلة، يزيد احتياج المحصول للمياه.

وتبرز أهمية عمليات الري من خلال تأثيرها المباشر على نمو النبات وكذلك ارتباط عملية التسميد بالري من حيث الإضافة، لضرورة إضافة السماد مع الري.

كما أن كفاءة السماد تعتمد اعتمادا كبيراً على عملية الري، فكلما كان الري معتدلا وجيدا مع صرف الماء الزائد كانت كفاءة السماد في أعلى درجاتها، وحينما يكون هناك تغريق وإسراف في الري وسوء صرف، تكون كفاءة السماد منخفضة جدا. لذلك وجب العناية جدا بالري بصفة عامة ورية المحاياه بصفة خاصة.

رية المحاياه (التشتية) هي الرية التالية لرية الزراعة، ويجب أن تكون بعد 20-30 يوم من الزراعة، وتختلف الفترة حسب خصائص الأرض والظروف الجوية. وهي من أهم الريات حيث تكون في مرحلة حرجة جدا من عمر النبات والتي لها تأثير كبير على الإنتاجية ويرجع ذلك إلى تزامنها مع بداية مرحلة التفريع للنبات.

وبالنظر إلى مراحل نمو نبات القمح والتي بالصور المرفقة التي توضح أن مرحلة التفريع تبدأ بعد اكتمال الورقة الثالثة والتي غالباً ما تكون بعد16-20 يوم من الزراعة. وتستمر حتى ينتهي تكوين السنيبلات عند مرحلة السنيبلات الطرفية (Terminal Spikelet) عند 35-45 يوم من الزراعة مروراً قبل ذلك بمرحلة الأخاديد أو القمم المزدوجة (Double Ridge).

وبناء على ما سبق نلاحظ أن الفترة من 16-45 يوم من الزراعة هي مرحلة حرجة جدا ومهمة للنبات، حيث أنها مرحلة التأسيس وبناء المجموع الخضري. ويتكون في هذه المرحلة عدد الفروع ٍالتي ستمثل عدد السنابل لاحقا، ويتكون فيها عدد السنيبلات التي يترتب عليها عدد حبوب السنبلة لاحقاً. وتمثل عدد السنابل وعدد السنيبلات السعة التخزينية للنبات وهما أهم مكونين من مكونات المحصول في القمح.

ولما كان توافر العناصر الغذائية والمياه هي من أهم العوامل التي تنشط وتزيد التفريع. فتأخير رية المحاياه عن اللازم يعرض النبات لإجهاد العطش وفي نفس الوقت نقص السماد الأزوتي في الفترة التي يكون النبات في أمس الحاجة إليه. وبالتالي فإن تأخير رية المحاياه يؤثر تأثيرا كبير على الإنتاجية.

ولابد من إضافة جرعة سماديه مناسبة مع هذه الرية حسب خصوبة الأرض وما إذا تم إضافة جرعة تنشيطية سابقاً من عدمه.

وهناك اعتقاد خاطئ بأن تأخير رية المحاياة يشجع ويزيد التفريع وهذا خطأ 100%.  حيث يكون النبات في مرحلة التفريع وإنتاج الأشطاء (الخلفات) وتكوين السنيبلات كما وضحنا سابقاً، والتي بدورها تحتاج إلى مدخلات أكثر من الماء والسماد.

ويستند هذا الاعتقاد على اللون الأخضر الداكن للنبات مع العلم أن المظهر الأخضر الداكن للنبات ليس مظهراً صحياً للنبات ولكنه يدل على أن النبات يعاني من الإجهاد للعطش.

ويجب العناية بهذه الرية أكثر في حالة الزراعة الحراتي وعدم تأخيرها، حيث تتشرب الأرض كميات كبيرة من المياه في هذه الرية بالتحديد.

وفي حالة تأخير الري وزيادة كمية المياه وعدم الصرف الجيد تؤثر تأثير سيء على حالة النباتات وتظهر على النباتات أعراض اصفرار في النبات بسبب تراكم المياه نتيجة اختناق الجذور وتوقف عملية الامتصاص للعناصر الغذائية.

يضاف السماد النيتروجينى بمعدل 75 كجم نيتروجين للفدان وذلك يعادل:3-4 شيكارة يوريا (46% أزوت) أوحوالي 5 شيكارة من نترات النشادر(33.5% آزوت) أو حوالي 7 شيكارة من سلفات النشادر(20.6% أزوت).

ويوصى بإضافة السماد الآزوتى على ثلاث دفعات  الدفعة الأولى وتسمى تنشيطية وتضاف قبل ريه الزراعة مباشرة بمعدل 20%.  والدفعة الثانية بمعدل  40% وتضاف قبل ريه المحاياة مباشرة  والدفعة الثالثة 40% وتضاف قبل الريه الثانية مباشرة.

وفي حالة عدم إضافة الجرعة التنشيطية يضاف السماد على دفعتين الأولى مع رية المحاياه وتمثل 60% والثانية مع الرية التالية لرية المحاياه وتمثل 40%. مع العلم أن إضافة السماد في ميعاد غير مناسب يؤدى إلى عدم تحقيق الاستفادة المثلى. حدوث الغرق نتيجة التغريق في الري مع الصرف الرديء بأرض ثقيلة القوام يعمل على تقليل كفاءة امتصاص السماد بدرجة كبيرة جدا.

وليس المهم في التسميد الكمية فحسب بل الأهم من ذلك متى وكيف يضاف السماد. فلابد من إضافة السماد قبل الري مباشرة ولا ينصح أطلاقا بإضافته بعد الري.

أسأل الله أن يكون موسم خير وبركة على الزراع والوطن

تطور الفروع والأوراق

 

اجري توداي على اخبار جوجل

 

زر الذهاب إلى الأعلى