الأخبارحوارات و مقالاتمصر

د رمضان محمد يكتب: 7 فوائد إقتصادية من زراعة الأشجار الخشبية

>> تساهم في توفير العملات الصعبة وحماية البيئة وتقليل البخر في بحيرة ناصر

رئيس قسم بحوث الأشجار الخشبية  – معهد البساتين – مركز البحوث الزراعية – مصر

ذكرت الشجرة في بعض الكتب السماوية ولعبت دوراً خالداً مع أبى البشر أدم وزوجته عليهما السلام ولجأ إليها الأنبياء طلباً للظل والخفاء وألقت للسيدة مريم عليها السلام بالغذاء ومن خشبها صنع نوح عليه السلام الفلك بأمر ربه واحتضنت يحي بن زكريا عليهما السلام لتخفيه من الأعداء وعُقدت تحتها البيع والمعاهدات مع أشرف الخلق سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام

كما أن الشجرة مصدر من مصادر حماية البشر وموارد التربة فهي رمز العطاء تنقي البيئة من غاز ثاني أكسيد الكربون والغازات الضارة والملوثات وتعطي لنا الأكسجين الذي نتنفسه كما ترعى فيها القطعان (الحيوانات) وينال من خيرها الإنسان فمن ثمارها وعصيرها وأوراقها وأزهارها يقتات ويتداوى ومن أليافها وأخشابها تصنع الأنسجة والمنازل وهى من أهم آليات القديم والحديث

مصر في ظل الظروف الحالية ومع التماشي مع توجيهات القيادة السياسية في تقليل الاستيراد يمكن لها ان تزرع وتجنى ثروة طائلة من اجود أنواع الاخشاب وهذا مؤكد بدراسات وابحاث قسم بحوث الأشجار الخشبية والغابات بمعهد بحوث البساتين.

ويجب استبدال أشجار الفيكس والبزروميا بأشجار افضل بيئياً واقتصادياً وذلك باختيار النوع الشجري طبقاً للغرض الذى يزرع من اجله وطبقاً لظروف موقع الزراعة. ومصر تحظى بتنوع حيوي كبير يجب الاستفادة منه في هذا الشأن.

  • زراعة الطرق والمراوي والمصارف:

زراعة الخطوط الطولية من طرق ومراوي ومصارف بالأنواع الشجرية المناسبة لكل موقع والتي منها ( الحور- الصنوبر- التاكسوديوم – الصفصاف – الكافور-  السرسوع – الكايا – الماهوجنى).هذه الزراعات تعطى محصول خشبي يفوق المساحات المجمعة (غابات), ويمكن أن توفر احتياجات السوق المحلى من عجينة الورق والورق والأخشاب المنشورة والمصنعة والتي بلغ الاستيراد منها ما قيمته حوالى 1.5 مليار دولار اخشاب, و 4 مليار دولار عجينة ورق وورق.

  • زراعة الماهوجني والابانوس على مياه الصرف الصحي في الظهير الصحراوي

توفير مساحات في الظهير الصحراوي تستوعب مياه الصرف المعالجة أولياً والتي تبلغ 10 مليار متر مكعب سنوياً والتي تتسبب في تلوث المياه السطحية والجوفية والبحيرات الشمالية وتستخدم هذه المياه المعالجة اولياً في زراعة الغابات نظراً لارتفاع تكاليف المعالجة الثانوية والثلاثية، مع الأخذ في الاعتبار الزيادة السنوية في مياه الصرف، هذا لزراعة الغابات بالأنواع المناسبة لكل نطاق بيئي، حيث يمكن زراعة الأخشاب اللينة ذات الخصائص المناسبة لصناعة الورق وعجينة الورق والألواح المصنعة مثل ( MDF,HDF) وغيرها من الصناعات ومن هذه الأشجار (الحور – الصنوبر- الكافور- التاكسوديوم – الصفصاف) هذا في شمال ووسط الجمهورية. أما في محافظات الجنوب يفضل زراعة الأنواع الشجرية الاستوائية وشبه الاستوائية مثل الكايا ” الماهوجنى الإفريقي” و الماهوجنى رفيع الأوراق، والماهوجنى كبير الأوراق والسرسوع  وهذه الأنواع يمكن أن توفر كل احتياجات مصر من الأخشاب الصلدة والتي تصلح لصناعة افخر أنواع الأثاث ، والتي قام القسم بتصنيع أثاث فاخر من أخشاب تلك الأنواع والتي يصل سعر المتر المكعب منها من 3000 إلى 5600 دولار.

  • تشجير المدن والضواحي

حيث يمكن زراعة كل الطرق والشوارع بأنواع شجرية جيدة اقتصادياً وبيئياً، حيث توفر الظل والحماية للإنسان والمنشآت وتوفر في استهلاك الطاقة اللازمة للتبريد أو التدفئة، هذا بالإضافة إلى القيمة الاقتصادية للأخشاب حين التقليم أو الإحلال والتجديد.

  • إقامة مصدات الرياح والأحزمة الواقية

حيث تزرع المصدات والأحزمة الواقية لتوفير الحماية للمجتمعات العمرانية وأيضاً للحاصلات الزراعية مما يزيد من كمية وجودة المحصول بنسبة تصل من 10 إلى 35 % والحفاظ على الحالة الصحية للإنسان، وتعمل على خفض مستوى الماء الأرضي في الأراضي التي تعانى من ذلك، مع القيمة المضافة للأخشاب من خلال عمليات الخف والإحلال والتجديد.

  • إعادة تأهيل الأراضي المتدهورة وتحسين الحالة المعيشية للمجتمعات الريفية

حيث يزداد تدهور الأراضي في محافظة الفيوم وسيوه سنوياً بسبب ارتفاع مستوى الماء الأرضي والملوحة. حيث بلغت مساحة برك الصرف الزراعي في سيوه حوالي 46 ألف فدان من أجود أنواع الأراضي في حين أن الأراضي المزروعة حوالي 36 ألف فدان ومازالت البحيرات في اتساع، وهنا  تزرع الأنواع الشجرية المتلائمة مع كل نطاق بيئي مع التخطيط السليم حتى تقوم الأشجار بالصرف البيولوجي (الصرف الحيوي وهو التخلص من ماء الصرف في مكانه أو بمعنى أدق على خطوط الكنتور المنخفضة لكل مساحة يمكن أن تتراكم فيها المياه لتمتصها جذور الأشجار وتفقدها عن طريق النتح وبشرط أن يقوم معهد بحوث الأراضي والمياه بتقدير كمية المياه الزائدة واتجاه حركتها لزراعة الأشجار بالكثافة والنوع الملائم لنوعية المياه لاصطيادها ونتحها كما يقرره المتخصصين في قسم بحوث الأشجار الخشبية والغابات بمعهد بحوث البساتين) فيعمل التشجير على خفض مستوى الماء الأرضي وخفض الملوحة في منطقة انتشار الجذور. ومن أمثلة الأشجار التي تصلح لهذا الغرض الأنواع المختلفة من الكافور، وأنواع الحور والصفصاف حيث يختار النوع طبقاً لدرجة الملوحة في كل منطقة. حيث يتم وقف التدهور في الأراضي ، إضافة لقيمة الاخشاب الناتجة

  • استكمال المشاريع والاستغلال الأمثل لها مثل مشروع توشكي

حيث تصل درجة الحرارة في الصيف في منطقة توشكي إلى أكثر من 50 درجة مئوية،

فلا سبيل لخفض درجة الحرارة إلا بزراعة الأشجار الخشبية بكثافة مناسبة للعمل على تغيير المناخ الدقيق (درجة الحرارة والرطوبة) والحماية من الرياح، على أن تمثل زراعة الأشجار نسبة 50 % من المساحة المزروعة وتختار الأشجار العالية القيمة الاقتصادية وهذا ما يسمى زراعة الغابات المختلطة مع المحاصيل حتى يساعد ذلك على نمو الحاصلات الزراعية المختلفة. إضافة لفرصة المد العمراني في هذه المناطق للتخفيف من الكثافة السكانية في الوادي مع القيمة المضافة للأشجار حيث تجود هناك زراعة أشجار الكايا والماهوجنى، والتي يمكن أن تخلق صناعة متميزة للأثاث.

  • زراعة الأشجار حول بحيرة ناصر

زراعة الأشجار حول بحيرة ناصر بعدد مناسب من صفوف الأشجار للعمل على تقليل البخر من البحيرة عن طريق رفع درجة الرطوبة وخفض درجة الحرارة، وهذه الأشجار سوف توفر من المياه نسبة أكبر مما تستهلكه مع توفير كميات هائلة من الأخشاب الصالحة للتصنيع.

  • إضافة لكل ما سبق من فوائد بيئية واقتصادية فأن زراعة الأشجار سوف يوفر فرص كبيرة للعمل والحد من البطالة من إنتاج الشتلات إلى الزراعة ….. إلى القطع والتصنيع.

 

 

اجري توداي على اخبار جوجل

 

زر الذهاب إلى الأعلى