الأخبارالاقتصادالانتاجانتاج حيواني وداجنيحوارات و مقالات

د إيمان الشربيني تكتب: طرق التغلب علي أضرار السموم الفطرية فى أعلاف الدواجن

>>المواد البيوكيميائيه تفرز من بعض الفطريات السامة التى تنمو على كثير من المواد الغذائية المخزنه كنواتج ثانوية

باحث بمعهد بحوث الصحه الحيوانيه الفرعى بطنطا مركز البحوث الزراعيه

من أهم المجالات الحديثة التى اصبحت ركيزة أساسية فى إستراتيجية صناعه الدواجن هو الإهتمام بجودة ونوعية وتناسق المواد الغذائية فى العلائق المقدمة للدواجن مع خلوها من السموم الفطريه لتلعب العليقه دوراً هاماً فى رفع كفاءة الجهاز المناعى وزيادة مقاومة الجسم لتمكنه من رد أى هجوم من الميكروبات الموجودة بكثرة وحرة المعيشة فى البيئة أو داخل الجسم.

أصبح الإعتماد على العلائق المركزة والجافة والتى تغطى جميع الاحتياجات الغذائيه والانتاجيه أمراً لابد منه مع زيادة تكثيف الدواجن فى وحدة المساحة مما أدى إلى إرتفاع نسبة تكلفة التغذية داخل دورة الإنتاج والتى وصلت إلى ما يقارب 70% من تكلفة دورة الإنتاج.

تعتبر السموم الفطرية مجموعه كبيره من المواد البيوكيميائيه التى تفرز من بعض الفطريات السامة التى تنمو على كثير من المواد الغذائية المخزنه كنواتج ثانوية ناتجة عن ميتابولزم الفطر (تحت درجات حرارة ورطوبة مناسبة لنموه) وتسبب خطر على الانسان والحيوان لما لها من تاثير مسرطن للأجهزة المهمه داخل جسم الكائن الحي حيث تتحد مع كروموسوم الخليه وتسبب طفرات جينيه.

وقد قدرت هيئه الاغذيه والزراعه بالامم المتحده ان 25% من المحاصيل الزراعيه مصابه بالسموم الفطرية. ويوجد أكثر من سم فطرى حيث يصل أعدادها إلى المئات اخطر هذه السموم الفطرية الافلاتوكسينات (ومن اخطرها افلاتوكسين ب1) والاوكراتوكسين ويعتبر فطر الاسبرجلس بأنواعه من أهم الفطريات المفرزه لهذه السموم والتى تكون مسرطنه لخلايا الكبد والكلى بشكل اساسى. وتختلف الحدود الآمنة على حسب قوانين كل دوله ففي بعض البلدان المتقدمة لا تسمح بوجود اى نسبة من السموم الفطرية في علائقها.

ولقد لوحظ في السنوات القليله الماضيه أن بعض مكونات العلف الاساسيه مثل الذره وفول الصويا تظهر قياسات منخفضه من سموم الافلاتوكسين مقارنه بسموم الاوكراتوكسين التي لازالت تمثل الجانب الاكبر والاخطر من مشكله السموم الفطريه فى اعلاف الدواجن.

مخاطر وأضرار سموم الاوكراتوكسين

يعتبر سم الاوكراتوكسين ochratoxin A (OTA) من أكثر السموم التي تركز عليها البحوث الحديثة لتأثيراته الخطيرة على الصحة، حيث ان لسموم الاوكراتوكسين تأثير سام على الكلية والكبد, تسبب شحوب وتضخم لكل منهم, شحوب البنكرياس, نقرس, قلة إفراز الصبغات,  نزلات معوية شديدة, كما يعتبرعامل مسرطن ومثبط المناعة.

تأثير سموم الاوكراتوكسين على التمثيل الغذائي

ترتبط سموم الاوكراتوكسين ببروتين بلازما الدم خاصة الألبيومين. تؤثر تأثيراً سيئاً على الكلية وبالتالي يقل إنتاج انزيمات هامه لازمه لعملية تمثيل الكربوهيدرات وهضمها, كما يثبط عملية تكوين احد الإنزيمات الأساسيه لبدء عملية تكوين البروتين. وعادة ما تتركز الأوكراتوكسين في الكلية . فعند تغذية الدجاج على علف يحتوى على 5 جزء في البليون من الأوكراوتوكسين (OA) لمدة أسبوعين وجد أن : أعلى مستوى من الأوكراتوكسين كان في الكلية ثم في الكبد ثم في لحم الصدر ثم في لحم الفخذ.

أشكال التسمم الفطري:

تختلف أشكاله حسب نوعية السموم و تركيزها في الأعلاف فمنها:

1-      تسمم فطري حاد: وهو يحدث عند تناول أعلافا ذات تركيز عالي من السموم الفطرية.

  • تسمم فطري مزمن :وهو يحدث عند تناول أعلافا ملوثة بسموم فطرية ذات تركيز قليل لمده طويله, وهذا النوع من الإصابة له أهمية اقتصادية كبيرة.

الأضرار الاقتصادية والانتاجيه للسموم الفطرية في علائق الدواجن منها:

  • تؤدى التخمرات والتعفن في مواد العلف إلى فقد كبير في القيمة الغذائية لمواد العلف لتغذي الفطريات علي البروتين.
  • احد أسباب تدهور اقتصاديات صناعه الدواجن والعائد المرجو من الانتاج, حيث تكمن خطورة هذه السموم ان لها تأثير متراكم اي تسبب أعراض تدريجية تزداد بزيادة تراكم السموم داخل جسم الحيوان ولاتسبب أعراض مرضية محددة, خلال دوره التربيه يحدث انخفاض النمو والتحويل الغذائي وانخفاض تمثيل بروتين العليقة أوالاستفادة منه, سهوله الاصابه بالامراض لضعف الجهاز المناعى, الإصابة باضطرابات فسيولوجية تختلف في شدتها حسب تركيز هذه السموم وحساسية الكائن و قدرته على التحمل او النفوق, أنزفه فى اعضاء الجسم المختلفه, ضعف الخصوبة, استسقاء في البطن.
  • عند دخول السموم الفطرية من الغذاء الملوث إلى جسم الكائن الحي يتم احتجاز حوالي 8% منها في الكبد باعتباره مخزن السموم في الجسم وجزء منها يسرى في الدم إلى الأجزاء الهامه والجزء الباقي منها يخرج مع الفضلات ويتبقى جزء كبير بلحوم الدواجن.
  • تدهور صحة الإنسان وخاصه مع سوء التغذية والمرض (لما تسببه هذه السموم ومتبقياتها داخل الجسم من تلف الكبد والكلى وإحداث السرطانات والاضرار بالجهاز المناعى)، تتكون السموم الفطرية من مواد غير بروتينية وليس لها صفة انتيجينية فلايكون الجسم ضدها اجسام مناعية مضادة. لذا لابد للعناية بمصادر أعلاف الدواجن وجودتها وحفظها، تلافيا لإصابتها أصلا بالفطريات المنتجة للسموم الفطرية.

غالبا ما يوجد اكثر من نوع من السموم الفطرية فى مكونات العليقة معا وقد قسم المتخصصون السموم الفطرية تبعاً لشحنتها الكهربية كما يلى:

  • السموم الفطرية القطبية Polar mycotoxins فهى تحمل شحنات كهربية مثل: الأفلاتوكسين والأوكراتوكسين.
  • السموم الفطرية اللاقطبيةNon-polar mycotoxins وهى التى لا تحمل أية شحنات كهربية على سطحها مثل: التريكوثيسينات والزيرالينون وآخرين.

طرق السيطره على تلوث الاعلاف ومكوناتها بالسموم الفطرية

  • بالمنع وهذه طريقة وقائية : اى منع حدوث الإصابة للمحاصيل من البداية أثناء زراعتها وحصادها وعند التخزين الجيد للعلائق حسب طبيعتها ومحتواها من الرطوبة دون تغيير في طبيعتها وتركيبها ودون فقد قيمتها الغذائية عند استعمالها وبعيد عن اشعة الشمس.
  • اجراء تحليل للعلف بصورة دورية في معامل تحليل الاعلاف للكشف عن وجود سموم فطرية وقياس نسبتها.
  • ازالة الأجزاء الملوثة من الغذاء : بالفرز – بالتنظيف – بالطحن.
  • وضع مضادات للفطريات فى مصانع العلف مثل الأحماض العضوية وأهمها حمض البيوتريك والبروبيونيك وحمض الأستيك ( الخليك) واملاحهم.
  • تحسين حاله الجسم بمنشط للكبد ومدر للبول للتقليل من التأثير الضار للسموم على الجسم.
  • استخدام المركبات النانومتريه لبعض المعادن مثل الفضه والزنك اوكسيد أو مركبات النانو متعدد المعادن بخصائصها المضاده للاكسده وقدرتها على تقليل التأثير الضار للسموم الفطريه على أعضاء الجسم.
  • تثبيط أو تحطيم التوكسينات لإزالة سميتها:-
  • الطرق الفيزيائية: عن طرق تعريض العلائق لدرجة حرارة عالية تحت ضغط بخار الماء أو بالتعقيم.

  • الطرق الكيماوية: المعاملة بالمؤكسدات حيث يستخدم الاوزون في هدم بعض السموم الفطرية حيث أثبتت بعض الأبحاث أن إضافة نسبة من H2O2 يعمل على تقليل نسبة الافلاتوكسين في العلائق الملوثة, استخدام العوامل القاعدية والحمضية مثل الأمونيا 1 %, هيدروكسيد الصوديوم وهيدروكسيد الكالسيوم.

*** هذه الطرق الكيميائية بالرغم من أنها لها تأثير فعال على إزالة السموم الفطرية إلا أنها لها آثار تراكيمية مرضية على الأعضاء الداخلية وذات آثار خطيرة على صحة الحيوان والإنسان المستهلك للحيوان ومنتجاته.

  • طريقه ادمصاص  «أمتزاز» السموم والطرق البيولوجيه وتعتمد على:-
  • ادمصاص  «إمتزاز» السموم الفطريه وتشمل:-
  • مدمصات غير عضويه (سيلكات الصوديوم كالسيوم الالمونيوم المائية – الزيولايت الطحالب المتحجره- البنتونيت) تستخدم كروابط من المعادن الطبيعية لربط السموم ومنعها من الامتصاص في أمعاء الطيور.
  • مدمصات عضويه (البيتاجلوكان والمانان اوليجوسكرايد المستخلص من الجدار الداخلى للخميره), البربيوتك Prebiotics: هى عناصر غذائية غير قابلة للهضم و لها فائدة كبيرة فى تحفيز النمو, تنبيه و تنشيط مجموعة او اكثر من ميكروبات الامعاء النافعة والتى تعود على الكائن الحي بتحسن في الصحة العامة, وتقوم هذه المواد الطبيعية بادمصاص السموم علي سطحها فتمنع امتصاصها داخل الجسم وتطردها خارج الجسم, اكثرالبريبيوتك استخداماً و شيوعا المواد الكربوهيدراتية ويعتبر من الحلول الواعده لعلاج مشكله السموم الفطريه.
  • تكسير السموم الفطريه إلى مركبات أخرى ليس لها صفة السمية او تحويرها باستخدام بعض البكتيريا الحية (البروبيوتيك) Probiotics مثل: اللاكتوباسيلس والانزيمات المتخصصه مثل انزيمات الاستريز واليبوكسديز والتى تفرز بواسطة بعض الكائنات الدقيقه. حيث تقوم البكتيريا بالتخمر وافراز بعض الانزيمات التي تكسر هذه السموم وتحولها الي مواد غير ضارة.

اجري توداي على اخبار جوجل

 

‫2 تعليقات

زر الذهاب إلى الأعلى