الأخبارالانتاجبحوث ومنظماتحوارات و مقالاتمصر

د  أحمد المهدى يكتب: استخدام البروبيوتيك فى مزارع تسمين الدواجن

باحث – معهد صحة الحيوان – مركز بحوث صحة الحيوان –مركز البحوث الزراعية – مصر

البروبيوتيك هى كائنات دقيقة حيه (بكتيريا ) ذات منافع صحية عند اضافتها الى علائق دجاج التسمين وفى البداية لفتت «البروبيوتيك» انتباه مصنعى المنتجات الغذائية الادمية و الباحثين والمستهلكين فى القرن الواحد والعشرين من حيث استخدامها فى تخمر المواد الغذائية والذى يعتبر احد سبل حفظ تلك المواد .

ولكن دورها الايجابى الحديث تم الاشارة اليه عن طريق العالم الروسى نوبيل الى ميتشنكوف فى سنة 1907 حيث اكتشف امكانيه ان تلعب البروبيوتيك دور كبيرا” فى تحسين بيئة الكائنات المعوية الدقيقة عن طريق انها تحل محل البكتريا الاخرى الضارة فى الامعاء مما يساعد على ايقاف اعراض التقدم فى العمر والتى افترض مميتشنكوف انها تحدث نتيجة السموم التى يتم افرازها فى امعاء الانسان بواسطة بكتريا ضارة مثل «الكلوستريديا».

يوجد العديد من مستحضرات «البروبيوتيك» القائمة على استخدام الانواع المحتلفة من البكتريا النافعة مثل البكتريا المفرزة لحمض اللاكتيك والذي يسبب انخفاض معامل الاس الهيدروجينى فى الامعاء مما ينتج عنة تحويل الوسط داخل الامعاء الى وسط حامضى والذى بدوره يتسبب فى ايقاف نمو البكتريا الضارة.

نوع اخر من البكتريا المستخدمة فى مستحضرات البروبيوتيك هى البيفيدوبكتريا والتى تم عزلها لأول مرة من الاطفال الرضع الذين يتناولون لبن الثدى بواسطة العالم هنرى تيزير وقد لاحظ هنرى ان البيفيدوبكتريا موجودة بأعداد كبيرة فى امعاء هؤلاء الاطفال وان لها دور كبير فى علاج إسهال الاطفال.

وحديثا” اتجه مصنعى مستحضرات البروبيوتيك الى استخدام الطور المتحوصل لبكتريا مثل الباسيلس سبتيليز بدلا” من استخدام البكتريا ذاتها فى المستحضرمما يعد اضافة لمنتجات البروبيوتيك حيث ان استخدام الطور المتحوصل ادى الى تحسين خواص المستحضر ذاته من حيث امكانية اضافة مستحضر البروبيوتيك المحتوى على الطور المتحوصل للبكتريا الى أعلاف الدواجن اثناء تحضير تلك الاعلاف.

لماذا؟

نظرا” لقدرة الطور على تحمل درجات الحرارة العالية والظروف القاسية التى تتعرض لها أعلاف الدواجن اثناء عملية الخلط و التكوير كما يتيح احتفاظ مركب «البروبيوتيك» بحيوية البكتريا داخل الحوصلة لمدة طويلة من الوقت أثناء عملية تخزين الاعلاف لأن حقيقة ان البكتريا لا تبداء فى اعطاء تأثيرها الا داخل جسم الدجاج وخروجها من الحوصلة بعد توافر الظروف الملائمة لحياة البكتريا داخل امعاء الدجاج.

وبدأ استخدام «البروبيوتيك» كإضافات اعلاف خلال العقود الماضية فى اعلاف الدواجن واضافات الاعلاف فى العموم كما نعلم هى مواد تستخدم لتعزيز نمو الدجاج عن طريق رفع جودة الاعلاف واستساغة الدجاج له كما تعمل على حماية الدجاج من الضغوط البيئية الموذية ومن الامثلة المستخدمة كأضافات اعلاف فى اعلاف الدواجن المضادات الحيوية و«البروبيوتيك» و«الاوليجوسجرايد» والانزيمات والاحماض العضوية.

خلال العقود العديدة الماضية كان يتم استخدام المضادات الحيوية بجرعة اقل من الجرعة العلاجية كأضافات للأعلاف نتيجة لتأثيراتها العلاجية كتقليل معدلات الاصابة بالاسهال وتحسين معاملات الاداء مثل نسبة التحويل الغذائى (النسبة بين الوزن التى تصل اليه الدجاجة بالكيلو وبين كمية العلف التى تستهلكها الدجاجة خلال فترة زمنية معينة)  والتى حدثت كنتيجة لتحسين بيئة الكائنات الدقيقة بالامعاء مما ينعكس ايجابيا” على صحة الدجاج.

لكن نظرا” لتنامى مخاطر اكتساب البكتريا الضارة المناعة ضد هذة المضادات الحيوية المستخدمة بكثرة فى أعلاف الدجاج تم حظر استخدام هذة المضادات فى العديد من الدول بداء من سنة 1970 ولاحقا”حظر الاتحاد الاوربى مثل هذا الاستخدام بداء من سنة 2006 وحتى الان.

ولذلك أصبح من الضروري الوصول الى بديل امن وطبيعى للمضادات الحيوية فى علائق الدجاج وخاصة علائق الدجاج اللاحم ومن هنا نشأت فكرة استخدام البروبيوتيك كبديل للمضادات الحيوية فى العلائق  حيث انها تعمل على تحسين بيئة الامعاء الدقيقة مما ينعكس بالايجاب على زيادة نسبة التحويل الغذائى للدجاج.

وماذا أيضا؟

بالاضافة الى القدرة على مقاومة الامراض الناتجة عن الاصابة بالبكتريا المعوية الممرضة الضارة مثل السالمونيلا و الايشيريشيا كولاى عن طريق احتلالها لأماكن ارتباط البكتيريا الضارة بجدار امعاء الدجاج وتقليل الالتهاب بجدار الامعاء  الناتج عن ذلك  فيتم منع الاصابة بالامراض المعوية المختلفة نظرا” لعدم قدرة البكتريا الممرضه الضارة على الالتصاق بالاماكن المخصصة لها بجدار الامعاء وإحداث الاعراض المرضيه مما يجعل البروبيوتيك من المواد الضروريه للأستخدام اثناء فترة تحضين الكتاكيت وكبديل عن استخدام المضادات الحيويه للأمراض المعوية والتنفسية اثناء فترة التحضين، تجنب المضار الناتجة عن استخدام المضادات اثناء هذه الفترة والتى يعد من ابرزها اكتساب البكتريا الممرضة المناعة ضد هذة المضادات على مرور الزمن .

من منافع استخدام «البروبيوتيك» فى الكتاكيت عمر يوم أيضا «زيادة كفاءة التحصينات التى يتم اعطاءها لدجاج التسمين أثناء دورة التحصين عن طريق زيادة اعداد الاجسام المضادة المنتجة عقب اعطاء التحصين بالمقارنة بالاعداد المنتجة عن اعطاء التحصين اثناء استخدام المضادات الحيوية فى فترة التحضين حيث ان المضادات الحيوية تؤثر سلبا” على اعداد الاجسام المضادة المنتجة عقب استخدام التحصين مما يعد من المنافع القوية للبروبيوتيك لمجابهة الامراض المنتشرة فى واقعنا الحالى والحفاظ على الثروة الداجنة.

مما سبق نرى أن إستخدام «البروبيوتك» بالاضافة الى علائق الدجاج اصبح من الامور الملحة فى واقعنا الحالى لزيادة معامل التحويل الغذائى مما يزيد من ربحية المربى وكذلك يحسن من اسعار اللحوم البيضاء عن طريق امداد السوق بكميات اكبر من اللحوم البيضاء حتى مع ثبات اعداد الدجاج الذى يتم تسويقة و كبديل امن للمضادات الحيوية لوقاية الكتاكيت من عمر يوم من الامراض البكتيرية المختلفة ولرفع كفاءة المناعة المكتسبة عقب استخدام تحصينات الدجاج .

اجري توداي على اخبار جوجل

 

زر الذهاب إلى الأعلى