الأخبارمصر

د محمد السيد يكتب:دور الابل المستوردة كمصدر للامراض المعدية الرئيسية في مصر

>> الاخطر هو قدرة تلك الجمال علي نقل الكثير من الامراض دون اظهار اي اعراض لها

معهد صحة الحيوان – مركز البحوث الزراعية – مصر

تعتبر الجمال مصدر من مصادر البروتين الحيواني التي لاغني عنها منذ القدم فعلي الرغم من كيفية تربيتها و الظروف المعيشية التي تعيش فيها تلك الجمال من حرارة عالية و رطوبة وندرة في مصادر الماء و الغذاء الا انها كانت قادرة علي مجابهة هذه الظروف ولذلك اعتمد عليها الانسان القديم في الترحال بين المدن و نقل البضائع و ايضا استفاد من لحومها و البانها كمصدر للغذاء و إستفاد من جلودها كمصدر للكساء .

سفينة الصحراء هذا الاسم الذي اطلقه الانسان القديم علي الجمال لقدرتها علي تحدي المجهول في الصحراء لما حاباها الله من مقومات و قدرات فسيولوجية تساعدها و تجعلها دون غيرها قادرة علي السير في الرمال الكثيفة و الرياح الرملية العاتية دون ان ترتبك او تسقط .

و لذلك يعتقد البعض ان الجمال هي حيوان المستقبل كما كانت سفينة صحراء الماضي؛ و ذلك لتلك القدرات التي ذكرناها سابقا حيث انها تستطيع ان تقاوم التصحر و قلت المياه المتوقعة في المستقبل فهي لن تنافس الانسان علي مصادر المياه والغذاء كما تفعل الابقار  ؛ تخيل معي ان هناك حيوان يستطيع ان ينتج لحوم و البان عالية الجودة بمعدل استهلاك للماء و الغذاء لا يكاد يذكر مقارنة بالابقار و الجاموس فلحومها لن تجد فيها  جنون البقر و غيرها كما ان لالبانها قدرات علاجية كثيرة و قيمة غذائية تفوق غيرها في الحيوانات الاخري.

نظرا لتوجه الحكومة الحالي لاستيراد العديد من مصادر البروتين من الخارج وذلك لسد العجز بين ما يتم انتاجه و بين الحاجة المضطردة للحوم سواء الحيه او المجمدة و لما تمثله الجمال من مصدر حيوي و رخيص للحوم عالية الجودة فإن دور الجمال في نقل الامراض لابد ان يتم القاء الضوء عليه في المستقبل لانه للاسف المعلومات البحثية عن امراض  الجمال قليلة للغاية و تحناج الي المزيد و المزيد من البحث و الدراسة.

يعتقد العديد من الناس ان الجمال مقاومة للعديد من الامراض لكن للاسف الابحاث التي اجريت عليها اثبتت انها عرضة للعديد من الامراض و ان هناك بعض الامراض ربما تعد مميتة لها.

الاخطر هو قدرة تلك الجمال علي نقل الكثير من الامراض دون اظهار اي اعراض لها؛ فقد اظهرت العديد من الابحاث ان الجمال لها القدرة علي نقل العديد من الامراض الفيروسية و البكتيرية الخطيرة جدا منها المعدية (تنتقل من الحيوان الي الحيوان بطرق النقل المختلفة ) و منها المشتركة (تنتقل من الحيوان الي الانسان) دون اظهار اعراض او علي الاكثر من الممكن ان تظهر اعراض طفيفة مثل اعراض الانفلونزا .

فعلي سبيل المثال لا الحصر وجد ان للجمال القدرة علي نقل امراض خطيرة جدا فمثلا تستطيع ان تنقل مرض البروسيلا و هو مرض خطير جدا يؤدي الي مشاكل تناسلية كبيرة في حيوانات المزرعة فمثلا يؤدي الي اجهاضات في الثلث الاخير من العشار و التهابات شديدة في المشيمة و ايضا التهاب الخصيتين في ذكور الحيوانات بينما في الجمال من الممكن ان تصاب الجمال دون اظهار اي اعراض سوي الاجهاض فقط و من الممكن ان تحمل الانثي المرض و تضع وليدها دون اي اعراض تذكر و مع ذلك تفرز الميكروب في الافرازات الرحمية (سواء في الاجهاض او الولادة ) و في المشيمة باعداد كبيرة جدا من شانها ان تمثل خطرا علي باقي حيوانات الرعي معها و علي ايضا الرعاة فالبروسلا تصيب كل من الحيوان و الانسان.

الجدير بالذكر ان الجمال تصاب بنوعين من البروسيلا و هما بروسيلا ميليتنزيس و بروسيلا ابورتس و ايضا من الممكن ان تنتقل البروسيلا في الجمال افقيا من حيوان الي حيوان عن طريق اكل او شرب  عليقة او ماء  ملوث بالميكروب  او تنتقل من الام الي الجنين اثناء المراحل الجنينية (انتقال راسي) و ذلك اذا ما تم التلقيح من ذكر مضاب مثلا او بقشة منوية ملوثة في حالة التلقيح الصناعي.

ايضا تجدر الاشارة الي ان الانسان يصاب بالعدوي عن طريق الاطعمة الملوثة بالميكروب كاللبن و الزيادي الغير معرضين للمعاملات الحرارية او عن طريق التعامل المباشر مع الحيوان المصاب اثناء الاجهاضات كاحتباس المشيمة او اثناء التوليد لان المصدر الرئيسي لافراز الميكروب عن طريق المشيمة و السوائل الرحمية.

وجد ايضا ان الجمال شديدة الحساسية للاصابة بالتسمم المعوي الذي تسببه عدوي ميكروب الكلوستريديا بيرفرينجينز ( C, D (  و التي تصيب الجمال الصغيرة علي وجه الخصوص في مرحلة الفطام مما يسبب موت مفاجئ للقعدان الصغيرة و بتشريح تلك القعدان النافقة وجد بداخلها التهابات نزفية بالامعاء و احتقان بالاعضاء الداخلية بجانب التهابات شديدة بالقلب.

ذلك بالاضافة للتسمم المعوي الخاص ببكتريا كلوستريديم برفرنجنز (A) و التي تسبب التهابات معوية عنيفة مؤدية الي موت مفاجئ بالاضافة لاصابات شديدة بالكلي (pulpy kidney) للقعدان الصغيرة والجمال الكبيرة علي حد سواء.

ارتحال الجمال لمسافات طويلة في الصحراء بحثا عن اماكن الرعي بلا اماكن للبيات و تعرضها للعواصف الرملية في مواسم الامراض بالاضافة لطبيعة المناخ الصحراوي يجعلها معرضة و بشدة للاصابة بالامراض التنفسية و بخاصة الالتهابات الرؤية اما لمسبب معدي كالباستريلا و الميكوبلازما او بمسبب غير معدي كالرمال . تجمع الجمال باعداد كبيرة حول مصادر المياه يزيد من فرصة انتشار الامراض المعدية التنفسية بين الجمال التي تتشارك في نفس مصدر المياه .

ان من اكثر الميكروبات التي تسبب الاصابة  بالالتهاب الرؤي في الجمال هي العدوي الباستريلا مالتوسيدا و التي تسبب حمي و زيادة في ضربات القلب و تورم في الغدد الليمفاوية و اعراض تنفسية حادة كالكحة و العطاس و سيلان الانف و تورم في منطقة الصدر و الرقبة و احيانا اسهالات مخضبة بالدماء بالاضافة لحالات النفوق العديدة في صغار الجمال.

 

 

 

اجري توداي على اخبار جوجل

 

زر الذهاب إلى الأعلى