الأخبارالصحة و البيئةالمزيدحوارات و مقالاتخدماتي

د. شيرين محمود عبد الحميد بدر تكتب الثروة الحيوانية في ضوء التنمية المستدامة

شيرين محمود عبد الحميد بدر

معهد بحوث الصحة الحيوانية معمل فرعي المنصورة

باحث تخصص كلينكال باثولوجي

قطاع الثروة الحيوانية يُعد أهم القطاعات الأسرع نموًا بين قطاعات الاقتصاد الزراعي العالمي؛ إذ يسهُم بنسبة تتراوح ما بين 20- 40% من إجمالي الناتج الزراعي في أي دولة، وتتمثل أهمية الثروة الحيوانية فى توفير فرص مهمة للتنمية الزراعية المستدامة وتحقيق مكاسب على صعيد الأمن الغذائى وتحسين تغذية الإنسان، وأيضًا تحسين كفاءة استخدام الموارد الطبيعية مع زيادة قدرة الأُسر على الصمود في مواجهة التغيرات المناخية، وتوفير فرص عمل وحياة كريمة لصغار المربين مع زيادة تمكين المرأة والشباب في الريف وتشير الثروة الحيوانية والتنمية المستدامة إلى الاستفادة من موارد الثروة الحيوانية بطريقة تحافظ على التوازن بين تلبية احتياجات الجيل الحالي والمستقبلي، مع المحافظة على صحة النظم البيئية والتنوع البيولوجي.

تلعب الثروة الحيوانية دورًا حيويًا من خلال عدة جوانب:

1. توفير الغذاء: تعتبر الثروة الحيوانية مصدرًا رئيسيًا للغذاء الحيواني، مثل اللحوم والألبان والبيض. تلبي الطلب المتزايد على البروتين الحيواني وتلبية احتياجات السكان المتنامية عن طريق توفير مصادر غذائية غنية بالعناصر الغذائية الأساسية.

2. توفير فرص العمل والدخل: يعتمد العديد من الأفراد والمجتمعات على قطاع الثروة الحيوانية كوسيلة للعيش. حيث توفر تربية الحيوانات فرص عمل في المجالات المتعلقة بالرعاية الحيوانية والتغذية الحيوانية والتسويق والتجهيز والتصدير. بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يؤدي تطوير قطاع الثروة الحيوانية إلى زيادة الدخل وتحسين مستوى المعيشة للمجتمعات الريفية.

3. المساهمة في الاستدامة البيئية: يمكن أن تلعب تربية الحيوانات دورًا في الحفاظ على التوازن البيئي والاستدامة البيولوجية، حيث يساهم استخدام الأراضي الرعوية في تحسين إنتاجية الأراضي المستصلحة والحفاظ على التنوع البيولوجي. بالإضافة إلى ذلك، يمكن استخدام النفايات الحيوانية لإنتاج الغاز الحيوي والسماد العضوي، مما يقلل من انبعاثات الغازات الدفيئة ويحسن إدارة النفايات الزراعية.

4. الحفاظ على الثقافة والتنوع الثقافي: تعتبر السلالات المحلية التقليدية للحيوانات جزءًا من التراث الثقافي للشعوب والمجتمعات. يتم تكييف هذه السلالات مع ظروف المناخ والبيئة المحلية، وتحمل صفات خاصة ومقاومة للأمراض. ويجب الحفاظ على هذه السلالات ودعم المزارعين الذين يحافظون عليها، مما يسهم في الحفاظ على التنوع الوراثي والثقافي.

5. تعزيز الأمن الغذائي والتغذية: يلعب قطاع الثروة الحيوانية دورًا في تعزيز الأمن الغذائي وتحسين التغذية، حيث يوفر البروتين والعناصر الغذائية الأساسية للنمو والتطور الصحي والتي توفر منتجات الثروة الحيوانية مصادر غذائية غنية بالفيتامينات والمعادن والأحماض الدهنية الأساسية التي تساهم في تلبية احتياجات التغذية الصحية.

إنَ الثروة الحيوانية تلعب دورًا حيويًا في تحقيق التنمية المستدامة من خلال توفير الغذاء، وتوفير فرص العمل والدخل، والمساهمة في الاستدامة البيئية، والحفاظ على الثقافة والتنوع الثقافي، وتعزيز الأمن الغذائي والتغذية. ولذلك من المهم تطوير هذا القطاع بطرق مستدامة ومتوازنة تحقق التوازن بين الاحتياجات الحالية والاحتياجات المستقبلية للجيل القادم.

و معهد بحوث الصحة الحيوانية له دورًا هامًا في تحقيق التنمية المستدامة من خلال مجموعة من الأنشطة والمساهمات. ويركز المعهد على مكافحة الأمراض المشتركة بين الحيوانات والبشر ( انفلونزا الطيور و التكسوبلازما و البروسيلا و العديد من الامراض المشتركة)، وكذلك حماية صحة الحيوانات، وتعزيز الإنتاج الحيواني المستدام.

بعض الطرق التي يسهم بها معهد بحوث الصحة الحيوانية في تحقيق التنمية المستدامة:

1. البحث والتطوير: يعمل المعهد على إجراء البحوث العلمية والتطوير التكنولوجي في مجال الصحة الحيوانية. يهدف البحث إلى تحسين فهمنا للأمراض المشتركة بين الحيوانات والبشر وتطوير وسائل التشخيص والوقاية والعلاج الفعالة. يساهم البحث في تعزيز صحة الحيوانات والحد من انتشار الأمراض وتحسين كفاءة الإنتاج الحيواني.

2. التشخيص والمراقبة: يقدم المعهد خدمات التشخيص والمراقبة للأمراض الحيوانية والطوارئ الوبائية. ويستخدم المعهد التقنيات المتقدمة لتحديد وتشخيص الأمراض وتقييم مستوى انتشارها. كما تساعد هذه الخدمات في التعرف المبكر على الأمراض واتخاذ إجراءات وقائية وعلاجية فورية للحد من انتشارها وتأثيرها على الحيوانات والإنتاج الحيواني.

3. التوعية والتثقيف: وفي هذا الصدد يقوم المعهد بتوعية المزارعين والعاملين في قطاع الثروة الحيوانية بشأن الصحة الحيوانية وممارسات الإدارة الصحية المستدامة. كما يقدم المعهد المعلومات والتوجيهات الخاصة بالوقاية من الأمراض والسلامة الغذائية وتحسين جودة المنتجات الحيوانية. وقد تساعد هذه الجهود في زيادة الوعي وتحسين الممارسات في قطاع الثروة الحيوانية.

4. التعاون والشراكات: يعمل المعهد على تعزيز التعاون والشراكات مع المزارعين والمربيين والحكومات والمنظمات ذات الصلة. كما يقدم المعهد الدعم الفني والعلمي والاستشارات للجهات المعنية بقطاع الثروة الحيوانية لتحقيق استدامة أفضل في الإنتاج الحيواني وصحة الحيوانات.

5. التدريب والتعليم: حيث يقدم المعهد برامج التدريب والتعليم للعاملين في قطاع الثروة الحيوانية. ويشمل ذلك التدريب على ممارسات الإدارة الصحية الحيوانية المستدامة وتقنيات التشخيص والوقاية من الأمراض. ويساعد هذا التدريب على تعزيز المعرفة والكفاءة لدى الفرق العاملة بقطاع الثروة الحيوانية، مما يساهم في تحسين الإنتاجية والاستدامة في هذا القطاع.

6. ضمان سلامة الغذاء: يعمل المعهد على تقييم سلامة منتجات الأغذية الحيوانية وفحصها لضمان عدم وجود مخاطر صحية للمستهلكين. وهذا يساهم في تحقيق الأمن الغذائي وضمان توفر الغذاء الآمن والصحي.

بشكل عام، يقوم معهد بحوث الصحة الحيوانية على تحقيق التوازن بين الإنتاج الحيواني وصحة الحيوانات والبيئة، وذلك عن طريق توفير المعرفة والتكنولوجيا اللازمة لتحقيق الإنتاج الحيواني المستدام.

تشمل الممارسات المستدامة للثروة الحيوانية عدة جوانب، بما في ذلك:

1. إدارة المراعي: يجب توفير مساحات كافية من المراعي الطبيعية والمراعي المزروعة لتغذية الحيوانات. كما يجب أن تُدار المراعي بطرق تحافظ على التنوع البيولوجي وتقلل التأثيرات السلبية على الأراضي والمياه.

2. صحة ورعاية الحيوانات: يجب أن تُعامل الحيوانات برعاية واهتمام، كما يجب توفير الرعاية الصحية اللازمة والظروف المعيشية الملائمة لها. وكذلك ينبغي تجنب استخدام الممارسات القاسية والظروف غير الصحية التي تؤدي إلى تدهور حالة الحيوانات ونقص إنتاجيتها.

3. التنوع الوراثي: يجب الحفاظ على التنوع الوراثي للحيوانات المرباه، وتربية سلالات متنوعة من الحيوانات. حيث يساهم التنوع الوراثي في تعزيز مرونة الثروة الحيوانية ومقاومتها للأمراض والتغيرات البيئية.

4. تنويع مصادر الغذاء: يجب تشجيع تنويع مصادر الغذاء للحيوانات، بحيث لا يتم الاعتماد بشكل كبير على مصادر واحدة من العلف. كما يمكن استخدام الأعلاف المحلية والبديلة وتطوير استراتيجيات للتغذية المستدامة.

5. إدارة النفايات: يجب تنظيم التخلص من النفايات الحيوانية بطرق صحية وبيئية مستدامة. حيث يمكن استخدام التكنولوجيا المتاحة لتحويل النفايات الحيوانية إلى موارد مفيدة مثل الغاز الحيوي والسماد العضوي.

6. التكنولوجيا والابتكار: يمكن استخدام التكنولوجيا والابتكار لتحسين إدارة الثروة الحيوانية وجعلها أكثر استدامة. على سبيل المثال، يمكن استخدام التكنولوجيا في تحسين الرعاية الصحية للحيوانات، وكذلك تحسين كفاءة استخدام الموارد مثل المياه والطاقة في منشآت الثروة الحيوانية.

بالإضافة إلى ذلك، يتطلب تحقيق التنمية المستدامة في قطاع الثروة الحيوانية التوازن بين الاحتياجات الاقتصادية والاجتماعية والبيئية. حيث يجب أن تتبنى السياسات والإجراءات الحكومية إطاراً قوياً لتشجيع الممارسات المستدامة وتوجيه الاستثمارات نحو تطوير الثروة الحيوانية بطرق مستدامة.

وبشكل عام، فإن الحفاظ على الثروة الحيوانية والتنمية المستدامة يتطلبان التوازن بين تلبية احتياجات البشر والحفاظ على البيئة والحيوانات على المدى الطويل. ولا يحدث ذلك إلا من خلال اتباع مبادئ وممارسات مستدامة في إدارة الثروة الحيوانية، والتي يمكنها تحقيق الفوائد الاقتصادية والاجتماعية وكذلك الحفاظ على صحة النظم البيئية وتأمين مستقبل الجيل القادم.

اجري توداي على اخبار جوجل

 

زر الذهاب إلى الأعلى