الأخبار

فيديو…لماذا قرر «السادات» زراعة أول الأصناف المستوردة من الفراولة في الإسماعيلية؟

>> الرئيس الراحل لـ«الشيتي»: «إتفق مع شركة الوادي وعليك الزراعة وهما التصدير»

كشف المهندس حامد الشيتي رائد الزراعة الحديثة ورئيس مجموعة شركات شوري عن خططه لتطوير زراعة الفراولة في مصر للوصل بأعلي إنتاجية موضحا إنه شاهد أهمية زراعة الفراولة ذات الإنتاجية المرتفعة جلال زياراته لعدد من دول العالم بينما كانت زراعة الأصناف المحلية من الفراولة لا تحقق نفس إنتاجية المحصول من أصناف شتلات الفراولة المستوردة من الخارج ، وأن المغرب كانت أحد الدول العربية الشهيرة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا المتميزة في إنتاجية الفراولة.

كما كشف رائد الزراعة المصرية الحديثة علاقة السادات بتحقيق أفكاره بالتوسع في زراعة الأصناف المستوردة من الفراولة من خلال الكشف عن أسرار علاقة الرئيس الراحل أنور السادات وأسرته بعائلة «الشيتي» والتي بدأت عقب إتهام «السادات» في أربعينيات القرن الماضي بقتل أمين عثمان مما دفعه للهروب لدي أحد أفراد العائلة في طنطا وتنقله إلي الإختفاء في منزل الدكتور محمود جامع في طنطا أيضا ، وهو ما إنعكس علي حالة القبول لآراء «الشيتي» المتعلقة بزراعة الأصناف المستوردة في مصر.

وقال «الشيتي»: لما كنت باعمل الفراولة كنت بابعت إلي أولاده من إنتاج الفراولة الجديدة وأولاد الرئيس السادات كانوا في نفس عمر أولادي وفي نفس المدرسة وأتولدوا في نفس المستشفى. مما إنعكس علي وجود علاقة عائلية وتبادل محبة بينا وبينهم وهذه العلاقة مهدت لتنفيذ فكرة «السادات» بزراعة الأصناف الجديدة من الفراولة في مصر.

وأضاف رائد الزراعة المصرية الحديثة : «علشان كده جابني الرئيس السادات وقال لي الفراولة اللي انت بتبعتها للولاد … إحنا عايزين نعملها ونزرعها في الإسماعيلية لانها ستكون مصدرا لنشرها في باقي المحافظات، وكان «السادات» شخصية واسعة الآفق حيث ان فكرة زراعة الأصناف الجديدة من الفراولة كانت نبعت من حبه أولاده ومدي تقبلهم لهذه المنتجات في ذلك الوقت.

وأوضح «الشيتي»: أثار ما طرحه الرئيس السادات الدهشة لدي وخاصة تصميمه علي زراعة الأصناف الجديدة من الفراولة في مدينة الإسماعيلية ، مشيرا إلي أنه أعرب تحفظه لزراعة الفراولة في الإسماعيلية خاصة أن أراضيها رملية وربما لا تناسب زراعة الفراولة، ولكن «السادات» أصر علي الموقع الأول لزراعة الفراولة الجديدة لانها تتميز بنوعية من خاصة من المزارعين ولديهم إصرار علي النجاح في الزراعة في هذه الظروف، وكان إختيار «السادات» موفقا بإمتياز وإنه كان «دارس مصر دراسة كبيرة لانه اتمرمط فيها جامد».

وأسهب «الشيتي» في سرد تفاصيل خطة السادات بزراعة الأصناف الجديدة من الفراولة في مصر موضحا، ان الرئيس الراحل أنور السادات إستدعاه في أحد الأيام في سبعينيات القرن الماضي وذلك في مدينة الإسماعيلية ، حيث قال لي السادات: « انا هطلب منك حاجة إذا كانت تضرك في رزقك ما تعملهاش»، قلت له : «تحت أمرك»، فرد الرئيس السادات: «أنا عايزك تنقل زراعة الفراولة من الأصناف عالية الإنتاجية المستوردة إلي الإسماعيلية ودي اول حاجة بالنسبة لي»، ورد «الشيتي»: يا ريس ليه الإسماعيلية تحديدا ؟

فقال السادات:« لان مزارعين الاسماعيلية نشطين جدا ومعظمهم مش من منطقة الاسماعيلية أصلا لأن أغلبهم إنتقلوا إليها من سوهاج. ومن الصعيد …يعني عايزين يعملوا حاجة جديدة»، وأضاف السادات: « دول مزارعين شاطرين. وها يعملوا حاجة كويسة. في الإسماعيلية ولا ده يضايقك أو إنك تحس ان ده هيضايقك في رزقك»!.فرد «الشيتي»: لأ …يا ريس الرزق بتاع ربنا … وحاضر.

وأوضح رائد الزراعة المصرية الحديثة إنه بدأ الإستعداد لجلب شتلات الفراولة من الخارج لزراعتها في الإسماعيلية وكان يتولى شؤون وزارة الزراعة المهندس إبراهيم شكري في ذلك الوقت، موضحا أن الرئيس السادات إتصل علي «شكري» هاتفيا قائلا:« يا إبراهيم المهندس حامد هيجي لك تشوف إزاي تنسق معاه أو تعملوا لجنة للبدء في تنفيذ زراعة الفراولة بالتعاون بين المهندس حامد الشيتي وشركة الوادي ووزارة الزراعة.

وأضاف «الشيتي »، إن ما أكده السادات بزراعة الفراولة في الإسماعيلية جاء بعد أن راودته فكرة زراعة هذه الأصناف في مصر أواخر السبعينيات عندما كان المهندس سيد مرعي وزيرا للزراعة، موضحا إنه عرض علي وزير الزراعة «سيد مرعي»، إمكانية إستقدام الأصناف الجديدة من الفراولة لزراعتها في مصر، حيث تم عمل خطة بالتعاون مع شركة الوادي للحاصلات الزراعية والتي كان يتولى رئاستها في ذلك الوقت المهندس كامل توفيق دياب والذي أدين له بالفضل في مساندتي لتحقيق هذه الرغبة.

وأوضح رائد الزراعة المصرية الحديثة انه تم الاتفاق علي أن تتولي شركته زراعة الأصناف الجديدة من الفراولة في مصر لأول مرة وتقوم شركة الوادي للحاصلات الزراعية وكانت إحدي شركات القطاع العام بتصدير إنتاجها من الفراولة إلي الخارج حيث يعد أحد نماذج النجاح للتعاون بين القطاع العام والخاص.

وأشار «الشيتي»، إلي إنه تم زراعة 5 أفدنة في أول سنة في أحد الأراضي التابعة لجهاز تحسين التربة في ارض اسمها «نفيشة»اه. منطقة نفيشة في مدخل مدينة الإسماعيلية وبعد مشروع إستصلاح الأراضي في الصالحية الجديدة، موضحا إنه تم دعوة المزارعين لمشاهدة انتاج الفراولة من الأصناف الجديدة حيث تم التعاقد علي زراعة 500 فدان في العام التالي حيث تم إشتراط التعاقد معهم علي شراء محصول الفراولة بسعر يتراوح ما بين 60 – 70 قرشا للكيلو الواحد قرر الرئيس السادات رفعها إلي واحد جنيه للكيلو الواحد حيث وافقت علي الشروط التي وضعها الرئيس الراحل للتعاقد علي المحصول لخدمة مزارعي الفراولة من الأصناف الجديدة.

وأوضح رائد الزراعة المصرية الحديثة إنه فوجئ بعدم توريد كيلو واحد من محصول الفراولة التي تم التعاقد عليها من مساحة 500 فدان، مشيرا إلي أن أسباب عدم التوريد هو قيام تجار الفاكهة في سوق روض الفرج بشراء إجمالي المحصول بسعر 1.5 جنيها وهو ما أسعدني لحصول مزارعي الفراولة علي سعر أعلي من السعر الذي فرضه الرئيس السادات للشراء منهم.

وأعرب «الشيتي»، عن سعادته لدوره في رفع أسعار إستلام الفراولة من المزارعين تحقيقا لمصلحتهم خاصة وان فدان الفراولة من الأأصناف التقليدية القديمة كان يحقق 500 كجم بينما الأصناف الجديدة حققت طفرة في الإنتاجية تجاوزت إنتاجية الفدان 10 طن وهو ما كان يشكل فرقا كبيرا وشاسعا بين إنتاجية الفراولة من الأصناف البلدي مقارنة بالأصناف المستوردة من الخارج مما إنعكس علي الإستفادة من هذه الإنتاجية في عمليات التصنيع الغذائي لمربي الفراولة.

وأضاف رائد الزراعة المصرية الحديثة ان هذه الأصناف تميزت بأن ثمارها كانت أكثر تحملا لظروف التخزين والتصنيع مما دفع شركات إنتاج المربي للإستفادة منها في إنتاج مربي الفراولة حتي أضحت هناك سلسلة كبيرة لإنتاج وتصنيع الفراولة وتم تشكيل لجنة عليا لإنتاج الفراولة في ذلك الوقت برئاسة المهندس علي ابو جازية وكانت تعقد في إتحاد المصدرين الذي ساهم في إستيراد تقاوي الفراولة من الخارج.

وأوضح «الشيتي»،إن إتحاد المصدرين والهيئة الزراعية المصرية بدأوا في التعاقد علي زراعة المزيد من مساحات زراعة الفراولة حيث إرتفعت المساحات من 500 فدانا إلي 1200 فدان ثم 3 الآف فدان، وبدأت مصر تتوسع في زراعة الفراولة. وبدأت تزد هز زراعتها لأغراض الإستهلاك المحلي والتصدير إلي الخارج وتغيرت نكهة الفراولة المستوردة من الطعم قليل السكر إلي الطعم والرائحة الميزة للأصناف التقليدية القديمة مع فارق كبير في إنتاجية الفدان من الفراولة حيث إنعكست الارض المصرية علي مواصفات الفراولة وساهمت الفراولة الجديدة في تحسين الجودة.

وأشار رائد الزراعة المصرية الحديثة إلي إقبال الأوروبين علي إستيراد الفراولة الجديدة حيث كان العملاء ينتظرون رسالة تصدير الفراولة من شركات «شوري» عندما تصل المطار في انجلترا او توصل المطار في في المانيا موضحا ان لسان حالهم بأن «الفراولة المصرية وصلت»، وتباع بأعلي سعر من نظيرتها من الفراولة الإسرائيلي التي كانت تسيطر علي السوق الأوروبية واضحت شركات كثيرة تقوم بتصدير الفراولة إلي الخارج فتوقفت لأفسح الطريق لآخرين للتصدير بعد أن أصبح الكل يزرع فراولة.

اجري توداي على اخبار جوجل

 

زر الذهاب إلى الأعلى