الأخبارمصر

د اسماعيل عبد الجليل يكتب : اتركوا ” أطلال البرث ” معطره بدماء شهداءنا !

 

أثار مسلسل ” الاختيار”  حماسا وطنيا غير مسبوقا فى الشارع المصرى وبالأخص بين الشباب والاطفال وهو مايبرز حجم التقصير القائم منذ سنوات فى تبصير وتعريف اجيالنا الشابه بتاريخ ورموز وطن شاء قدره ان تكوت سيناء بوابه دائمه للغزو وارضا مستدامه لرد الطامعين الحالمين بأغتصاب مصر.

لقد اتضح من دراسه استقصائيه اوليه شاركت بها عام 2017 عن أسباب التطرف بين شباب جامعاتنا ان القصور الاعلامى يسبق الاسباب الاقتصاديه والاجتماعيه والدينيه !!. ولعل مسلسل ” الاختيار”  يكون اول بشائر علاج هذا القصور !

واجبنا ان نستثمر قوه الحماس القائمه ونبنى عليها ونضاعفها ولا ندعها تفلت من يدنا ونحن الذين كابدنا ولازلنا آثار ضعف الانتماء السائد بين شبابنا لأسباب لا يتسع المجال لسردها ولكن رد فعلهم لمسلسل ” الاختيار”  جدد الامل فى امكانيه استعاده روح الانتماء والوعى الوطنى لهم مهما عظمت اسباب تدهورها .

لدينا ثروه هائله من الاحداث الحربيه التاريخيه لقرون بعيده على ارض سيناء لم نحسن استثمارها  بعد فى تنميه الوعى الوطنى المفتقد بين شبابنا ولنكتف منها  بفتره زمنيه قريبه نسبيا من 1973- 2020  اى حوالى 37 سنه منذ عبورنا فى اكتوبر 1973 حتى يومنا المعاصر الذى يشهد حربا اشد وطأه وضراوه من الحروب التقليديه وهى الحرب ضد عصابات ارهاب تكفيريه مستأجره بالمال والسلاح  لتنفيذ اجندات قوى متعدده الهويه والهوى والمصالح ولكن يجمعها مخطط لستراتيجى واحد وهو ضرب استقرار مصر واعاقه برامجها التنمويه تمهيدا لأفشال الدوله واسقاطها.

مسلسل ” الاختيار” نقل لنا بأقتدار ولاول مره موقع معركه البرث والبيت الذى اتخذه جيشنا مقرا للكمين وهو مهدى له من اسره سيناويه استشهد ثلاث من ابناءها على ايدى التكفيرين . اثناء محاولات التكفريين الفاشله اقتحامه لإسكات نيران ابطالنا.

تعرض البيت للتفجير بعبوات ناسفه ولم بيق منه سوى  اطلال بقايا جدران متهالكه صامده معطره بدماء شهدائنا  وهو الاثر الواجب الاحتفاظ به دون ترميم او تجميل حتى لايفقد قيمته المعنويه فى ابراز الحدث عند تحويل الموقع الى مزار لشبابنا واجيالنا القادمه .

اننى استحلف بالله كل مسئول بل اتوسل اليه ابقاء اطلال موقعه البرث وغيرها كما هى معطره بدماء شهداءنا شاهده على بطولاتهم وان يبنى بجوارها متحفا يضم بعض مقتنيات المعركه والاسلحه وغيرها من وثائق بالأضافه الى بانوراما فيلم تسجيلى للحدث بما يوفر للزائر الاحساس بمعايشه الحدث لحظه وقوعه  !!.

هذا حلم من احلامى الكثيره لسيناء وهو توثيق تاريخها المعاصر مع الارهاب فى ذات المواقع التى شهدت جرائمه ولو تعددت لتغطى ارض سيناء بالكامل  .هناك فارق معنوى كبير بين توثيق الاحداث داخل متحف وبين توثيقها فى مواقعها الحقيقيه حيث الظروف البيئيه المحيطه بأجواءها الاكثر تأثيرا واثاره للمشاعر الواجبه والمنشوده .

حلمى فى انشاء المزارات والمتاحف المكشوفه بمواقعها الحقيقيه بسيناء لا يستهدف فقط ابراز بطوله شهدائنا وجنودنا بل لفضح النوايا الخفيه لأعداءنا الذين يتسترون وراء دعاوى دينيه زائفه للجهاد ورفع رايه الاسلام والمسلمين بينما تنفى اعمالهم مزاعمهم ومنها ماارتكبوه فى 25 يناير 2011 عندما اقتحموا بنك الجينات النباتيه التابع لمركز بحوث الصحراء بالشيخ زويد لتحطيم معامله واجهزته العلميه و اجهزه الكمبيوتر بكل ماتحمله من معلومات وثائقيه لثروتنا وكنوزنا النباتيه بسيناء حتى نتمكن من استثمارها لصالحنا بدلا من سلبها واسثمارها تجاريا فى معامل امريكا واوربا واليابان !!

لو اتحنا يوما لشبابنا فرصه زياره بنك الجينات بالشيخ زويد للاطلاع  على مشاهد تدمير البنك الذى تم اختياره من الامم المتحده ليكون المركز الخبير لمنطقه الشرق الاوسط عام 2003 لأدرك شبابنا بالفطره ان جهاد التكفيرين يستهدف التخريب وليس نصره الدين .

لو أتحنا يوما لشبابنا فرصه زياره مبنى مقر جامعه سيناء بالعريش ليشاهد بقايا سياره مفخخه انفجرت بجواره لتحطم زجاج  واجهته  التى تناثرت شظاياها لمقار اقامه الطلبه لأدرك شبابنا بالفطره ان جهاد التكفيرين يستهدف تخريب مؤسسه تعليميه وترويع طلبه آمنين وليس نصره الدين .

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

اجري توداي على اخبار جوجل

 

زر الذهاب إلى الأعلى