د السيد منصور يكتب: حقيقة اللحوم العضوية ومخاطر الملوثات

باحث بمعهد بحوث الصحة الحيوانية بالزقازيق

الأغذية تختلف في محتواها من البروتينات فمثلا تحتوي اللحوم على نسبة تتراوح بين 16-28 % بروتين، ويحتاج الشخص العادي الى 0.8 جم لكل كجم من وزنه بروتين، يعني لو أن شخصاً وزنه 70 كجم يحتاج الى 56 جم بروتين والزيادة في تناول اللحوم الحمراء أكثر من الحاجة مرتبط ببعض الأمراض والمشكلات الصحية من أبرزها الاضطرابات المعوية وسوء الهضم وإجهاد الكلى والكبد للتخلص من مواد هدم البروتين وهي مواد سامة مثل الأمونيا والبولينا، بالإضافة إلى احتمالية الإصابة بداء النقرس نتيجة ارتفاع حمض اليوريك في الدم، بل إن هناك ارتباطا بين الإكثار من تناول اللحوم وأمراض القلب والشرايين والأورام الخبيثة وأمراض العظام

الطبيعه التى خلقها الله طبيعه نظيفه خاليه من اى نوع من الملوثات او اى اضرار صحيه للانسان لذلك كان الأصل في الطبيعة هو أن كل المواد الغذائية خالية من الملوثات سواء كانت تلك الملوثات مبيدات او بقايا الاسمدة او موا د عضوية وغير عضوية ومن تلك المواد الغذائية اللحوم حيث انه فى الاونة الاخيره زاد الطلب على اللحوم.

لذلك اتجه الانسان الى التربيه المكثفه للدواجن والحيوانات لانتاج كميات كبيرة من اللحوم  التى تحتوى على البروتين الحيوانى عالى القيمة الغذائية ولكن تلك الحيوانات والدواجن التى تربى بالطرق المكثفه والتى لا يراعى فيها اسس الامان الحيوى ادت الى ظهور مخاطر شديدة على صحة الانسان نتيجه لاستخدام الأعلاف المصنعة  والمضاف اليها المواد المخالفة  للطبيعية.

من هذه المواد المضادات الحيوية والهرمونات والمواد الاخرى التى تساعد على زيادة معدل النمو مثل العناصر المعدنية بنسب عالية والغير مسموح به من العناصر المعدنية الثقيلة والتى تسبب مشاكل صحية للانسان ومنها عدم استجابة المرضى للعلاج بإستخدام المضادات الحيوية ، لأن ادخال المضادات الحيوية لجسم الدواجن بجرعات أقل من الجرعات العلاجية كمنشط نمو ادي مما ادى الى

1) ظهور سلالات  جديدة من البكتيريا التي تقاوم المضادات الحيوية وانتقال بقايا المضادات الحيوية  المتراكمة في اللحوم إلى الإنسان

2) ظهورانواع جديده من السرطانات نتيجه لاستهلاك لحوم هذه الدواجن والحيوانات التى عولجت بالمضادات الحيوية وظهور حالا مرضيه خطيرة غير معروفة الأسباب ناتجة من استخدام اعلاف مركزة بالعناصر المعدنية. وبقايا الهرمونات التي تدخل في تركيب الأعلاف تنتقل الى لحوم الدواجن والحيوانات التي تسبب إختلال التوزان الهرموني

3) ظهور علامات مثل  البلوغ المبكر في الإناث والتخنث في الذكور والاجهاض في السيدات. وبسبب تلك المشاكل اتجه العالم كلة للعودة الى الطبيعه فى تربية المواشى والداجن  بنظام شبيه من الطبيعة من حيث اتباع الامان الحيوى من حيث التربية ونوعية الأغذية التي تتناولها خالية من الإضافات الكيميائية والمضادات الحيوية والهرمونات لانتاج ما يسمى باللحوم العضوية.

4) ويرجع إنتاج اللحوم العضوية إلى زيادة الوعي بين المستهلكين بفوائد اللحوم العضوية المتعلقة بصحة الإنسان وسلامة البيئة التى تربى بها الحيوانات والطيور.

وتتميز اللحوم العضوية  بأنها تحتوي على نسبة عالية من اللحم ونسبة  قليلة من الدهون. إلى جانب نسبة عالية من الفيتامينات والمعادن الطبيعية، والأحماض الدهنية المفيدة لصحّة الإنسان.

كما أنّها خالية من الإضافات الكيميائية والمضادات الحيوية والهرمونات، واللحوم العضوية هى لحوم يتم الحصول عليها من حيواناتٍ أو دواجنَ تمّت تربيتها تربيةً حرّة (طليقة) وتغذي على أعلافٍ نباتيةٍ خاليةٍ من المنتجاتِ الحيوانيّةِ الثانويّة وُمنعُ إعطاءُ هذة الحيةانات والدواجن اى نوع من انواعٍ من الهرمونات او منشطات النمو، ولانتاج اللحوم العضوية يجب إستخدام المراعي الطبيعية الخالية من بقايا ” الأسمدة الكيميائية والمبيدات الحشرية.

وكذلك الأعلاف الخضراء المستخدمه فى تغذيه الحيوانات والدواجن المرباه لانتاج اللحوم العضويه لا تكون قد تغذت غلى اعلاف من تربة عولجت بالمخصبات الصناعية أو عولجت بمبيدات الحشرات الزراعية الكيميائية اواستخدام اضافات اعلاف غيرعضوية وعدم استخدام اضافات علفيه ذات الأصل الحيواني.

ولا يسمح باستخدام المضادات الحيوية إلا في حدود ضيقة جدًا مع بعض الأمراض وعدم استخدام اضافات علفيه التي تحتوي على بروتين حيواني او هرمونات أو مواد حافظة أو المعادن الثقيلة أو أي مادة كيميائية ويجب ان تربى الحيوانات والدواجن فى الهواء الطلق والنقي ، وضوء الشمس وأن يتم تزويدهم بمياه الشرب النقية والغذاء الكافي لتناول الطعام في وقت واحد دون منافسة ويجب تقديم العلاج للحيوانات والطيور المريضة بأسرع ما يمكن. ويستخدام البروبيوتك وعدم استخدام مضادات حيوية عند العلاج ويجب أن تكون فترة السحب الدوائي ضعف الفترة المسموح بها في الإنتاج التجاري المكثف للحيوانات والطيور.واللحوم العضويه لها قؤائد كثيرة واهمها

ا- الفؤائد الصحيه

منتجات الحيوانات والدواجن العضوية آمنه على صحة الإنسان لأنها منتجة وفق معايير وشروط تضمن خلوها من الكيماويات مثل الهرمونات.المضادات الحيوية.المبيدات والعناصر الثقيلة  يعد الانتشار الكبير لأمراض العصر مثل امراض السرطان الناتجة عن تناول الأطعمة المعالجة بالكيماويات والهرمونات لذلك فإن الهدف الرئيسي والأساسي لتربية الحيوانات والدواجن بطريقة عضوية هو توفيرلحوم خالية من الإضافات والملوثات الضارة وحيث ان تلك اللحوم خاليه من المضادات الحيويه ومحفزات النمو والهرمونات وتلك اللحوم غنيه بالاحماض الامينيه المفيده للانسان وكذلك تحتوي اللحوم على نسب اعلى من الاوميجا 3 وذلك لان هذه الحيوانات والطيور تتغذي على الاعشاب والتي تكون مصدرا غنيا لهذه الاحماض الدهنيه كما تتميز اللحوم العضوية بمحتوى اقل من الدهون.

ب- الفوائد البيئية:

تربية الحيوانات و الدواجن العضوية تحافظ على البيئة نظيفه وذلك من خلال المحافظة على نقاء الهواء حول هذة المشاريع عن طريق التعامل الأمثل مع المخلفات وذلك بنشرها بصورة جيدة على مساحات واسعة من التربة وتقليل تلوث المياه الجوفية ومياه الآبار بالمعادن الثقيلة والمضادات الحيوية. وتمنع الاعتماد على استخدام المبيدات الحشرية في حقول الزراعة وذلك لأن أعلاف الحيوانات والدواجن العضوية يجب أن تكون منتجة من حقول زراعة عضوية

ج- الفوائد الاقتصادية:

تتميز مشاريع إنتاج الحيوانات والدواجن العضوية بعائد اقتصادي جيد لمنتجين خا صة في المناطق الزراعية الجديدة للاستثمار في قطاع تربية الحيوانات والدواجن العضوية وذلك  لانها تحتاج رأسمال قليل لبدء المشروع مقارنة بالمشاريع التجارية ولايوجد مشاكل بيئية مع المحيطين بالمشروع وتوفرهامش ربح جيد صاجب المشروع نتيجة تزايد إقبال المستهلكين على هذه المنتجات.

من كل ماسبق نجد ان اللحوم العضوية لها منافع صحية وفوائد بيئية وفوائد اقتصادية عند مقارنتها باللحوم المنتجة بالشكل التقليدي.