الأخبارالصحة و البيئةامراضبحوث ومنظماتصحةمصر

د رباب طه تكتب: مرض الحمي القلاعية…الوقاية والعلاج

باحث – قسم الفيروسات – معهد بحوث الصحة الحيوانية – مركز البحوث الزراعية – مصر

مرض الحمى القلاعية هو مرض فيروسى معدى يصيب الحيوانات مشقوقة الأظلاف مثل الأبقار والأغنام والماعزوالجاموس والخنازير، كما أنه يصيب الحيوانات البرية كالغزلان، ويمكنه ايضا إصابة الحيوانات ذات الخف كالجمال والأفيال. يصنف هذا الفيروس ضمن عائلة البيكورناPicornaviridae  وجنس ال  Aphthovirus ويبلغ حجمه من 25 إلى 30 نانومتر، يحتوي على حمض نووى ريبوزى (RNA) أحادي ذات شحنة موجبة مغطى بغطاء بروتينى يتكون من اثنين وثلاثين وحدة تسمى الكابسيد. يوجد منه سبع عترات مختلفة مناعيا وهى: (A, O, C, Asia, SAT1, SAT2 ,SAT3) منهم ثلاث عترات فقط هى الموجودة بمصر وهى (A, O, SAT2).

يعد هذا المرض ذات اهمية اقتصادية  حيث ان الفيروس المسبب للمرض يتميز بتغيرات مستمرة فى التركيـب الوراثى له مـن حـين لآخرمما يترتب عليه ظهورفصائل خطيرة جديدة  تتسبب فى خسائر فادحة فـى الإنتاج الحيوانى.

اعراض المرض

تتـراوح فتـرة حضـانة هذا المرض من  2الى 7 أيـام ، بعد ذلك ترتفـع درجـة حـرارة الحيـوان وتظهـر حويصـلات مليئـة بسـائل شـفاف داخل الفم وعلى اللثة وأعلى اللسان،  وايضا تظهر هذه الحويصلات فى شق الأظلاف وعلى حلمات الضرع، ثـم يزداد إفراز اللعاب بشدة من فم الحيوانات المصابة ليصل إلى الأرض على هيئة خطوط فضية طويلة.عنـدما تنفجـر حويصلات الفم تمنع الحيوان من الأكل فيفقد شهيته، ويقل وزنه، ويصاب بالهزال. اما انفجار الحويصلات فى منطقة الحافر يسبب التهابات شديدة ويتـرك منطقـة قابلة للعدوى البكتيرية حيث تلتهب وتتعفن  وتسبب عرج وهناك احتمالية وقوع الحافر ولذلك سمى هذا المرض بمرض القدم والفم.

يسبب المرض انخفاضا فى انتاج اللحم والحليب فى القطيع، ونقص فى معدل النمو والخصوبة لدى الحيوانات المصابة، وموت الحيوانات الصغيرة مما يؤثر على مستوى  انتاجية  القطيع للسنوات التالية.

طرق انتقال العدوى

هناك طرق عدة لانتقال هذا المرض حيث ينتقـل من الحيوان المصاب إلى السليم عن طريق الاتصال المباشر بالحيوان المصاب من خلال ملامسة  المواد الملوثـة بـالفيروس مثـل: اللعـاب، اللبن، البراز ، البول  او ينتقل من الحيوانات الحاملة للفيروس والتى شفيت من المرض ولم يعد يظهر عليها اى اعراض مرضية، حيث يظل المرض متواجدا فى منطقة  الزور لمدة طويلة. يمكن للانسان ايضا ان يساهم فى نقل المرض من المناطق المصابة الى المناطق الاخرى بطريقة غير مباشرة عن طريق حمل الفيروس على الجلد او الملابس. كمـا ينتشـر عـن طريـق الطيـور ووسائل النقل واكياس العلف. علاوة على ذلك، ينتقل الفيروس عن طريق الاستنشاق حيث يمكن ان ينتقل الفيروس بواسطة الرياح فى المناطق الموبوءة تحت الظروف الجوية الملائمة لمسافة تصل الى 60 كم برا و300 كم بحرا. ومن الجدير بالذكر ان المرض لا ينقل عن طريق اللحوم الطازجة او المجمدة او الالبان المعالجة حراريا.

دور معهد بحوث الصحة الحيوانية فى التصدى للمرض

يتم تحصين جميع الحيوانات على مستوى الجمهورية بشكل دوري ضمن برامج الحملات القومية للتحصين لحماية الثروة الحيوانية ضد مرض الحمى القلاعية والتى تقوم بها الهيئة العامة للخدمات البيطرية.

يقوم معهد بحوث الصحة الحيوانية بدورفعال فى التشخيص المعملى  للحيوانات التى تظهر عليها الاعراض ، حيث قام المعهد  بفحص عدد 309 عينة عام 2018 ، و157 عينة فى عام 2019 . يجري الاختبار المعملى عن طريق  اخذ عينة من الغشاء الطلائى للسان أو سائل الحويصلات  ثم توضع العينـة فـى محلـول ٥٠ %جلسـيرين ملحـي معقـم علـى أن تكـون نسـبة تركيز الاس الهيدروجينى لا تقل عن  7.4 . يستخدم اختبار الإليزا  فى التعرف علـى العترة المسببة للمرض ويتم عزلها على خلايا الزرع النسيجى واستخدامها  فى انتاج اللقاحات المحلية، حيث قام المعهد بعزل العترة A فى عام 2006 والعترة SAT2  فى عام 2012. بالاضافة الى ذلك يتم  تاكيد النتائج عن طريق اختبار تفاعل انزيم البلمرة المتسلسل  التقليدى وتحليل التتابع النيوكليتيدى  لمعرفة اى عترات جديدة واى تغيرات فى الحمض النووى للفيروس.

واستكمالا لدور المعهد التشخيصى، يقوم معهد بحوث الصحة الحيوانية  بتجميع عينات  سيرم من الحيوانات التى تم تحصينها باللقاحات المحلية ذات الكفاءة العالية  ويتم فحصها بقسم الفيروسات بالمعهد للاطمئنان على المستوى المناعى وتقييم اللقاح المنتج محليا.

ومن جانب سلامة الغذاء، يقوم المعهد باجراء الفحوصات والاختبارات المعملية للحيوانات المستوردة واللحوم المجمدة والمنتجات الحيوانية والالبان ومنتجاتها  للتاكد من خلوها من المرض.

طرق العلاج والوقاية من المرض

لا يوجد علاج للقضاء على الفيروس ، ولكن يجب اتباع اجراءات وقائية لمنع انتشار المرض والتخفيف من حدة الاصابة ؛ منها عزل الحيوانات المصابة ووضعها فى مكان نظيف وجاف  والتشديد على عدم نقل هذه الحيوانات خارج المنطقة المصابة، ابعاد كافة الادوات التى يمكن ان تكون مصدر لانتقال العدوى بعد تطهيرها ، الحرص على عدم ادخال اى حيوانات جديدة مجهولة المصدر دون التحقق من خلوها من المرض وذلك عن طريق حجزها فى المحجر لمدة شهر ، وكـذلك الالتـزام بتعقيم  الآلات ووسائل نقل الحيوانات فى المـزارع المصـابة عن طريق وجود احواض مطهرات فى مداخل المزارع الحيوانية  تحتوي على  هيدروكسيد الصوديوم 2% ، كربونات الصوديوم 4% تكون مخصصة  لتطهير عجلات وسائل النقل من والى المزرعة مع  الحرص على تجديد المطهر بانتظام .

اجري توداي على اخبار جوجل

 

زر الذهاب إلى الأعلى