باحث صحة وامراض الاسماك والقشريات معهد بحوث الصحة الحيوانية – المعمل الفرعى بالاسكندرية -مركز البحوث الزراعية – مصر
الإستزراع السمكي أحد أدوات زيادة الإنتاج لتوفير بروتين رخيص ومناسب يلبي إحتياجات الإستهلاك وتعد أسماك «الباسا» من اهم انواع الاسماك المستزرعة فى الاونة الحديثة فى مصر فتعتبر هذه الاسماك بمثابة طوق النجاه الذى تلجا له الكثير من الدول لحل مشاكل الغذاء بها وتعويض النقص فى اللحوم البيضاء والحمراء .
فهذه الاسماك الاسيوية الأصل حيث ان موطنها الاصلى فى البرية فى نهر الميكانجو بجنوب شرق اسيا تتسم بالنمو السريع بالرغم من استهلاك القليل من الغذاء فتتسم هذه الاسماك بالتغذية المختلطة فهى تتغذى على الغذاء النباتى والغذاء الحيوانى ويمكنها العيش على الغذاء المحلى.
فهى لا تحتاج نسبة بروتين عاليه فى العلف يمكن ان تتغذى على نسبة بروتين 25% ومع ذلك فتتميز بلحومها البيضاء ذات الطعم المحبب لدى المستهلك والخالية من الاشواك ولها سعر مناسب فى متناول الجميع .
وعن استزراع هذه السمكة فكانت البداية لدخولها إلي مصر بغرض الإستزراع بغرض الزينة رغم أن نموها سريع لفت الانظار اليها مما ادى الى التفكير بتفريخها فى احد المفرخات فى مصر فى محافظة الاسكندرية ومن ثم تم طرحها فى الاسواق المصرية.
ولاقت استحسان كبير لدى المستهلك المصرى فهى تباع كاسماك فيليه والتى يفضلها المستهلك كثيرا كما يمكن استزراعها مع انواع اخرى من الاسماك كالبورى والبلطى والطوبار فهى تعيش مع هذه الانواع فى بيئة تكافليه وتصل تقريبا الى وزن (1000- 1200 جرام تقريبا ) بعد ستة شهور من استزراعها والتى تعتبر نفس فترة استزراع اسماك البلطى والتى تصل الى وزن( 250-350 جرام تقريبا) فى نفس الفترة مما يدل على سرعة نمو اسماك الباسا و تسويقها سريعا كما تتسم
بالعيش فى درجات ملوحة من200 الى 20000جزء فى المليون مما يجعل انتشار استزراعها متاح وممكن فى اماكن عديده فى مصر ويمكنها ايضا العيش فى قلة الاكسجين لانها تتنفس عن طريق الخياشيم والرئه والجلد ولكنها لا تتحمل العيش فى درجات الحرارة المنخفضة عن 17 درجة مئوية.
ويعد من اهم التوجهات الحديثة استخدام مستخلصات النباتات مثل زيوت نباتات الزعتر والبردقوش و الجينكوبيلوبا و الحرشف البرى على اعلاف الاسماك لرفع كفائتها المناعية وزيادة اقبال الاسماك على الغذاء لما لهذه المستخلصات من طعم مستساغ لدى الاسماك مما يؤدى الى سرعة النمو والوصول الى الوزن المنشود فى وقت قصير وزيادة مقاومة الامراض والظروف البيئية التى قد تؤثر سلبا على الاسماك بدون اثار جانبية كالتى تتركها المركبات الكيميائية كالمضادات الحيوية وما الى ذلك كالمتبقيات التى تتركها المضادات الحيوية فى انسجة الاسماك والتى تؤثر على الاسماك نفسها وعلى المستهلك فيما بعد.
هذه المواد الطبيعيه الامنة تعتبر الحل الامثل لتحفيز النمو وتقوية الجهاز المناعى للاسماك مما يؤدى بشكل كبير الى الوقايه وتجنب حدوث الامراض من الاساس كما يساعد ايضا فى مقاومة الظروف البيئية الصعبه مثل ارتفاع مستوى الامونيا فى الماء والذى يعتبر من اكثر مسببات المشاكل فى المزارع السمكية وخاصة فى درجات الحرارة المرتفعه لاسيما ان هذه الدرجات المرتفعة هى المفضلة لدى اسماك الباسا الاستوائية الاصل فالوقاية من هذه المشكلات يعتبر هو دور البحث العلمى والذى هو ايجاد افضل الحلول للوصول لحل المشكلات بتكلفه اقل و طرق امنه.
شارك هذا الموضوع :
