الأخبارالانتاجبحوث ومنظماتحوارات و مقالاتمصر

د رحاب عراقي تكتب:دراسات عن ميكروب الإشريكيا القولونية في مزارع الدواجن

باحث أول – قسم البكتيريولوجي – معهد بحوث الصحة الحيوانية فرع دمياط- مركز البحوث الزراعية – مصر

الإشريكيا القولونيةEsherichia coli  , هي بكتريا قولونية سالبة الجرام, تنمو في درجات حرارة تتراوح بين 7 درجات و50 درجة مئوية، وتبلغ درجة الحرارة المثلي لنموها 37 درجة مئوية, اختيارية لا هوائية.هي بكتيريا شائعة تعيش بشكل طبيعي في أمعاء الانسان و بعض انواع الحيوانات.

وتوجد أيضا في البيئة والأطعمة. لكن بعض الأنواع يمكن أن تسبب مرضًا شديدًا لأنها تفرز سمًا يسمى شيجا وتسمي الإشريكيا القولونية المنتجةٍ لسموم الشيجا STEC، أيضًا توجد أنواع مختلفة من البكتريا الإشريكيا القولونية يمكن أن تسبب الالتهاب الرئوي ومسئولة عن 75٪ إلى 95٪ من التهابات المسالك البولية, و من اكثر اللأنواع انتشارا في الولايات المتحددة الإشريكية القولونية O157  المنتجة لسموم فهي يمكن أن تهدد الحياة, خاصة الأطفال وكبار السن, وذلك لأنها تسبب الفشل الكلوي (متلازمة انحلال الدم اليوريمي), يمكن لبعضها أن يسبب التسمم الغذائي الخطير.

تم تصنيف سبعة أنواع مرضية الإشريكيا القولونية المعوية النزفية (EHEC) والإشريكيا القولونية المعوية التجميعية (EAEC) والإشريكيا القولونية المعوية المسببة للأمراض (EPEC) والإشريكيا القولونية المعوية السمية (ETEC) والالتصاق المنتشرE .coli (DAEC) ، الإشريكيا القولونية المعوية الغازية (EIEC) والإشريكيا القولونية الملتصقة الغازية (AIEC) .

يتطلب الالتصاق الميكروبي تفاعلات قوية ومحددة للغاية بين الروابط الجزيئية على سطح العامل الممرض(الإشريكيا القولونية) والمستقبلات المماثلة على سطح الخلية المضيفة,علاوة علي ذلك بدون هذا الإرتباط الميكروبات تكون عاجزة عن مقاومة الإنجراف والخروج من المضيف, ولكل نوع مرضي آلية ضراوة مميزة وعوامل ضراوة لتعطيل الخلايا الظهارية المعوية المضيفة التي تسبب الإسهال والتهابات الأمعاء الأخرى.

في العقود الماضية ، اكتسبت الإشريكيا القولونية  E.coliأهمية كبيرة في الطب البشري والطب البيطري لأسباب مختلفة، أحدها يتمثل في الانتشار المتزايد للسلالات المقاومة للمضادات الحيوية في الانسان, والحيوان, و ظهور سلالات من بكتيريا فائقة المقاومة للمضادات الحيوية, و خاصة السلالات المقاومة لمركبات البيتالاكتام , ذلك لأن الناقلات الجينية (البلازميدات)  تؤدي الأمراض المعدية الشائعة البسيطة إلي الوفاة.

ومع ذلك ، فإن مقاومة المضادات الحيوية ليست السلاح الوحيد لبكتريا الإشريشيا القولونية الممرضة  في الحقيقة، تمتلك هذه البكتيريا الكثير من عوامل الضراوة ومنها بروتينات الفوعة التي لها تأثير كبير لحدوث التهاب الأمعاء. ،بالإضافة لذلك تقوم سلالات الإشريشيا القولونية بدمج العناصر الجينية لتحقيق الإمراضية في المضيف, ويمكن ان تتشارك هذه الأنواع بعض الخواص الجينية مع نظيره في الإنسان و تؤثر في مئات الملايين من الأشخاص في جميع أنحاء العالم  .

والجدير بالذكر أن الدراسة العالمية متعددة المراكز ( (Global Multi-Center Study أوضحت أن الإشريكيا القولونية المعوية المنتجة للسموم المعوية هي المساهم الرئيسي في الوفيات المرتبطة بالإسهال التي حدثت في جنوب الصحراء أفريقيا وجنوب آسيا. يتم طرد الإشريكية القولونية في البيئة داخل المادة البرازية. تعيش و تنمو البكتيريا بشكل كبير في البراز الطازج في ظل ظروف هوائية لمدة محدودة من الوقت, ثلاثة أيام ، لكن أعدادها تنخفض ببطء بعد ذلك .

يمكن أن تحدث الإصابة بالإشريكيا القولونية عن طريق تناول لطعام أو الماء ملوثا بالبكتيريا. يحدث التلوث عندما يتلامس الطعام أو الماء مع البراز من البشر والحيوانات المصابة, لذلك يمكن ان تنتقل العدوي للانسان بالاتصال المباشر والغير مباشر مع الطيور المصابة, أو استهلاك منتجات اللحوم الملوثة. حيث يعيش الناس في كثير من الأحيان على اتصال وثيق مع الطيور وحيوانات الماشية, التربة المنزلية في المناطق الريفية ويمكن أن تدعم نمو وبقاء الإشريكية القولونية, في السنوات الأخيرة، تم إيلاء المزيد من الاهتمام للدور البيئي, وانتقال العدوي لذلك ركزت تدخلات البحث  علي المياه والصرف الصحي والنظافة الصحية في المقام الأول.

يعد المرض بسبب عدوى الإشريكيا القولونية من أكثر أمراض البكتريا شيوعا والأكثر فتكا حول العالم, قد تسبب مشكلة خطيرة في مزارع الدجاج, تصيب اجهزة مختلفة و تسبب مرض موضعي أو جهازي, قد  يسبب ارتفاع معدل وفيات الأجنة في مرحلة لاحقة والدجاج حديث الفقس تصاب بالتهاب السرة مع خسارة اقتصادية كبيرة, وقد تسبب التهاب النسيج الخلوي(التهاب الجلد), عدوي الجهاز التناسلي في قطعان البياض, و الدجاج الأمهات, وحدوث الإلتهاب الغشاء البروتيني لصفار البيض(المح) بعد ارتداد الزلال من قناة البيض إلي البطن, و تسبب في إنخفاض إنتاج البيض و ارتفاع معدل  الوفيات. الطيور المصابة بالمرحلة الحادة تسمم الدم القولوني قد يتحول إلي مزمنة وموضوعية من الداء.

الأعراض في الدواجن

الإشريكيا القولونية هي بكتريا انتهازيه ممكن أن تحدث إشكال مختلفة من الأعراض بالطيور, ويمكنها أن تسبب ألأتهاب الأمعاء وعدد من الطيور تصاب بالإسهال نتيجة الاشريشيا كولي و ويمكنها أيضا أن تهاجم عدد كبير من الأعضاء الداخلية, لذلك إن أعراض الاصابه بها تعتبر متغيره بشكل كبير جدا, الحالات الحادة يحدث لها موت مفاجىء للطائر وقد يظهر حالات اسهال وتلوث البطن بالبراز الرطب, و في الحالات المزمنة انخفاض الشهية, و حالة غير جيدة للطائر, و ضيق في التنفس, و ضعف نمو, وتعتبر الطيور بجميع الأعمار حساسة للاصابه.

الصفة التشريحية:

التهاب في الغشاء المزدوج الجدار الناعم الذي يحمي القلب, التهاب الغشاء الذي يفصل بين التجويف الصدري و التجويف البطني, و إلتهاب الكبد,  بالإضافة إلي تواجد مواد متجبنة صفراء اللون في الأكياس الهوائية, إلتهاب المفاصل ممايؤدي الي تورم, واحتقان الغشاء الزلالى, و الأوتار, وإلتهاب قناة البيض.

العلاج:

العلاج بمضادات الميكروبات هو أحد الضوابط الأولية, يعتمد علي إجراء اختبار الحساسية لتحديد المضاد الحيوي المناسب لعدوى الإشريكية القولونية ويوصي بعدم استخدام المضادات بشكل متزايد ومتكرر في مزارع الطيور لتجنب حدوث مقاومة للمضادات الحيوية.

الوقاية من عدوى الإشريكية القولونية

ضرورة توعية العاملين في المزارع و المجازر والعاملين في مجال إنتاج الأغذية للحد من التلوث الميكروبيولوجي إلى أدنى قدر, الاشريشيا القولونية بكتريا انتهازية ترتبط ببعض الأمراض الفيروسية والطفيلية بالإضافة إلي الميكوبلازما , وخاصة عند توفر العوامل التي تنشطها كخلل بمناعة الطيور أوإجهادالطيور, و قلة التهوية والإزدحام (كثافة التربية), والبرد.

لذلك هناك ضرورة من العناية بالحالة الصحية للطائر والتغذية الجيدة, و الماء النظيف يتم فحص الماء, علاوة علي ذلك تجنب تعرض الطائر للإجهاد, والتهوية الجيدة وتوفير درجة الحرارة المناسبة وتجنب الإزدحام وااتباع كافة تدابير الامان الحيوي بالمزرعة, و اتخاذ تدابير للحد من استخدام العوامل المضادة للميكروبات في تربية الطيور.

تقليل فرص الإصابة بعدوى الإشريكية القولونية في الإنسان  أو تمريرها ذلك بغسل الادوات, وغسل الأيدي بالصابون والماء الدافئ بشكل متكرر, وطهي الدواجن  إلى درجة حرارة داخلية لا تقل عن 165 درجة فهرنهايت (74 درجة مئوية) و طهي اللحوم إلى درجة حرارة آمنة وخاصة إذا كان مشويا لقتل بكتيريا الإشريكية القولونية التي قد تكون موجودة في اللحوم. استخدم مقياس حرارة الطعام عند الطهي للتاكد من تسخين اللحم إلي درجة حرارة 160 درجة فهرنهايت (71 درجة مئوية) على الأقل عند أعلي نقطة في سمكه.

اجري توداي على اخبار جوجل

 

زر الذهاب إلى الأعلى