الأخبارالانتاجالصحة و البيئةامراضبحوث ومنظماتحوارات و مقالاتصحةمصر

د إيمان بليطة:التحكم والسيطرة  بـ”الإجهاض المعدي” في الأغنام والماعز

باحث اول – معهد بحوث الصحة الحيوانية- مركز البحوث الزراعية – مصر

من أهم التحديات التي تواجهها السلطات البيطرية في البلدان المتضررة من الإصابة بميكروب البروسيلا اختيار الاستراتيجية السليمة التي يجب تطبيقها للسيطرة بالمرض، ولا شك في أن التنظيم الإداري والهيكلي الكافي لهيئات الخدمات البيطرية هو أهم عنصر ينبغي أن يراعيه صانعي القرار قبل اختيارهم لأي برنامج من برامج التحكم والسيطرة بالمرض.

وفي الحالة التي يكون فيها التنظيم الهيكلي والإداري لهيئات الخدمات البيطرية كافياً ينبغي تحديد الاستراتيجية التي يتعين تطبيقها وفقا للموارد الاقتصادية المتاحة ودرجة مشاركة وإلتزام المزارعين والغنامين بتطبيق البرنامج المراد تطبيقه وتحديد معدل الانتشار السيرولوجي للمرض ومعرفة النوع والنوع الحيوي لميكروب البروسيلا الأكثر انتشارا بين الحيوانات المصابة بالمرض.

و ما يلي يمثل الطرق المستخدمة للتحكم والسيطرة بالمرض في متسلسلة تبدأ بالتطبيق بالمناطق ذات معدل الانتشار السيرولوجي العالي وصولا إلي استئصال المرض تماما والوصول إلي اعلان مناطق خالية من المرض رسمياً.

  1. التحصين الجماعي الشامل للحيوانات الكبيرة والصغيرة بالقطعان

يطبق في كثير من البلدان التي لديها هيئات عامة للخدمات البيطرية المنظمة ولكنها ذات موارد اقتصادية محدودة، فإن برنامج التحصين الجماعي الشامل القائم على لقاح ريف 1 كبديل وحيد يمكن تطبيقه مع المداومة عليه لسنوات عديدة بغض النظر عن معدل الانتشار السيرولوجي.

والتحصين الشامل للقطيع يتضمن تحصين كلا من الحيوانات الصغيرة والكبيرة حيث يعتبر ذلك هو البديل الوحيد الممكن لمكافحة العدوى بميكروب البروسيلا في المجترات في إطار نظم التربية المكثفة التي تتميز بها العديد من البلدان مع ارتفاع معدل الانتشار السيرولوجي وعدم القدرة التحكم بحركة الحيوانات وانتقالها من مكان إلي الاخر داخل الدولة والقصور في التعاون بين الجهات المعنية بالمرض.

ويكون هذا التحصين الشامل مصحوبا بترقيم الحيوانات بوضع ارقام للأذن (أو إجراءات ترقيم بديلة) للحيوانات المحصنة، ويمكن لهذا الترقيم الفردي أن يسهل المتابعة الكافية لبرنامج السيطرة بالمرض في السنوات التالية حيث ينبغي تحصين الحيوانات التي لا تحمل ارقام في الأعوام القادمة. وبمجرد تطبيق أول حملة تحصين جماعي شامل لجميع القطعان في الوحدة الوبائية التي تم التحصين بها، فإن إجراء المتابعة المثالي للتحصين مع المداومة عليه على الأقل لفترة زمنية تتراوح من 8-10 سنوات بعد أول تحصين شامل يؤدي إلى التقليل من معدل الإصابة بالمرض إلى أدنى حد.

وتعد الطريقة الأكثر عملية لتقييم فعالية استراتيجية التحصين الجماعي هي حدوث انخفاض في الحالات البشرية في السنوات التالية من التحصين. ومع ذلك، يوصى بإجراء مسح سيرولوجي بعد التحصين مباشرة لعينة تمثيلية من القطعان الذين تم تحصينهم لتقييم أن التحصين قد أجري بشكل صحيح. يجب أن تتراوح نسبة الإيجابي لاختبار الروزبنجال بين 80-100٪ عندما يتم اختبار الحيوانات الملقحة بشكل كاف بعد 15-20 يوما من التحصين.

  1. استئصال المرض

عندما يتم تطبيق استراتيجية التحصين الشامل الأساسية المذكورة أعلاه والحفاظ عليها بنجاح لجيل واحد على الأقل (حوالي 6-12 سنة)، سيتم السيطرة على المرض بشكل فعال مما يؤدي بدوره إلي انخفاض معدل الإصابة بالمرض إلى مستويات الحد الأدنى، يستطيع صانعو القرار بعد ذلك الانتقال إلى استراتيجية أكثر تقدما للقضاء على المرض.

وفي هذه الحالة، ينبغي أن يتبع تسلسل الأحداث دربا منطقيا يتجنب فيه خطوات الرجوع إلى الخلف حيث ان التدخلات الوحيدة التي سيتم تطبيقها خلال السنتين الأوليتين بعد وقف التحصين الشامل يجب ان تكون على النحو التالي:

(أ) ترقيم الحيوانات وتحصينها (إجراء التحصين بطريقة التقطير في ملتحمة العين) شاملا 100٪ لحيوانات الاحلال الصغيرة (كلا من الذكور والإناث، ومن الناحية المثالية عندما 3 -4 أشهر من العمر)، مع التنفيذ الإلزامي لتسجيل جميع الحيوانات بالسجلات.

(ب) تحجيم حركة الحيوانات بالأماكن المصابة المطبق بها نظم التحكم وإقامة نظام إلزامي لمراقبة حركة الحيوانات.  وبعد مرور السنتين يتم تطبيق هذا النظام بحذافيره وذلك لتجنب ذبح الحيوانات السليمة الغير مبرر نظرا لعدم قدرة معظم الاختبارات السيرولوجية في التمييز بين المصاب والمحصن وكثافة وطول فترة بقاء الاجسام المناعية المكونة ضد التحصين الشامل وخاصا إذا تم تحصين الحيوانات الكبيرة البالغة وتداخل ذلك مع الفحص السيرولوجي للمرض.

أ- مناطق خالية من المرض

عندما ينخفض المعدل السيرولوجي للإصابة إلى أدنى مستوياتها عن طريق التحصين الجماعي المتكرر للقطعان على مر السنين، شريطة أن تتحسن البنية التحتية البيطرية والموارد الاقتصادية بالتوازي مع ذلك، قد يكون استئصال المرض ممكنا عندئذ.

ويمكن تحقيق ذلك من خلال تنفيذ برنامج معقد جدا ومكلف على أساس الجمع بين تحصين الحيوانات الإحلال الصغيرة (3-4 أشهر من العمر، التحصين بالتقطير من خلال ملتحمة العين) مع اختبار وذبح الحيوانات البالغة المصابة بالمرض. وكأدوات تكميلية أساسية ولكنها ضرورية، فإن الترقيم الفردي الكافي لجميع الحيوانات والسيطرة الفعالة على جميع التحركات الحيوانية لبد من تنفيذه في وحدة التدخل الوبائي المحددة. وحيث ان المبدأ الأساسي للقضاء علي المرض هو تجنب دخول الحيوانات المصابة إلى القطعان غير المصابة فإن الرقابة الصارمة على حركات الحيوانات ذات أهمية قصوى، وربما  تعد هذه كواحدة من أكثر القضايا الإشكالية التي تواجه هيئات الخدمات البيطرية المشاركة في برامج القضاء على أي من الأمراض الحيوانية ذات الصلة.

ويمكن أن يؤدي التطبيق الناجح لهذا البرنامج المركب المتطور والمكلف جدا على الأقل لجيل واحد كامل (6- 12 سنة) إلى معدل إصابة سيرولوجي منخفض جدا قد يصل إلى الصفر في الوحدة الوبائية المعنية واعلانها كمنطقة خالية من المرض، وفي خطوة أخيرة للسيطرة بالمرض.

يمكن أن يؤدي برنامج حظر وإيقاف التحصين ضد اللقاح (ريف 1) وتطبيق اختبار وذبح الحيوانات البالغة المصابة (الذي ينطبق إما على التخلص الجزئي أو الكامل من القطعان المصابة) إلى اعلان تلك المنطقة خالية من المرض بصفة رسمية.

مناطق خالية من المرض رسمياً (يتم إيقاف التحصين بلقاح الريف 1 ويتم فحص الحيوانات البالغة وذبح المصاب منها)

هذه الحالة مطلوبة من قبل العديد من البلدان لأغراض التجارة الدولية للحيوانات، وينبغي أن يوصى به فقط في حالة احتياج المزارعون إلى أن التجارة للحصول على دخل كاف.

ومن الصعب جدا أن نفهم أن العديد من البلدان قد نفذت الاستئصال عن طريق هذه الاستراتيجية القائمة على خلوها من المرض رسميا بدلا من خلوها من المرض، وفي غياب تام للمزارعين المهتمين بتصدير الحيوانات الحية إلى الأسواق الدولية، وهذا أمر أكثر إثارة للدهشة عندما يحدث هذا الوضع في البلدان التي لم تستأصل تماما هذا المرض، وبالتالي، حظرت بعض الدول التحصين بلقاح ريف 1 قبل الأوان، وقبول المخاطر الهامة لإعادة إدخال العدوى بالبروسيلا من الحيوانات المصابة إلى الوحدات الوبائية ذات معدل الإصابة المنخفض جداً، وينبغي منع التحصين فقط عندما تكون كل الوحدات الوبائية بالدولة خالية من المرض، والأهم من ذلك، عندما يبقى هذا الوضع دون تغيير لعدة سنوات.

إن حظر التحصين قبل الأوان هو الخطأ الأكثر تكرارا من قبل صناع القرار في العديد من البلدان خلال المراحل الأخيرة من برامج استئصال المرض. كقاعدة عامة، لا ينبغي أبدا ايقاف التحصين في وحدة وبائية معينة إلا عندما تتوفر الشروط التالية:

1-  ان يكون هناك حاجة عامة إلى الوصول إلى تلك الحالة الرسمية من خلو المرض لغرض التصدير إلى الأسواق الدولية، 2 (وصول معدل الإصابة السيرولوجي إلى الصفر في الوحدات الوبائية بأكملها، 3) يتم الحفاظ على هذا الوضع مع عدم وجود حالات جديدة للإصابة بالمرض خلال جيل كامل على الأقل (6-12).  4)  ان يكون خطر انتقال المرض أو إعادة إدخاله من المناطق المصابة المجاورة إلى الوحدات الوبائية ذات معدل الإصابة المنخفض جدا يقارب الصفر. وبمجرد إيقاف التحصين، فإن الكشف عن الحيوانات الإيجابية في سياق فحص متكرر مناسب عن طريق الاختبارات التشخيصية المناسبة والتخلص الفوري منها امرا ضرورية عند تلك المرحلة.

اجري توداي على اخبار جوجل

 

زر الذهاب إلى الأعلى