الأخبارالصحة و البيئةامراضبحوث ومنظماتحوارات و مقالاتصحةمصر

د أحمد حبشي يكتب: العلاقة بين « فيروس السرطانات البقرية » والامراض المشتركة

>>قطعان تربية الابقار وإنتاج اللبن الأكثر تأثرا بالخسائر عن «التسمين»

 رئيس يحوث بمعهد بحوث صحة الحيوان – مركز البحوث الزراعية – مصر

«ابيضاض الدم عند الأبقار »  أو ما يطلق عليه لوكيميا الأبقار ، من الفيروسات الخطيرة التي تهدد الإنتاج الحيواني  وتشكل حالة جدلية حول إمكانية إنتقاله للإنسان وتكثف البحوث العلمية جهودها للتوصل إلي حلول ناجعة تشكف ماهية هذا الفيروس واليات التعامل معه لحماية الصحة العامة والإنتاج الحيواني.

في البداية نبدأ بتعريف المرض:

مرض فيروسي  يصيب الأبقار يسببه فيروس لوكيميا الأبقار BLV وهو ضمن مجموعة تنتمي إلى عائلة الـ Retroviridae  التي تتطفل على الخلايا اللمفاوية البائية (B-Lymphocytes) و المرض مزمن بطيء يستمر سنوات في التطور ويوجد ثلاثة أطوار في الشكل النمطي للمرض :

1- الشكل الكامن: وهو أكثر الأنماط انتشاراً يتميز باندماج الفيروسات في الخلايا اللمفاوية البائية  دون أية أعراض ظاهرية ولكن يمكن تشخيص المرض من خلال الكشف عن الأجسام المناعية المضادة له بالدم.

2- مرحلة ما قبل اللوكيميا : يتميز هذا الشكل بتكاثر الخلايا اللمفاوية البائية , وتزداد اللمفاويات في صورة الدم باستمرار   persistent lymphocytosis ويحدث ذلك فى 30-70% من الابقار المصابة دون أية أعراض ظاهرية عليها.

3- الشكل الورمي الظاهري : يحدث فى ما يقرب من 0.1-10% من الابقار المصابة ويظهر عادة بعمر 5-6 سنوات أو أكثر وقد تظهر حالات مبكرة عند عمر 3 سنوات , ويتميز بتتضخم العقد اللمفاوية وتحدث أورام في الجلد أو في العقد اللمفاوية في الأمعاء والأعضاء الداخلية “القلب والطحال والكرش والرحم والعضلات” إضافة إلى مجموعة من الأعراض الجانبية التي ترافق هذه التغيرات الورمية وتنتهى عادة بتفوق الحيوان المصاب.

طرق العدوى وانتقال المرض:

  • يعتبر دم الابقار المصابة المصدر الرئيسي للعدوى داخل القطعان المصابة ويحتوي 1- 0.5 ميكرون من الدم على عدد من الخلايا اللمفاوية البائية يكفي لإحداث الإصابة.
  • تنتقل العدوى عن طريق الأدوات الجراحية الملوثة أثناء عمليات ألخصي وإزالة القرون وأثناء عملية الجس Rectal Palpation وحقن الأدوية واللقاحات باستخدام نفس السرنجة.
  • تلعب الحشرات الماصة للدماء دوراً كبيراً في نشر العدوى.
  • قد تنقل الثيران العدوى بين الإناث من خلال الجماع Natural Insemination.
  • تنتقل الإصابة من الإناث إلى المواليد خلال فترة الحمل عبر المشيمة بنسبة أقل من 20%.
  • قد تنتقل العدوى إلى لعجول الرضيعة عن طريق تناول اللبن غير المعقم وعند استخدام لبن مصدره أبقار مصاب تعاني من التهاب الضرع , ويقل معدل الإصابة عند تناول السرسوب فى الوقت المناسب عند وجود مستوى عال من الأجسام المناعية في السرسوب ومستوى الإصابة “Virus and Antibody load”.

طرق تشخيص المرض:

  • الإصابة بهذا الفيروس مزمنة وتستمر الأجسام المناعية المضادة لهذا الفيروس بالدم مدى الحياه وبالتالي يعتبر وجودها كاف لاكتشاف وتشخيص المرض.
  • اختبار الترسيب في الجيل AGPT و اختبار الإليزا ELISA من الاختبارات الاساسية المعتمدة من قبل منظمة الصحة الحيوانية في تشخيص المرض ويوصي باستخدام اختبار الإليزا لفحص الحيوانات المستوردة من الدول المنتشر بها المرض نظراً لحساسية هذا الاختبار العالية وللتأكيد على الكشف على كافة الحيوانات الايجابية.
  • قد تعطى الابقارالعشار المصابة نتائج سلبية كاذبة 1-2 اسبوع قبل وبعد الولادة مباشرة وذلك عند فحصها باختبار الترسيب فى الجيل وذلك لانسحاب الاجسام المناعية من الدم الى السرسوب.

الخسائر الاقتصادية في القطعان المصابة:

  • قطعان تربية الابقار وإنتاج اللبن من القطعان الأكثر تأثرا في جملة الخسائر عن قطعان التسمين.
  • الكثير من الدول ومنها مصر لا تقبل استيراد الحيوانات ومنتجاتها من القطعان المصابة وتشترط أن تكون الحيوانات المستوردة خالية من الأجسام المناعية.
  • الخسائر الناجمة عن تكلفة التشخيص والفحص الدوري وعن استبعاد الحيوانات المصابة أو التخلص منها.
  • يقل إنتاج اللبن في الابقار المصابة بنسبة 2-3% وهذه النسبة قد تشكل خسارة كبيرة في المزارع الكبيرة.
  • الحيوانات التي تظهر عليها أعراض إكلينيكية (1-10% من الحيوانات المصابة) يحدث بها أورام يتم إعدامها غالباً في المسلخ.
  • قد يحدث نفوق مفاجئ لبعض الحيوانات المصابة.

انتقال الاصابة للبشر واحتمالات الخطورة:

  • تم إجراء العديد من الدراسات في محاولة لتحديد ما إذا كان فيروس لوكيميا الابقار يسبب المرض لدى البشر ، خاصة من خلال استهلاك الحليب من الأبقار المصابة وكانت هناك تكهنات حول تورط فيروس المرض في سرطانات الثدي البشرية (Buehring et al.,2015) ، ومع ذلك لم يتم تأكيد هذه النتائج من قبل باحثين آخرين (Gillet, 2016 &  Willems، 2016 Zhang et al.). ويُعتقد الآن بشكل عام أنه لا يشكل خطراً على البشر.
  • ولكنه مع تطور حساسية تقنيات التشخيص المعملى ، حدث تشكك فى الاعتقاد بأن فيروس لوكيميا الابقار لا يصيب البشر وذلك بعد أكثر من عقدين من الزمن ، وتم تشخيص بعض حالات الاستجابة المناعية ضده والكشف عن الفيروس المسبب في الجينوم البشري ، وثبتت ايجابية بعض انسجة الثدى ومنها حالات لاورام سرطانية.
  • نظرًا لإمكانيه انتقال الفيروس للبشر ، امكانية الكشف عنه فى حالات تحولات الخلايا الحميدة والخبيثة وحالات الفيروس الكامن الذي يظهر في مصابين يبدو أنهم يتمتعون بصحة جيدة دون إحداث تغييرات في الأنسجة ، كما هو موضح في العديد من الابحاث.
  • لذا فإن فيروس «لوكيميا الابقار »مرشح جديد للانضمام إلى قائمة الفيروسات التي يحتمل أن تكون خطرة على صحة الإنسان وخاصة سرطان الغدة الثديية.

لماذا؟

  • لان الأبحاث حاولت قياس مدى خطورة الاصابة بفيروس لوكيميا الابقار وصحة ومدى ارتباطها سببيا بظهور الاورام البشرية خاصة اورام الثدى ودراسة الطرق المحتملة للعدوى وشرح لعمليات التحول الجيني في البشر.

وأيضا؟

  • نظرا للانتشار المرتفع للفيروس في بلدان مثل الولايات المتحدة و بعض دول الاتحاد الاوروبى، والسماح باستهلاك الحليب واللحوم والمنتجات الحيوانية من الابقار المصابة والتعرض المستمر للفيروس ، خلصت تقارير متعددة حول هذا المرض تربطه بصحة الإنسان الى توصيات بالحاجة لمزيد من البحث لفهم العلاقة بين فيروس لوكيميا الابقار وصحة الإنسان واهمية تحسين الوقاية منه لتقليل التعرض للفيروس والسيطرة والقضاء على المرض قى قطعان الماشية.

إجراءات الوقاية والمكافحة:

أ- الحد من استيراد الحيوانات المصابة:

  • الاشتراط على الدول التي يتم الاستيراد منها أن تكون الحيوانات الواردة منها من قطعان خالية المرض.
  • سلبية الحيوانات الواردة للأجسام المناعية المضادة للفيروس المسبب على أن يكون الفحص قد خلال الشهر الأخير قبل الشحن وباستخدام اختبار الإليزا.
  • وجود شهادة صحية توضح ذلك.
  • سحب عينات من الأبقار الواردة بمجرد وصولها وإعادة فحصها بنفس الاختبار وفى حال وجود عينات إيجابية وعدم إمكانية إعادة الشحنة يتم التخلص من الإيجابي بالذبح وحجر باقي القطيع وإعادة الفحص كل 4 شهور والتخلص من الإيجابي حتى يثبت سلبية كل الحيوانات لمرتين متتاليتين.
  • إخطار الدولة المصدرة واتخاذ الإجراء المناسب ضدها في حال تكرار ورود إرساليات إيجابية.

ب- منع دخول العدوي إلى المزارع:

  • فحص الحيوانات الواردة وعزلها لمدة 4 شهور حيث يتم إعادة فحصها في نهاية فترة العزل ويثبت سلبيتها للإصابة والتأكد من انه ليس فيها ما هو في فترة حضانة المرض التي تتراوح بين (3-16 اسبوع).

ج- الحد من انتشار المرض في القطعان المصابة:

يعتمد استئصال المرض على قدرة المزرعة على الحد من انتشار العدوي  ,  و نسبة الإصابة الأولية بها فعندما تكون نسبة الإصابة منخفضة يمكن التخلص من الحالات الإيجابية مباشرة فور الكشف عنها وبالتالي التخلص من الإصابة في أسرع وقت , وفي القطعان عالية نسبة الإصابة قد يكون التخلص من المصاب غير ملائم وغير عملي وعلية فإن التخلص من المرض يسير ببطء ويتطلب وقت طويل.

وفى كل الأحوال يجب الحد من نقل الإصابة أفقياً من الحيوانات المصابة لغير المصابة بعمل إجراءات الرعاية الوقائية مع الوضع فى الاعتبار أن أي حيوان يصاب يعتبر مصدر للعدوى مدي حياته وذلك من خلال التالي:

  1. فصل الحيوانات الإيجابية عن السلبية في مجموعات منفصلة وترقيم الحيوانات الإيجابية والتعامل مع المجموعة السلبية قبل الإيجابية خلال العمل الروتيني اليومي بالمزرعة.
  2. استخدام إبرة لحقن كل حيوان والحرص على سحب جرعات الدواء من العبوات باستخدام إبرة معقمة مع الوضع في الاعتبار التخلص الصحي من السرنجات الملوثة.
  3. غسيل وتعقيم الأدوات والمعدات الجراحية لاحتمال تلوثها بالدم ونقل العدوى.
  4. استخدام قفاز الفحص لمرة واحدة عند جس الأبقار.
  5. العمل بنظام التلقيح الصناعي حيث أن الثيران يمكن أن تنقل العدوى من الأبقار المصابة إلى غير المصابة.
  6. تنظيف وتطهير مكان أو عنبر الولادة بعد كل حالة وضع وعزل العجول من أبقار إيجابية حتى نتحقق من سلبيتها للإصابة ويمكن فحص عينة مصل من العجل المولود بحيث يتم سحبها قبل تناول السرسوب وفى حال إيجابيتها يثبت أن الحيوان قد أصيب وهو في الرحم.
  7. في القطعان منخفضة نسبة الإصابة يوصى باستخدام سرسوب من أمهات غير مصابة بينما يوصي في القطعان عالية نسبة الإصابة استخدام سرسوب سبق تجميده لأن حفظ «السرسوب» في درجة حرارة الفريزر يقضي على فيروس المرض بينما يحافظ على محتوى السرسوب من الأجسام المضادة.
  8. مكافحة الحشرات ورش الحيوانات دورياً للقضاء على القراد والقمل لدورها في نشر العدوى.
  9. الفحص الدوري المنتظم كل 4- 6 شهور وتحليل نتائجه يساعد في تقييم الوضع وتقييم إجراءات الوقائية المعمول بها وفى تحديد مصادر الإصابة المحتملة وتلافيها.

د- متطلبات الوقاية من المرض على المستوى القطري:

  1. يتطلب ذلك اتخاذ الإجراءات المناسبة للحيلولة دون استيراد حيوانات مصابة.
  2. وضع سياسة محدد للتعامل مع الارساليات الايجابية للعدوى
  3. عمل مسح مصلي الزامى لفحص الابقار والجاموس (يعتبر الجاموس خازن للعدى) لاستقصاء وجود المرض من عدمه ومصادر الإصابة وتوزيعها ونسبتها وذلك على مستوى مشاريع الإنتاج الحيواني ومشاريع الألبان والقطعان المحلية ، وعلى أساس النتائج يتم تبني البرنامج المناسب.
  4. الزام المزارع بالتبليغ عن الاورام – الاعراض العصبية وحيوانات الذبح الاضطرار بالمجازر والمسالخ لفحصها بالمختبر.

أورام بالقلب نتيجة الإصابة بالمرض

أورام بالغدد اللمفاوية للأمعاء

اجري توداي على اخبار جوجل

 

زر الذهاب إلى الأعلى