الأخبارالانتاجمصر

مصر تنتظر «ذقن الباشا» لحل مشاكل التصحر ومواجهة الجفاف

>> الشجرة توفر الظل ولها قيمة إقتصادية وصحية وأقل إستهلاكا للمياه

طالب خبراء الزراعة في مصر بالتوسع في زراعة شجرة «ذقن الباشا»  أو شجرة «اللبخ » والتي تعد واحدة من الأشجار الجميلة والضخمة والطويلة  والمصريون هم أول من أطلق عليها اسم “دقن الباشا” ويعود السبب في ذلك إلى أن لحية أو دقن الباشا محمد علي والي مصر كانت ذات لون يشبه لون زهور هذه الشجرةـ مشيرين إلي أنها من الأشجار الأكثر تحملا لإرتفاع درجات الحرارة وأقل إستهلاكا للمياه و يقل إستهلاك الشجرة الواحدة عن مثيلاتها من الأشجار المثمرة بنحو 70% من الإحتياجات المائية ويوجد منها 150 سلالة متميزة لمكافحة التصحر ومواجهة الجفاف والاستخدامات الطبية المختلفة للأوراق والبذور.

وأضاف خبراء الزراعة  إن شجرة «ذقن الباشا»  هي نبات مقاوم للجفاف ويتحمل العطش والحرارة الشديدة؛ لذلك تقتصر العناية به في بدايات نموه بتوفير الماء والتسميد مرتين إلى ثلاث مرات في السنة بسماد بلدي، وحمايته من الرياح القوية، مشيرين إلي ضرورة زراعته في الوقت المناسب في أواخر الشتاء أو أواخر الخريف لنوفر له جواً ووقتاً مناسبين حتى يشتد عوده وتنتشر جذوره ويتمكن من الأرض، عندها تقتصر العناية به على الري وإن رغبت بالتسميد فذلك حسن مرتين إلى ثلاث مرات سنوياً.

وأشار الخبراء إلي أن هذه الشجرة تمتاز   بأنها شجرة معمرة وطويلة لدرجة أن طولها قد يصل إلى 30 مترا، وأزهارها كروية لونها أبيض مائل للاصفرار، ولها رائحة مميزة، وثمار شجرة “دقن الباشا” عبارة عن قرون رقيقة مبططة بداخلها بذور، وهذه القرون خضراء اللون ويتحول لونها للون البني بعد فترة، ويبلغ طول القرن الواحد من هذه القرون 30 سم في بعض الأحيان.

وأضاف الخبراء إن شجرة “دقن الباشا” تتحمل درجة الحرارة العالية، بينما لا تتحمل الصقيع مطلقا، ولذلك فهي لا تزرع في الغالب في البلاد ذات درجة الحرارة المنخفضة، مشيرين إلي نجاح زراعتها في  مصر وعدد من الدول العربية ومنها المناطق الجنوبية من العراق والمناطق المحفوظة من البرد الشديد في الجهات الوسطى وتتكاثر بالبذور،  كما تنتشر  شجرة «دقن الباشا»  حيث يزرع كنباتات زينة ومن اجل ظلها.

وأوضح الخبراء ان «شجرة ذقن الباشا» تنمو في أغلب أنوع التربية حيث تتحمل الملوحة والجفاف وتسمد بالسماد العضوي الحيواني المتحلل في الشتاء وهو يكفيها. وتسقي بغزارة الى الانبات وبعدها تسقي عند جفاف التربة ويستحسن تسميدها مرتين إلى ثلاث مراة في السنة بسماد عضوي متحلل وستنمو ضعيفة ويجب حمايتها من الرياح واسنادها الى ان تقوى ساقها.

ولفت الخبراء إلي أن أشجار «ذقن الباشا» تتكاثر بالعقل وذلك في بداية الصيف. تنمو شجرة «ذقن الباشا» بسرعة فهي شجرة سريعة النمو ويتراوح طولها بين 6 إلى 12 مترا ويبلغ قطر الساق 50 سم وتنتشر من 5 إلى 8م. بضرف عشر أو خمس عشرة سنة ستكون شجرة عملاقة وجميلة. إذا اصبحت كبيرة جدا يمكنك تقليمها في الشتاء وجعلها في المقاس الذي تريده، وأوضح الخبراء إنه ينصح بأن تزرع «ذقن الباشا» قريبة من مزارع تربية الحيوانات المواشي مثل الابقار والاغنام وغيرها فهي تعتبر علف جيد وورقها غني بالبروتين والمعادن المفيدة لها وتعتبر ضل لها وتصر الرياح والتربة وتلطف الجو كذلك عن المراعي والحضائر وتزرع قرب المصانع لتنقية الهواء.

ووفقا لتقرير رسمي أصدره مركز البحوث الزراعية تزرع شجرة «ذقن الباشا»، كأحد الأنواع الرائدة للأشجار  في مشاريع إعادة إستعادة الغابات الأصلية، وهي مزروعة في غابات متدهورة ومساحات مفتوحة مع مختلف الأنواع الأخرى التي لديها القدرة على النمو بسرعة، وإنتاج حشائش كثيفة لقمع الأعشاب، وجذب الحيوانات البرية في الطبيعة للبذور، وخاصة الطيور ، مشيرا إلي أن شجرة «ذقن الباشا»، تتميز بأنها مثبتة للنيتروجين وذات قيمة عالية للتظليل وتستجيب الشجرة جيدًا للتقليم ويمكن زراعتها كسياج من الأشجار،

ويتم زراعة البذور  في الخريف أو الربيع (في شهري فبراير ومارس) ويكون بنقع البذور في الماء الدافئ لمدة 48 ساعة أو معالجة البذور بحمض الكبريتيك لمدة ربع ساعة ثم غسلها جيداً لمدة نصف ساعة وذلك حتى تسهل عملية تحلل غلاف البذرة وبالتالي نبات الجنين بسرعة، ثم زرعها في حوض مهيئ للغرض في مكان دافئ بين 20 و 25 درجة مئوية.

لحاء الشجرة يشتهر في الطب الشعبي في علاج آلام المغص والبطن، كما أنه يحتوي على نسبة عالية من التانين المستخدم في صناعة الجلود وتتميز بتسامحها مع الأشجار التي تنمو قربها، حتى أنه يمكن للشجرة أن تنمو إلى جانب شجرة أخرى في مسافة ضيقة نظراً لنظامها الجذري العرقوبي.

ويستخدم لحاء شجرة «ذقن الباشا» في وصفات الطب الشعبي لعلاج آلام المغص، حيث يستخرج من أوراقها في علاج الربو ويستخدم في علاجات التهابات الأنف التحسسية التي تصيب الأغشية المخاطية المبطنة للأنف ويعالج الحالات التحسسية الجلدية كالأكزيما وذلك باستعماله داخليا وخارجيا واستخدم في الطب الشعبي لعلاج حالات البرص والجذام ويستخدم لهذا الغرض زيوت البذور، وكذلك يستخدم في علاج بعض حالات العدوى العينية والتهابات الغدد اللمفاوية. ويخفض من مستوى كوليسترول الدم ويفيد في علاج البواسير وخاصة النازفة منها بما يحويه من مركبات عنصر التانين.

وتتميز شجرة «ذقن الباشا»، بعدد من الخصائص الدوائية والعلاجية ويمكن الاستفادة من اللحاء الداخلي للشجرة ومن مسحوق البذور و زيتها كمضاد للحساسية و يساهم في علاج الربو حيث يعتقد أنه يعمل على تنشيط إفراز الأدرينالين كما ينقص ويكبح افراز الهيستامين.

ووفقا للتقرير، يساهم  لحاء «ذقن الباشا»،   في علاجات التهابات الأنف التحسسية التي تصيب الأغشية المخاطية المبطنة للأنف و ومنها خاصة التي تدعى بحمى التبن أو القش ضد الفطريات حيث يساهم في علاج الكثير من الإصابات الفطرية المتنوعة، مشيرا إلي أهمية هذه الشجرة كمضاد التهاب حيث يساهم في علاج الالتهابات المفصلية والروماتيزمية ومضاد بكتيري قوي للكثير من السلالات الجرثومية سلبية وإيجابية لجرام وخافض الكولستيرول ودهون الدم وتحتوي البذور على كميات وفيرة من المواد المضادة للبكتيريا لذلك تستخدم في علاج بعض حالات العدوى العينية والتهابات الغدد المفاوية.

اجري توداي على اخبار جوجل

 

زر الذهاب إلى الأعلى