الأخبارالانتاجالمياهبحوث ومنظماتحوارات و مقالاتمصر

د أسامة سلام يكتب: القدرة البيولوجيـــة للمــصري

خبير دولي في الموارد مائية

إن القدرة البيولوجية للنظام الإيكولوجي هي تقدير لإمكانيات إنتاجه الموارد الطبيعية، وامتصاصه وتصفيته لمواد أخرى من الغلاف الجوي مثل ثاني أكسيد الكربون. ويتم التعبير عن الطاقة الحيوية من حيث الهكتارات العالمية للشخص الواحد، وبالتالي فهي تعتمد على عدد السكان. والهكتار العالمي (gha) هو وحدة معدلة تمثل متوسط الإنتاجية البيولوجية لجميع الهكتارات المنتجة على سطح الأرض في سنة معينة وكل الهكتارات (المساحات) لا تنتج نفس الكمية من خدمات النظام البيئي.

ويتم حساب القدرة البيولوجية من خلال بيانات السكان واستخدامات الأراضي، وبالطبع يمكن حسابها على مختلف المستويات الإقليمية، مثل مدينة أو بلد أو قارة أو للعالم كله. وعلى سبيل المثال، كان هناك 12.2 مليار هكتار من الأراضي والمياه المنتجة بيولوجيًا على هذا الكوكب في عام 2013. وبقسمتها على عدد السكان على قيد الحياة في تلك السنة والبالغ 7.4 مليار، يعطي طاقة حيوية قدرها 1.6 هكتار عالمي لكل شخص. هذه 1.6 هكتار عالمي يشمل المناطق البرية المنتجة بيولوجيا.

وكوسيلة لقياس تأثير الإنسان على البيئة يتم استخدام القدرة البيولوجية مع البصمة البيئية وهي من الأدوات المستخدمة في دراسات الاستدامة البيئية حول العالم والتي أنشأتها الشبكة العالمية للبصمة. ويمكن أن تؤدي الزيادة في عدد سكان العالم إلى انخفاض القدرة البيولوجية وهذا يرجع عادةً إلى حقيقة أن موارد الأرض يجب تقاسمها؛ ومن ثم يصبح هناك صعوبة لتوفير الطلب المتزايد وحاليا يمكن حل بعض هذه المشاكل عن طريق الاستعانة بمصادر خارجية قد تكون قديمة لا تتجدد كالبترول والمعادن وغيرها ومع ذلك، سوف تنفد هذه الموارد بسبب تزايد الطلبات ونتيجة لذلك يمكن أن ينهار النظام البيئي نتيجة لمثل هذه الإجراءات.

وعندما تصبح البصمة البيئية أكبر من القدرة البيولوجية للسكان، يتسبب ذلك في وجود عجز في القدرة البيولوجية. ومصطلح “القدرة البيولوجية العالمية” هو مصطلح يستخدم أحيانًا لوصف القدرة الكلية للنظام الإيكولوجي لدعم النشاط المتغير والتغييرات المستمرة التي يسببها الانسان وعندما تتجاوز البصمة البيئية لأحد السكان القدرة البيولوجية على البيئة التي يعيش فيها، فإن هذا يسمى “عجز القدرات البيولوجية” ويمكن التغلب على هذا العجز من خلال ثلاثة مصادر هي: الإفراط في استخدام النظم الإيكولوجية للشخص (حد التجاوز)، أو الاستيراد، أو استخدام المشاعات العالمية من الموارد أو منهم كلهم مجتمعين.

تشير أحدث البيانات من الشبكة العالمية للبصمة إلى أن البشرية كانت تستخدم ما يعادل 1.7 كوكب أرضي في عام 2016. ويأتي العامل المهيمن للتجاوز البيئي العالمي من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون الناتج عن حرق الوقود الأحفوري ومن الممكن أيضًا أن تؤدي المشكلة إلى زيادة الضغوط الناتجة عن الغازات الدفيئة وتغير المناخ.

ويمكن تفسير القدرة البيولوجية للأرض 1.7 إلى أن الموارد المتجددة يتم استهلاكها بشكل أسرع من الموارد التي يمكن أن تتجدد.  بمعنى اخر ما يستهلكه البشر من على الكرة الأرضية في عام يحتاج 1.7 عام (سنة وثمانية أشهر) ليتجدد مرة أخرى.

وبما أن التكنولوجيا تؤثر على العرض والطلب على الموارد، فإن ذلك يؤثر بدوره على القدرة الحيوية. ومن ثم، يمكن اعتبار التغيير “مفيدًا” مثل استخدام السليلوز لإنتاج الإيثانول السليلوزي من شأنه أن يؤدي إلى تحول السليلوز إلى مادة مفيدة، وبالتالي زيادة القدرة البيولوجية للأراضي المزروعة.

وطبقا لدراسات شبكة (Global Footprint) والتي نشرت في عام 2016 على البيانات التي امتدت من عام 1961 إلى 2013 بلغت البصمة الإيكولوجية العالمية المتوسطة 2.75 هكتار عالمي للفرد (22.6 مليار إجمالاً). مع قدرة بيولوجية عالمية تبلغ 1.63 هكتار عالمي (gha) للشخص الواحد (12.2 مليار إجمالاً)، وهذا يؤدي إلى عجز بيئي عالمي يبلغ 1.1 هكتار عالمي للفرد (10.4 مليار إجمالاً).

وبالنسبة للبشرية، فإن وجود بصمة أصغر من القدرة البيولوجية للكوكب هو شرط ضروري للاستدامة. والبلد الذي يستهلك أكثر من 1.63 هكتار عالمي (gha) لكل شخص لديه طلب على الموارد غير مستدام وتُعرف الدولة بأنها مدين إيكولوجي وإذا لم يكن لدى الدولة ما يكفي من الموارد الإيكولوجية داخل أراضيها لتغطية بصمة سكانها، عندها تعاني من عجز بيئي.

وبالنسبة الى مصر طبقا لدراسات شبكة (Global Footprint) والتي نشرت في عام 2016 على البيانات التي امتدت من عام 1961 إلى 2016 فيشير الجدول التالي الى حالة القدرة البيولوجية لمصر

السنة القدرة البيولوجية (gha ) البصمة الايكولوجية (gha ) العجز البيولوجي (gha )
1960 0.5 0.9 0.4
1980 0.4 1.1 0.7
2000 0.5 1.6 1.1
2016 0.4 1.8 1.4

حيث بلغت البصمة الإيكولوجية لمصر في عام 2016 بلغت 1.8 هكتار عالمي للفرد وهو أعلى من المتوسط العالمي مع قدرة بيولوجية منخفضة جدا تبلغ 0.4 هكتار عالمي (gha) للشخص الواحد، وهذا يؤدي إلى عجز بيئي مصري يبلغ 1.4 هكتار عالمي للفرد المصري.  

اجري توداي على اخبار جوجل

 

زر الذهاب إلى الأعلى