الأخبارحوارات و مقالاتخدماتي

كيف يمكن تشخيص مرض إنفلونزا الطيور؟… د وفاء أحمد توضح

باحث بالمعمل المرجعى للرقابة على الانتاج الداجني بالاسماعيلية – معهد بحوث الصحة الحيوانية – مركز البحوث الزراعية – مصر

إنفلونزا الطيور هو مرض فيروسى يسببه نوع من أنواع فيروس الأنفلونزا حيث تطور وتكيف في أجسام الطيور. وهذا المرض الفيروسي شديد العدوى يصيب كل من الطيور المنزلية (الأهلية) المنتجة للغذاء (الدجاج والديك الرومي والسمان  والبط والاوز)، وكذلك الطيور الأليفة والبرية على حد سواء. في بعض الأحيان، قد تصاب الثدييات، بما في ذلك البشر، بإنفلونزا الطيور.

تم عزل فيروسات أنفلونزا الطيور، وإن كان ذلك بشكل أقل، . ينجم هذا المرض عن فيروسات مقسمة إلى أنواع فرعية متعددة (مثل H5N1 وH5N3 وH5N8  ………وما إلى ذلك) والتي تتطور خصائصها الجينية بسرعة.

يحدث المرض في جميع أنحاء العالم ولكن هناك أنواع فرعية مختلفة أكثر انتشارًا في مناطق معينة عن مناطق أخرى. و بصفة عامة يمكن تصنيف سلالات فيروسات أنفلونزا الطيور العديدة إلى فئتين وفقًا لشدة (ضراوة) المرض في الدواجن: أنفلونزا الطيور منخفضة الإمراض (الضراوة) التي عادة ما تسبب أعراض اكلينيكية (علامات سريرية) قليلة أو معدومة ؛ أنفلونزا الطيور شديدة (الضراوة) ، والإمراض التي يمكن أن تسبب أعراض اكلينيكية (علامات سريرية) شديدة ومعدلات وفيات عالية محتملة في الدواجن.

الطيور البرية هي مضيف طبيعي ومخزن لجميع أنواع فيروسات أنفلونزا الطيور، وتلعب دورًا رئيسيًا في تطور هذه الفيروسات والحفاظ عليها وانتشارها. وقد استحوذت إنفلونزا الطيور على اهتمام المجتمع الدولي على مر السنين، حيث كان لتفشي المرض في الدواجن عواقب وخيمة على سبل العيش والتجارة الدولية في العديد من البلدان.

وتعتبر متابعة ومكافحة إنفلونزا الطيور في مصادرها عند الدواجن ضرورية لتخفيف تأثيرات الفيروس في أنواع وبيئات الطيور المعرضة للإصابة. ويعد تنفيذ تدابير الأمن الحيوى، بما يتماشى مع المعايير الدولية  للمنظمة العالمية لصحة الحيوان (WOAH)، أمرًا أساسيًا في تأمين قطاعي الإنتاج والتجارة، وحماية الأمن الغذائي وسبل عيش المزارعين، والحد من مخاطر العدوى البشرية بالسلالات الفيروسية لإنفلونزا الطيور التي يمكن أن تكون حيوانية المصدر.

المسبب المرضى و خصائص فيروس إنفلونزا الطيور:

يسبب هذا المرض الفيروسى نوع من أنواع فيروس الأنفلونزا RNA ينتمي إلى عائلة الـ اورثومكسوفيريدي Orthomyxoviridae، وينقسم إلى ثلاث مجموعات: أ و ب و ج . بينما تخص المجموعة أ الحيوانات والبشر، تصيب المجموعتان ب و ج البشر فقط. ينقسم الفيروس حسب بروتينين موجودين على ظهر غلافه : هيماجليوتينين  (Hemagglutinin) HAالراصة الدموية  و NA نيورامينيديز( Neuraminidase)، اللذين يشار إليهما اختصارًا بـ H و N، بالتوافق. حيث يوجد ما لا يقل عن 18 نوع فرعى من بروتينات  H وما لا يقل عن 11 نوع بروتين N مختلفة. عند تصنيف فيروس الإنفلونزا يشار عادةً إلى النوع الفرعي من هذين البروتينين، مثلاً H5N8: H5N1, H7N9.

– يتم تصنيف عترات فيروس إنفلونزا الطيور حسب الضراوة الى :

شديد الضراوة (HPAI) ويشمل الفيروسات التى تحتوى على النوع H5, H7

ضعيف الضراوة (LPAI) ويشمل الفيروسات التى تحتوى على النوع H9

فترة حضانة مرض إنفلونزا الطيور:

– مدة حضانة الفيروس : 1 -3 أيام … وينفق الطائر فى خلال 1 – 3 أيام من الإصابة بالمرض وتعتمد مدة الحضانة علي جرعة الفيروس التى تعرض لها الطائر كما تعتمد أيضا على مدى ضراوته وكذلك طريقة العدوي ونوع الطيور المصابة..

– يعيش الفيروس فى الفرشة الملوثة لمدة اسبوع فى الجو العادى ، وقد تزيد هذه المدة فى حالة توفر الظروف الملائمة من انخفاض درجات الحرارة و زيادة معدلات الرطوبة.

-يتكون الغلاف الخارجى للفيروس من الدهون لذلك يتأثر سريعاً بالتعرض للصابون والأوساط الحامضية كالخل والليمون ، وكذلك يتأثر الغلاف الخارجى للفيروس بالتعرض للفورمالين والفنيك كما يتأثر أيضا بإرتفاع درجات الحرارة والجفاف.

طرق انتقال عدوى غيروس إنفلونزا الطيور:

في الطيور، يتم افراز فيروسات أنفلونزا الطيور في البراز و فى إفرازات الجهاز التنفسي. ويمكن أن تنتشر جميعها من خلال مخالطة الطيور المصابة (الاتصال المباشر بإفرازات الطيور المصابة، وخاصة من خلال البراز) أو من خلال تناول الأعلاف والمياه الملوثة بزرق أو افرازات الطيور المصابة أو استنشاق الهواء الملوث بزرق أو افرازات الطيور المصابة. أيضا وبسبب الطبيعة المقاومة لفيروسات أنفلونزا الطيور، و قدرتها على البقاء لفترات طويلة فى درجات الحرارة المنخفضة ، فيمكن أيضًا حملها على المعدات الزراعية وانتشارها بسهولة من مزرعة إلى أخرى.

 الدور الذي تلعبه الطيور البرية في انتشار إنفلونزا الطيور:

تعتبر الطيور البرية المهاجرة، وخاصة الطيور المائية، العائل الطبيعي والمستودع لفيروسات أنفلونزا الطيور. حيث يمكنها أن تحمل سلالات مختلفة من فيروس أنفلونزا الطيور داخل أجهزتها التنفسية أو أمعائها. اعتمادًا على سلالة الفيروس ونوع الطيور،

يمكن أن يكون الفيروس ضارًا أو مميتًا للطيور البرية. عندما تظهر على الطيور أعراض قليلة أو معدومة للفيروس، فإن ذلك يسمح لها بنشر الفيروسات بين البلدان المجاورة أو لمسافات طويلة، على طول مسارات هجرتها.

تلعب الطيور البرية أيضًا دورًا رئيسيًا في تطور فيروسات أنفلونزا الطيور والحفاظ عليها خلال المواسم المنخفضة. تم نقل العدوى بفيروس إنفلونزا الطيور من خلال الطيور المهاجرة من دولة إلى أخرى. حيث يتيح الاختلاط مع الطيور البرية الحاملة للفيروس إمكانية نقل العدوى إلى مزارع و حظائر الدواجن التجارية. ويُعتبر الدجاج أكثر الطيور حساسية.

الأعراض الاكلينيكية (السريرية) للمرض:

تتباين الأعراض الاكلينيكية (السريرية) حسب سلالة الفيروس والطائر الذي يتعرض للإصابة:

فى حالة اصابة الطيور بفيروسات أنفلونزا الطيور شديدة الإمراض (الضراوة) HPAI: تظهرعلى الطيور اعراض تنفسية شديدة مع وجود افرازات مخاطية من فتحتى الانف مع ظهور اعراض عصبية مع وجود ازرقاق واضح فى لون عرف ودلايات الطيور مع ارتفاع معدلات النفوق و بخاصة فى مزارع التسمين حيث تصل فى بعض الأحيات الى 100% وفيات. أما في حالة اصابة قطعان الطيور البياضة فيحدث خمول وفقدان الشهية مع وجود إسهالات مائية وانخفاض معدلات إنتاج البيض مع حدوث احتقان وتورم للعرف والدلايات مع وجود انتفاخات حول العين وكذلك احتقان الملتحمة وازرقاق ارجل الطيورمع حدوث نفوق بعد 24 ساعة من ظهورالأعراض وقد يستمر لمدة أسبوع .

وفي حالة حدوث اصابة فى بداري التسمين تكون الأعراض الاكلينيكية غير مميزة للمرض مع ارتفاع  معدلات نفوق الطيور المصابة كأول علامة للمرض مع ظهور أعراض عصبية ، وفي حالة اصابة قطعان الرومى تكون الاعراض الظاهرة مماثلة كما في حالة اصابة قطعان البياض ولكن الفترة تكون أطول ويمكن مع حدوث تورم للجيوب الأنفية، أما في حالة اصابة قطعان الأوزو البط  فتظهر علي الطيور الصغيرة عادة  أعراض تشمل الهزال وفقدان للشهية للطعام، مع وجود إسهال وحدوث تورم للجيوب الأنفية أما فى حالات اصابة قطعان الطيور كبيرة السن فلا تظهر عليها أي أعراض بالرغم من أنها قد تكون حاملة للفيروس.

أما فى حالة اصابة الطيور بفيروسات أنفلونزا الطيور ضعيفة الإمراض (الضراوة) LPAI:

فى بدايات الاصابة لا تظهر على الطيورأى اعراض واضحة ولكن بعد ذلك تظهر على الطيور المصابة بعض أعراض شبيهة بأعراض البرد الخفيف مثل وجود اسهالات خضراء،مع وجود التهابات  بالقصبه الهوائيه والرئه مع وجود كحة و سعال و خروج افرازات من الانف و صعوبة في التنفس، و في حالة اصابة الكلى يحدث التهابات شديدة فى الكلي مع زيادة فى شدة الاعراض اذا صاحب الفيروس الاصابة بعدوى بكتيرية ثانوية مثل  الاصابة بالبكتيريا العنقودية “Staphylococcus”  او بكتريا القولون العصوية الايشيريشيا كولاى  “E.coli”  او الميكوبلازما  او الاصابة بعدوي فيروسيه ثانوية اخرى مثل الاصابة بفيروس الالتهاب الشعبى المعدى ”HBV “ أو الاصابة بفيروس النيوكاسل ” NDv ”

طرق تشخيص المرض:

يتم التشخيص باستخدام اختبار (Real time Polymerase Chain Reaction (RT-PCR البلمرة المتسلسل فى الوقت الحقيقى.  من خلال هذا الأسلوب يتم التعرف على بروتينات الغلاف للفيروس من أجل تحديد نوع الفيروس وخصائصه. و يتم تصنيفه وراثيا بأستخدان تفاعل التتابع النيكليوتيدي” Nucleotides sequencing “لجين الهيمأجلوتينين (HA) .

وأقرأ أيضا:

د وفاء أحمد تكتب: عترات مرض إنفلونزا الطيور والحياة البرية

اجري توداي على اخبار جوجل

 

زر الذهاب إلى الأعلى