د هالة أبو يوسف تكتب: حقيقة المبيدات في قفص الإتهام ودورها في توفير الغذاء

تشير أصابع الأتهام للمبيدات بأنها من مسببات الأمراض الخطيرة الضارة بالصحة العامة كما أنها من أكثر العناصر تأثيرا فى تلوث البيئة .

بالعرض العلمى وبالحقائق وجد أن المبيدات مواد كيميائية لها سمية متفاوته على الكائنات الحية وتستخدم فى مكافحة الآفات المختلفة سواء كانت حشرية أو ممرضة للنبات أو حشائش حيث أن الأصابة سواء كانت بآفة منفردة أوعدة آفات مجتمعة فهى تضر بالغذاء والذى يعتبر مصدر الحياة للإنسان ولكى تتم مكافحة هذه الآفات لابد من إستخدام آليات تحتوى على ممارسات زراعية جيدة للحصول على أعلى أنتاجية وأقل فقد فى المحصول.

وبما أن المبيدات هى أحد عناصر الممارسات الزراعية الهامة والمؤثرة والتى تؤدى الى تقليل نسبة الفقد فى المحصول الى أقصى درجة فيجب التعامل معها على أساس أنها دواء فكما يتناول الأنسان الدواء حسب تشخيص الطبيب المختص والذى يصف الدواء المناسب للمرض مع تحديد مواعيد وجرعات تناول العلاج.

كذلك ما يحدث مع تداول المبيدات لإنه يجب أن يتم تشخيص الأصابة ودرجة شدتها وتحديد نوع الآفة وإستخدام المبيد  بالجرعة المناسبة حسب نوع المحصول المصاب مع تحديد الوقت المناسب للرش بحيث يتم تعظيم فاعلية المبيد وايضا التخلص من متبقياته وإذا تم الألتزام بفترة ما قبل الحصاد وهى الوقت اللازم من أخر رشة من المبيد الى الحصاد حيث يتحلل المبيد ويتحول الى مواد غير سامة أو الى أقل مستوى من المتبقيات والتى تكون أقل من النسب المسموح بها عالميا بحيث لاتؤثر على الصحة العامة والبيئة.

التعامل مع المبيدات يحتاج الى المزيد من الإرشاد لتوعية المزارع بكيفية شراء المبيد من مصدر معتمد وموثوق به حتى لايتعرض للغش ومن المهم إتباع كل التعليمات المدونه على عبوة المبيد والتى توضح كل البيانات التى تتعلق بنوع المبيد ونوع الآفة والمحصول وأيضا الجرعة المناسب للمساحة وكذلك درجة سمية المبيد حيث تساعد هذه العلومات للأستخدام الأمثل للمبيد

وايضا يجب تجنب خلط المبيدات أثناء الرش لإن ذلك يؤدى الى تفاعلها مع بعضها وينتج عن هذا الخلط الغير مدروس مركبات ضارة كما يجب أن يتم توعية المزارع بأن يتجنب التعرض المباشر للمبيد أثناء التجهيز والرش ويكون حريص على إرتداء الملابس الواقية التى تغطى جسمه بالكامل ويجب أن تكون من مادة عازلة حتى لايتسرب المبيد الى جلده مع مراعاة أن يتم خلعها بطريقة سليمة وأستبدالها بملابس نظيفة بعد الرش مباشرة.

إن الأفراط وسوء أستخدام المبيدات يؤدى الى العديد من المشاكل والتى يصعب حلها وتحتاج الى فترة زمنية طويلة للتخلص منها ومن هذه المشكلات ظهور صفة المقاومة فى الآفات للمبيدات والتى تفقد المبيد فاعليتة وبالتالى تؤدى الى خسارة مادية ممثلة فى ثمن المبيد وفقد المحصول و تلوث البيئة بعناصرها المتعددة كالتربة والماء والهواء والكائنات الغير مستهدفه مثل النحل وتأثير كل ذلك على حياة الأنسان.

الأستخدام الخاطىء وعدم الوعى وعدم إتباع التعليمات المدونة على عبوات المبيدات أثناء الرش هو الذى يصنع من المبيد متهم يؤذى الأنسان كما أن  الأستخدام الأمثل و الآمن للمبيدات هو طريق النجاة من مخاطرها.