د خالد العامري يكتب: اللقاحات …. بين النجاح و الإخفاق
استاذ الميكروبيولوجي و المناعة و البيولوجيا الجزيئية بكلية الطب البيطري جامعة القاهرة .
اللقاحات هي واحدة من أنجح تدخلات التكنولوجيا الحيوية في الصحة العامة للإنسان و صحة الحيوان على مدار التاريخ مما أدى إلى القضاء على الجدري والقرب من القضاء على شلل الأطفال وانخفاض كبير في عدد الحالات المرضية والوفيات العالمية للعديد من الأمراض .
ومع ذلك كان تطوير اللقاحات أقل نجاحا ضد أمراض معدية كثيرة معقدة حيث اجتمعت التغيرات الجينية و الطفرات على مستوى الميكروب الواحد و / أو بعض التهرب او الإخفاق المناعي لتشكل عقبات رئيسية امام نجاح تطوير بعض من هذه اللقاحات و كذلك لم تنجح اللقاحات ضد الأمراض غير المعدية بما في ذلك السرطان و امراض المناعة الذاتية و كذلك الحساسية و امراض الجهاز العصبي و غيرها .
بالإضافة إلى ذلك فإن الوضع الحالي لتطوير اللقاح اصبح عملية مكلفة وبطيئة وشاقة للغاية و تكلف الملايين بل و المليارات من الدولارات رغم التقدم المذهل في علوم التكنولوجيا الحيوية الجزيئية و كذلك المناعة الجزيئية .
و رغم أن بعض اللقاحات مثل لقاح الجدري في الإنسان يقترب من المعيار الذهبي للحماية مدى الحياة في كل شخص يتبع تحصينا واحدا إلا أن لقاحات أخرى أثبت أنها أقل فعالية و غالبا ما تتطلب تحصينات بجرعات متعددة وتكون أقل فعالية سواء في الإنسان او الحيوان .
من الواضح أن هناك حاجة ملحة لتحديد طرق لتحسين ليس فقط فعالية اللقاحات نفسها ولكن أيضا طرقا جديدة للعمليات التي يتم بواسطتها تطوير اللقاحات.
ادرك ايضا أن اساتذتي قد يختلفوا معي في هذه الرؤية لكنها مجرد طرح يحتمل في تقييمه الصواب او التحامل .
شارك هذا الموضوع :
