حوارات و مقالات

د احمد محمد يكتب : الإبل و المستقبل

(لا ناقة لي فيها و لا جمل) بهذه الجملة اعتاد العربي ان يدافع عن نفسه و بعبارة (فديتك مالي و ناقتي) رفع العربي مكانة الإبل لتكون مساويتاً لنفسه بل و جعله الله دليلا علي وجوده فقال تعالى: (أَفَلَا يَنظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ).

منذ القدم و الجمل هو الحيوان المفضل لدي الانسان العربي فهو صديقه و رفيقه في سفره و حديثه في أشعاره و مصدر لغذائه و كسائه فهو صبور و حمول رغم ما يعانيه من ظروف معيشية قاسية.

و مؤخرا و مع ارتفاع أسعار الحيوانات و اللحوم الحمراء ظهر مرة اخري ليعبر عن أصالته و جودته و يقول للجميع انه حيوان المستقبل.

فمن المعلوم قدرة هذه الحيوانات علي تحمل الظروف القاسية من ندرة في الماء و الغذاء و كذلك درجات الحرارة العالية و مع ذلك فهي قادرة علي انتاج اللحوم و الالبان و التناسل بقدرات عالية في هذه الظروف و مع وجود التخوف العالمي من ارتفاع درجات الحرارة و التغيرات المناخية المستقبلية المتوقعة فإن الجمل بلا ريب سيكون حيوان المستقبل كما كان سفينة صحراء الماضي.

الأهمية الإقتصادية للجمال و التي تجعله حيوان المستقبل

تتميز الجمال دونا عن غيرها من الحيوانات بالكثير من الصفات التي حباها الله بها وهي كالتالي:

أولا: الأهمية الاقتصادية للحوم الجمال:

  1. تتوقف نوعية وكمية اللحوم المنتجة من الجمال على عدة عوامل منها: عمر الحيوان و الصحة العامة و  الجنس و  نوع الغذاء.
  2. معدلات النمو (التحويل) تحت الظروف الطبيعية غير المحسنة ما بين 450-550جم في اليوم و تحت الظروف البيئية الجيدة من الممكن أن يصل معدل التحويل الي 800 جم يومياً.
  3. تتساوي لحوم الجمال في نوعيتها مع لحوم الأبقار حتى عمر أربع سنوات وهو العمر الاقتصادي لذبح الجمال.
  4. تفضل لحوم الجمال الصغيرة في العمر عن لحوم الجمال الكبيرة حيث إن لحوم الجمال عند عمر سنة فأقل تكون طرية جدا وتنضج بسرعة عند طهيها وهي تماثل لحوم الضان الصغير، ولكن بزيادة العمر تصبح لحوم الجمال خشنة وقاسية وتحتاج لوقت أطول عند الطهي.
  5. يبلغ وزن الذبيحة 400 كجم ونسبة التصافي من 50-65 %وتبلغ نسبة الدهن في الذبيحة من صفر إلى 4.5%، ونسبة العظم من 15.9إلى 38.1% وتصل نسبة اللحم الأحمر في الذبيحة إلى 66%. تبلغ نسبة البروتين في لحم الجمل 22%، وأهم ما يميز لحوم الإبل قلة كمية الدهن بين العضلات وذلك لأن معظم الدهن يترسب في السنام وفي الأغشية والأمعاء ومنطقة الكلي.

ثانيا:الأهمية الإقتصادية لألبان الإبل

  1. للبن الإبل أهمية كبيرة وحظاً وفيراً في المناطق الصحراوية حيث ندرة المرعى والمياه.
  2. ويماثل لبن الإبل لبن الماعز بدرجة كبيرة ويقارب كثيرا لبن الأم في الإنسان.
  3. طول موسم الحليب الواحد من 10-18شهراً ومتوسط إنتاج اللبن يصل إلى 4500 كجم.
  4. و تبلغ نسبة المادة الجافة فيه 15.5% و  يمكن حفظه طازجا في درجة حرارة الغرفة لفترة طويلة.
  5. تبلغ نسبة الدهن في اللبن 1-4.5%. ويختلف دهن لبن الأبل عن دهن ألبان باقي الحيوانات الأخرى حيث تتوزع الدهون على شكل كرات دقيقة الحجم للغاية مرتبطة بجزئيات البروتين بالمقارنة بدهون لبن الأبقار والجاموس والنعاج وقد وجد أن دهن لبن الإبل يحتوي على أحماض دهنية قصير السلسلة وأن قيمة لبن الإبل تكمن في التركيزات العالية من الأحماض سريعة التأثر ولاسيما حامض اللينوليك والأحماض الدهنية غير المشبعة.
  6. نسبة البروتين في لبن الإبل ( 3-3.9%) و بذلك فهو يماثل نسبة البروتين في لبن الأبقار إلا أن محتواه من الأحماض الأمينية الهامة والضرورية مثل الميثايونين والفالين والفينيل أنين والأرجنين والليسين أكبر بكثير في لبن الإبل عنه في لبن الأبقار.
  7. نسبة اللاكتوزفي حليب الابل ( 3.30-5.8%) وهو المسئول عن حلاوة اللبن طول موسم الحليب.
  8. يمتاز لبن الجمال بالطعم الحلو المميز و اللون الأبيض الناصع و ارتفاع القيمة الغذائية عن لبن الأبقار والماعز و مضاد للتسمم والجراثيم ويحتوي على نسبة عالية من الأجسام المناعية.

ثالثا: الأهمية الإقتصادية لوبر و جلود الإبل

  1. يمتاز الوبر بصفات أهمها المتانة وقلة توصيله للحرارة.
  2. يمتاز وبر الحيوانات الصغيرة بنعومته عن وبر الحيوانات الكبيرة.
  3. تجز الجمال مرة واحدة في السنة ويبلغ وزن الجزة في السنة في الجمال وحيدة السنام 1-1.5كجم بينما في الجمال ذات السنامين تبلغا وزن الجزة 1-5كجم.
  4. يبلغ قطر الليفة الواحدة 16-18ميكرون.
  5. يستخدم شعر ووبر الجمال في صناعة الخيام، العباءات والبطاطين، كما يستخدم في صناعة الحبال وبعض الملابس.
  6. يقدر وزن الجلد الناتج من ذبائح الجمال الصغيرة ( عمر 8-12شهرا) بنحو 30كجم بينما في الجمال الكبيرة يبلغ وزن الجلد 45كجم.
  7. تستخدم هذه الجلود في صناعة الأحذية والسروج والحقائب كما يستخدم في صناعة القرب لوضع الماء واللبن فيها.

مما سبق وجب التنويه إلي الاتي :

  1. الجمال مؤهلة بالكلية لسد العجز الحالي في البروتين الحيواني.
  2. يجب علي المؤسسات المختصة توجيه الاستثمار بطاقته القصوي تجاه الجمال لتوفير اللحوم الحمراء و سد العجز فيها حاليا و للاجيال القادمة
  3. الاستثمار في مزارع الجمال هو ضرورة ملحة حاليا لاجل مستقبل الانتاج الحيواني في مصر.
  4. الاهتمام البحثي الكامل بالجمال من حيث التغذية و التربية و الامراض و التناسليات هو ضرورة قصوي لمستقبل الانتاج الحيواني بمصر.
  5. ضرورة توعية المواطنين بجودة البان و لحوم الجمال و توجيه الرأي العام لاستهلاك لحوم الجمال.

عن كاتب المقال

احمد محمد احمد السيد احمد  – باحث مساعد-معمل الشلاتين – معهد بحوث الصحة الحيوانية

اجري توداي على اخبار جوجل

 

زر الذهاب إلى الأعلى