دراسة علمية: مقارنة تأثير بعض الزيوت العطرية في جبن الثلاجة المصري

مقارنة تأثير بعض الزيوت العطرية ومستحلباتها النانوية على الليستيريا مونوسيتوجين والشيجلا فلكسينارى في جبن الثلاجة المصري

Comparing the effect of some essential oils and their Nano-emulsions on Listeria monocytogenes and Shigella flexneri  in Egyptian Talaga cheese

القائمين على البحث:

*د/ ولاء محمود الشريف – باحث اول بمعهد بحوث الصحة الحيوانية – اسيوط

د. لمياء محمد طلعت            باحث أول – معهد بحوث الصحة الحيوانية – أسيوط

يعد الالبان ومنتجاتها من اهم المصادر الغذائية التي يعتمد عليها العديد من مختلف طبقات المجتمع كغذاء أساسي ومصدر للبروتين. ومن اكثر تلك المنتجات انتشارا هو الجبن الثلاجة لما تتميز به من مذاق جيد وسعر في متناول الأيدي.

وحيث ان هذا المنتج تتناوله الفئات الاكثر في نقص المناعة كالأطفال وكبار السن لذلك كانت موضع الدراسة ومع انتشار استخدام تكنولوجيا النانو في المجال الغذائي وصناعة الغذاء. وكذلك تحويل الزيوت العطرية لمستحلبات نانوية لذلك تقوم فكرة البحث للإجابة عن هل تأثير الزيوت العطرية وخاصة زيت الكارفاكرول (وهو احد الزيوت الاساسية المستخلصة من نبات الزعتر) والقرنفل موضع الدراسة لهما تأثير في صورتهم العادية مغاير لصورتهم كمستحلبات نانوية وهل هناك فرق معنوي بينهم يدعونا لتحميلهم فى صورة نانوية؟!

واختيار الليستيريا مونوسيتوجين والشيجلا فلكسيناري هم من الميكروبات الممرضة والمنتشرة كمسببات امراض في الغذاء وعن طريق الالبان ومنتجاته في العموم. ولهما تأثير ضار جدا على صحة المستهلك. هذا بالإضافة الي انتشار وسوء استخدام المضادات الحيوية بشكل غير صحيح مما ادي الى انتشار العديد من الميكروبات المقاومة للمضادات الحيوية. ولذلك توجه العالم والعلم الحديث لاستخدام الاعشاب الطبيعية ومستخلصاتها (الزيوت العطرية) كبديل قوى وغير ضار وصديق للبيئة للقضاء على مثل تلك الميكروبات.

حيث تتمتع تلك الزيوت على مركبات فينولية لها تأثير قاتل للميكروبات وايضا تحتوى على مواد مضادة للأكسدة مما يساعد في رفع المناعة ومجابهة الامراض وعلاج العديد من الامراض.

استخدام الزيوت العطرية في المنتجات الغذائية ليس فقط طبي وعلاجي ولكن ايضا استثماري واقتصادي حيث ان تلك النباتات وزيوتها العطرية تتمتع بطعم ورائحة جيدة تجذب المستهلك ومستساغة لدية وتكسب المنتج طعم ونكه جديدة وبالتالي تزود الاسواق بمنتجات جديدة صحية امنه كما انها تزيد من صلاحية المنتج بدون اللجوء للمواد الحافظة الصناعية والتي اثبتت العديد من الابحاث اضرارها على الصحة العامة للمستهلك.

ومع انتشار استخدام تكنولوجيا النانو (هي تكنولوجيا حديثة عن الاجزاء متناهية الصغر حجمها يعادل ^9-10 من المتر) وما تتمتع به تلك التكنولوجيا من تطبيقات ابهرت العالم. حيث يمكن من خلالها التحكم في الذرات كما انها تزيد من تركيز المواد وتضاعف من قدرتها وقد تكسب المواد في بعض الاوقات صفات غير موجودة بها كتحويل الفضة مثلا لنانو فضة يكسبها قدرة عالية في القضاء علي البكتيريا وهو شيء لا تتمتع به الفضة في حجمها الاكبر.

وبهذا اخترق مجال النانو تقريبا كل المجالات الطبية والبيطرية والهندسة وغيرها من المجالات.

ولكن ايضا من المتعارف علية ان المواد التي تذوب في الماء او المستخلصات الطبيعية كالزيوت العطرية مثلا فهي اصلا حجمها اقل من النانو ( فهناك احجام اقل من النانو مثل الاتو والبيكو والفيمتو..) وهنا يحضر التساؤل اذا لماذا يتم تحويلها لنانو؟؟

لأنه كما قلنا من قبل المواد في حجم النانو تكتسب صفات جديدة فالزيوت العطرية معروف انها زيوت طيارة غير مستقرة وتحويلها الي مستحلبات نانوية يجعلها ثابتة وتفرز في المنتج بتركيزات طوال فترة التخزين مما يحافظ على ثباتها فترة طويله وايضا من ضمن اهم الاسباب مع ظهور الاضرار والاثار الجانبية الخطيرة والسمية الناتجة من استخدام المعادن (كالفضة والزنك …) لجأ العلماء للطبيعة واستخدام المنتجات الطبيعية حيث انها الاكثر امانا.

وفى مجال الغذاء ليس من السهل استخدام التقنيات الجديدة بدون عمل دراسات جيدة وكثيرة في ذلك المجال وخاصة في مجال الغذاء حيث انه العنصر الاساسي للحياة فهو ضرورة اساسية لا يمكن الاستغناء عنها.

ومن هنا اتت فكرة البحث في احد المنتجات الغذائية الاساسية والبسيطة والمتداولة مثل الجبن الثلاجة , وتطبيق تقنية النانو على اثنان من الزيوت العطرية ثم مقارنة ما اذا كانت تأثير تلك الزيوت العطرية في صورتها المتداولة العادية كمثبط للبكتيريا الضارة وكمؤثر على صلاحية المنتج سيكون مماثل لتأثيرها  في صورة المستحلبات النانوية ام سيكون هناك اختلاف وفرق في التأثير ومناقشة ما اذا كان هذا الاختلاف في التأثير معنوي ام لا؟! حيث يمكن ان نستنتج ماهية ضرورة تحويل الزيوت العطرية لمستحلبات نانوية في مجال صناعة الغذاء.