رئيس وحدة بحوث المطبخ التجريبى- معهد تكنولوجيا الأغذية -مركز البحوث الزراعية- مصر
مع التقدم في السن يحتاج الإنسان إلى رعاية وعناية فائقة، وخاصة فيما يتعلق بتغذيته اليومية حتى لا يتعرض لمشاكل صحية مختلفة. وهناك فروق بين من هم في نفس الحقبة العمرية الواحدة، فبينما نجد مَن يتمتعون بصحة جيدة وغير معتمدين على الآخرين، نجد مَن يعانون من أمراض مزمنة ويحتاجون إلى رعاية وإهتمام ولا بد من معرفة أن هناك علاقة بين التغذية وتقدم العمر وأن للتغذية أثراً على وظائف الجسم ودوراً في الوقاية من أعراض الكبر والشيخوخة. ولأن كل عضو في الجسم يفقد وظيفته بالتلف التدريجي للخلايا، وبالتالي يفقد الجسم حيويته لذلك، فإن معرفة الاحتياجات اليومية للمسنين من أهم الأمور التي إهتم بها الباحثون والمختصون. الشيخوخة ما هى إلاعملية مستمرة تبدأ ببلوغ الإنسان مبلغ الحكمة واستيعاب معنى الحياة وفلسفتها وتنتهى بالموت ولا تعتبر الشيخوخة داء او مرض وانما هى مرحلة من مراحل العمر تتميز ببعض الخواص شأنها شأن اى مرحلة اخرى من مراحل حياة الانسان .
- إتفقت لجنة خبراء الصحة العالمية عام 1972 بأن سن الشيخوخة هو الخامسة والستين .
- إزداد متوسط عمر الانسان فى السنوات الأخيرة فأصبح متوسط عمر المراة 75 عاما وذلك منذ بداية هذا القرن نتيجة للإنخفاض الكبير فى معدل نسبة الوفيات فى الطفولة .
التغيرات التى تؤثر على تغذية المسنين :
التغيرات الفسيولوجية : نتيجة لتقدم الشخص فى السن تحدث تغيرات وهذة التغيرات هى :
- تقل مقدرة الشخص على تقبل الطعام وذلك لقلة عدد براعم الاحساس
- قلة النشاط الجسمانى وبالتالى تقل معة الاحتياجات الغذائية .
- زيادة نسبة الأنسجة الدهنية لقلة الحركة ونقص النشاط الجسمانى يؤدى الى خفض الطاقة اللازمة للجسم ومع الإكثار من الطعام يؤدى للسمنة وما يصاحبها من أمراض القلب والدورة الدموية .
- نقص إفراز اللعاب يؤدى لصعوبة البلع .
- قلة إفراز حمض الهيدروكليك بالمعدة وكذلك قلة افراز الإنزيمات الهاضمة فى المعدة والأمعاء مما يؤثر ويقلل عمليات الهضم والإمتصاص للبروتين والدهون وتتكون الغازات وينتج عنه نقص الفيتامينات التى تذوب فى الدهون .
- يقل نشاط عضلات الأمعاء وتقل حركتها فيؤدى الى ضعف قدرة الجسم على التخلص من الفضلات ويحدث الإمساك الذى يعتبر من المظاهر المصاحبة لكبار السن ويكون الإمساك ناتجا من قلة إفراز الأغشية المخاطية التى تعمل كملينات وكذلك نقص تناول الأطعمة الغنية بالألياف كالخضروات والفواكة الطازجة بسبب سقوط الأسنان وقلتها فى هذا السن .
- تقل القدرة على التحكم فى البول مع تقدم السن وقد تكون الحالة مجرد قطرات من حين لآخر او إنسيابا دائما للبول وكذلك البراز والإناث اكثر إصابة من الذكور.
- يفقد المسن التوازن مما يترتب عليه مضاعفات خطيرة لذلك يجب تدريب المسن على المشى وتقوية العضلات .
- طول الجسم يتناقص بزيادة السن .
- تفقد العظام بعض الكالسيوم فى سن الشيخوخة وتصبح هشة معرضة للكسر ويرجع ذلك الى نقص حموضة المعدة وعدم ذوبان أملاح الكالسيوم فى المحاليل المتعادلة ويترتب على ذلك صعوبة إمتصاص الكالسيوم من الغذاء .
- فقد الاسنان فى هذة الفترة يؤثر على اختيار الأطعمة والإعتماد على الكربوهيدرات كثيرا فى الغذاء وهى سهلة الهضم لكنها لا تحتوى على الفيتامينات والأملاح المعدنية .
التوصيات الغذائية لكبار السن : من المعروف ان هناك صعوبة فى تغذية المسنين لإتمام الإحتياجات الغذائية وذلك للتغيرات التى تصاحب هذه المرحلة العمرية لذلك يراعى ما يلى :
- يجب أن يكون غذاء المسن غنيا في محتواه بالبروتين والأملاح المعدنية والفيتامينات والألياف والسوائل، ومتوسطا في النشويات وفقيرا نسبيا من حيث نسبة الدهون، ويتم تحديد الكمية حسب كل حالة، بحيث تكفي لمد الجسم بإحتياجاته من الطاقة.
- .تناول 4 وجبات على الأقل يوميا بد لا من ثلاث
- يحتاج كبار السن إلى كميات كافية من الكالسيوم للحفاظ على الكتلة العظمية، وذلك لإرتفاع نسب الإصابة بهشاشة العظام، خاصة بين السيدات. لذا يجب تناول الألبان منزوعة الدسم ومنتجاتها بواقع 3 وحدات في اليوم. (الوحدة = كوب لبن، أو 240 جراما من الزبادي، أو 60 جراما من الجبن الأبيض الطازج) مع التعرض للشمس كمصدر لفيتامين «د» للمساعدة في إمتصاص الكالسيوم .
- يجب تناول الحديد بمعدل 10 ملليجرامات في اليوم، على أن يكون من مصدر حيواني مثل الكبد وصفار البيض واللحوم والطيور، لأن معدل امتصاص الحديد من المصادر الحيوانية أعلى من المصادر النباتية. وإذا تناول المسن المصادر النباتية، وهي جميع الخضراوات الخضراء الداكنة اللون مثل السبانخ والملوخية والبقدونس، فيفضل أن يتناول معها مصدرا لفيتامين «ج» أي الطماطم أو الليمون أو البرتقال لتحسين إمتصاص الحديد.
- يفضل الحصول على الإحتياجات من البروتين من مصادر نباتية مثل: البقوليات كالفول والفاصوليا الجافة واللوبيا، والحبوب كالحمص والعدس وفول الصويا، والإقلال من المصادر الحيوانية كاللحوم والدواجن لأنها غنية بالدهون، أما الأسماك فهي من البروتينات الحيوانية قليلة الدهون.
- ضرورة التعرض لأشعة الشمس غير الحارقة في الصباح الباكر لكبار السن للحصول على حاجة الجسم من فيتامين «د»،ولمساعدة الجسم على إمتصاص الكالسيوم وتقوية العظام والأسنان. ويمكن الحصول على الفيتامين من أي مصدر دهني، مثل: اللبن والكبد والبيض والأسماك، خاصة السلمون والسردين، وبعض المكسرات. ولأن كبار السن عليهم التعامل مع الدهون بحذر فينصح بتناول اللبن نصف دسم، وبيضة يوما بعد يوم، أو تناول 5 لوزات في اليوم.
- الإكثار من تناول الفاكهة والخضراوات الطازجة والمطبوخة بمعدل 400 جرام على الأقل في اليوم، لإمداد الجسم بالفيتامينات والأملاح المعدنية ومضادات الأكسدة وتجنب حدوث الإمساك وزيادة مناعة الجسم.
- إعداد الطعام بطريقة تمكن كبار السن من التغلب على مشكلة المضغ من خلال تقطيع الطعام لجزيئات صغيرة.
- يجب ان تحتوى الوجبات على الأسماك المشوية والمسلوقة للحفاظ على الجهاز العصبى.
- الإبتعاد عن الأطعمة الغنية بالدهون او الدسمة لصعوبة حركة كبار السن.
- الإهتمام بالأطعمة الغنية بالكالسيوم والمتواجدة فى الألبان ومنتجاتها.
- يجب إحتواء الغذاء على كميات مناسبة من الألياف للمساعدة على منع حدوث الإمساك والوقاية من التعرض الإصابة بأمراض تصلب الشرايين والبدانة.
- الإبتعاد عن الأطعمة الدسمة لصعوبة الهضم وقلة الحركةعند المسنين ويفضل طهى الطعام بالسلق اوبالفرن لسهولة الهضم.
- يجب توفير كميات كافية من المياه والسوائل في غذاء المسنين، بمعدل 8 أكواب في اليوم، لأنه مع التقدم في العمر تنخفض نسبة المياه في الجسم، ويمكن التنويع بين المياه واللبن والحساء والعصائر الطبيعية والفواكه والخضراوات والشاي الخفيف والكاكاو باللبن.
- فيتامين «ج» من الفيتامينات المهمة المضادة للشيخوخة لأنه يساعد على تحفيز جهاز المناعة والوقاية من الإصابة بنزلات البرد، ويساعد في سرعة إلتئام الجروح والعظام المكسورة وتنشيط المفاصل وتحسين الحالة الصحية العامة والحالة النفسية وعدم الشعور بالإكتئاب، وهو متوفر في: الجوافة والفلفل الأحمر والأخضر والفراولة والكيوي والبرتقال.
شارك هذا الموضوع :
