الأخباربحوث ومنظماتحوارات و مقالاتمصر

د.جابر هزاع يكتب: تربية أشجار الفاكهه والتغيرات المناخيه والتنميه المستدامه

 باحث قسم بحوث تربيه الفاكهه معهد بحوث البساتين مركز البحوث الزراعيه – مصر

 أشجار الفاكهه مثل باقي المحاصيل الزراعية تؤثر التغيرات المناخية على  البيئة المحيطة والكائنات الحيه  بصورة مباشرة وغير مباشرة ، حيث من المحتمل أن ترتفع وتيرة حدوث الكوارث الطبيعية كالجفاف والفيضانات وغيرها والتي قد تهدد البيئة والحياة  في المستقبل .

ويعرف تغير المناخ طبقا لاتفاقية الامم المتحدة الايطارية  للتغيرات المناخية على “انه التغير الناجم بصورة مباشرة او غير مباشرة عن النشاطات البشرية التي تفضي الي تغير في تكوين الغلاف الجوي العالمي، والذي يلاحظ على فترات زمنية متماثلة” )مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار، 2009) .

اما  تعريف فريق العمل الحكومي لتغير المناخ (GIEC ) فيعرف التغيرات المناخية باعتبارها “كل اشكال التغيرات التي يمكن التعبير عنها بوصف احصائي، والتي يمكن ان تستمر لعقود طويلة، الناتجة عن النشاط الانساني او الناتجة عن التفاعلات الداخلية لمكونات النظام المناخي”.

وخلاصة القول، ان التغير المناخي عبارة عن تغير في الخصائص المناخية للكرة الارضية نتيجة الزيادات الحالية في نسبه تركز الغازات المتولدة عن عمليات الاحتراق في الغلاف الجوي، بسبب الانشطة البشرية والعوامل الطبيعية التي ترفع من درجة حرارة الجو، ومن هذه الغازات ( ثاني أكسيد الكربون، والميثان، وأكاسيد النتروجين، والكلوروفلوركربون ) فواز& سليمان، 2015.

ويعتبر القطاع الزراعي من أهم القطاعات التي سوف تتأثر بالتغيرات المناخية وذلك لحساسية النباتات المنزرعه  للتغيرات المناخيه والتغير في  درجات الحرارة سواء بالارتفاع أو الانخفاض أو التذبذب الحراري مابين الارتفاع والانخفاض ويؤدي الي  انخفاض  إنتاجية  بعض المحاصيل الزراعيه.

وجدير بالذكر انه  من المتوقع ان يحدث اضرار حوالي 20 % ناجمة عن التغير المناخي في القطاع الزراعي على المستوي العالمي (2013, Zaied .(وتقدر الخسائر العالمية في قطاع الزراعي تصل الي حوالي 2.61 بليون دولار .(Reilly, Hohmann & Kane, 1994) .

وتعد مصر ودول منطقة البحر الأبيض المتوسط وشمال أفريقيا، ضمن أكثر المناطق المعرضة لتأثير تغير المناخ، وفى مصر اكدت دراسة صادرة عن برنامج إدارة مخاطر تغير المناخ، تحت عنوان” التأثيرات المحتملة لتغير المناخ علي الاقتصاد المصري” أن الخسائر الزراعية بمصر بسبب التغيرات المناخية، ستصل حو‏الى 25‏ مليار جنيه سنويا بحلول عام ‏2030، و‏112‏ مليارا بحلول عام ‏2060‏.

واوضحت الدراسة ايضا أن تغير المناخ و ارتفاع درجات الحرارة، بجانب الجفاف وما يصاحبها من التقلبات الجوية الحادة والأمراض والآفات الزراعية تهدد 45% من التركيب المحصول فى مصر، فزيادة درجة الحرارة وغاز ثاني أكسيد الكربون وتوفر الرطوبة، يؤدى لنمو الأعشاب والآفات والفيروسات والبكتريا والحشرات.

ويعد قطاع الزراعة أكثر القطاعات التي ستتأثر كما حدث لانخفاض انتاجية بعض المحاصيل الزراعيه واشجار الفاكهه  مثل المانجو والموالح والزيتون في الموسم  السابق والحالي2021 \ 2022 إلى جانب زيادة استهلاك المياه  للحفاظ على درجة رطوبة التربة وحياة النبات . وبالتالي يجب على الحكومات وضع الاستراتيجيات اللازمة لتحقيق التنميه المستدامه 2030  و 2050.

وهذا مايقوم به حاليا الباحثين في قسم بحوث تربيه الفاكهه معهد بحوث البساتين  تبعا لخطة مركز البحوث الزراعية ووزارة الزراعة من خلال  المحافظه علي الأنواع والاصناف النباتيه المحليه  المتكيفه مع الظروف البيئيه ومحاولة التحسين الوراثي لهذه الاصناف من خلال وضع برامج تربيه قصيرة المدي وسريعة  لتقليل بعض الاضرار الناشئه عن التغير المناخي  وايضا  برامج تربية طويلة المدي  وذلك من خلال عدة محاور ومقترحات وتطبيقات عملية في تربية اشجار الفاكهه.

واهم المفترحات استخدام تطبيقات التكنولوجيا الحيويه  والانتخاب في برامج التهجين  والتحسين الوراثي  وتطوير الأصناف من اشجار الفاكهه  المتحمله لظروف المناخ القاسية وايضا المقاومة للأمراض والحشرات، وتتميز بانتاجيه مرتفعه  وقوة نمو وجوده عاليه وذات قدرة على تحمل الإجهادات البيئية مثل الجفاف، الحرارة المرتفعة، الحرارة المنخفضة، الملوحة وذات كفاءة عالية في استعمال المياه، والاستجابة لارتفاع تركيز غاز ثاني أكسيد الكربون،

 

اجري توداي على اخبار جوجل

 

زر الذهاب إلى الأعلى