الأخبارالانتاجمصر

خبير يوضح أخطر ظاهرة تهدد إنتاجية القمح خلال ديسمبر ويناير

>> منشاوي: الإلتزام بالتوصيات الفنية للمحصول تحميه من مخاطر تأثير البرودة وسوء الصرف

كشف الدكتور عبدالسلام منشاوي أستاذ القمح في مركز البحوث الزراعية عن أن هناك ظاهرة وعرض خطير جدا نشاهده ومنتشر بشكل كبير في زراعات القمح، مع برود الطقس، موضحا إن هذه الأعراض تبدأ في الظهور خلال الأيام القليلة المقبلة وتستمر حتى خلال شهر يناير المقبل.

وقال أستاذ القمح في تصريحات لـ«أجري توداي»،إن هذه الأعراض تظهر على نباتات القمح في النصف الأخير من شهر ديسمبر وخلال شهر يناير.  وحيث يظهر العرض على نباتات القمح بتحول لون الأوراق السفلى إلي الأصفر اللامع ثم موتها ولون الأوراق العليا إلى الأصفر الشاحب ويتوقف تكوين الأوراق والتفريع ويصبح النبات متقزم وضعيف جدا.

وأضاف «منشاوي»، إن هذه الأعراض نتيجة نقص النتروجين بسبب التغريق في الري. وعند أخذ مليء اليد من التربة وشمها أو خلع نبات وشمه نجد رائحة كريهة كأن بها أشياء ميتة، وينتشر العرض خصوصاً في المناطق سيئة الصرف مع زيادة مياه الري، مشيرا إلي خطأ بعض الأشخاص بإدعاء إن هذه الأعراض هي لمرض الصدأ الأصفر أو ندوة القمح، أو أن الصنف حساس للظروف الجوية أو نقص عناصر.

وأوضح أستاذ القمح، إن الحقيقة أن السبب الأساسي وراء هذه المشكلة هو الممارسات الخاطئة حيث يجب أن نؤدى العملية الزراعية بشكل صحيح، ومن السهل تجنب الأخطاء، ولكن إذا وقع الخطأ فسيصعب عليك علاجه ويكلف الكثير، مشددا علي أهمية تنفيذ العمليات الزراعية على الوجه الصحيح، في الوقت المناسب وبالكمية المناسبة وبالكيفية المناسبة حتي نتجنب المشاكل الناتجة عن الأخطاء التي يصعب علاجها فيما بعد بالرغم من صرف مبالغ طائلة من المال دون جدوى.

وأشار «منشاوي»، إلي إن هذه الأعراض ناتجة عن مشاكل التغريق بالدرجة الأولى في ظروف الجو البارد مع نقص السماد الأزوتي (النيتروجيني). والمقصود بالتغريق هو زيادة كمية مياه الري أو الأمطار مع عدم صرف الماء الزائد والتخلص منه في أسرع وقت. ويضاعف من المشكلة سوء أو انعدام شبكة الصرف أو تكاسل المزارع عن صرف الأرض لعدم الدراية بمدى خطورة الأمر ثم تتحول التربة إلى أرض غدقة.

وأوضح أستاذ القمح أن هذا العرض الناتج يحدث عن التغريق للنبات،وأنه إذا ظلت الأرض مشبعة بالمياه لفترة طويلة عن اللازم ينتج عنه استنفاذ الأكسجين الموجود بالتربة وتتحول التربة إلى بيئة غير هوائية وبالتالي يتوقف الجذر عن النمو وامتصاص العناصر الغذائية وتنغلق الثغور مما يؤدى إلى عدم قيام النبات بعملية التمثيل الضوئي.

وأشار «منشاوي»، إلي إنه يتم تحويل الآزوت من الصورة الميسرة إلى الصورة غير الميسرة ولا يستفيد منه النبات وهذا هو مكمن الخطر الحقيقي. فيصبح النبات غير قادر على امتصاص النتروجين اللازم من التربة فتقوم النباتات باستخلاص النيتروجين من الأوراق القديمة نتيجة لنقص النيتروجين وتصفر الأوراق ولا يقوم النبات بالتفريع وتصير النباتات ضعيفة جداً.

ولفت أستاذ القمح إلي إنه من الملاحظات الخاصة بالتربة نجد أنها تظل فترات طويلة رطبة ومغطاة ببقع خضراء من الفطريات أو الطحالب. ويؤثر ذلك على عملية الأكسدة والاختزال موضحا إنه فى حالة أخذ مليء اليد من التربة وشمها نجد أن رائحتها كريهة كأن بها أشياء ميتة ولكن الحقيقة هي كبرتيد الهيدروجين نتيجة لعملية الاختزال الناتجة عن تحول التربة إلى بيئة غير هوائية.

ونبه «منشاوي»، إلي إنه يزيد الضرر الناتج من التغريق خصوصا إذا حدث في مرحلة الإعداد وبناء السعة التخزينية للنبات وتكون في حدود 40-50 يوم تقريبا من الزراعة (قد تزيد أو تقل قليلا عن ذلك حسب الصنف المنزرع أو ميعاد الزراعة والظروف الجوية).

ولفت أستاذ القمح في مركز البحوث الزراعية، إلي ان الأفضل في مثالة هذه الحالة هو منع الخطأ من البداية وتنفيذ العمليات الزراعية وخصوصا الري والتسميد بشكل صحيح في هذه المرحلة الحرجة من عمر النبات،  بدلا من التوصية بالرش بأسماء مواد  كثيرة، مشددا علي إنه يجب العناية، وضرورة إضافة السماد قبل الري مباشرة وبالمقررات السمادية حسب التوصيات وفي الميعاد الموصي به ثم الري على الحامي قدر الامكان وصرف أي مياه زائدة مباشرة بعد تمام الري دون الخوف من فقد السماد بالغسيل مع الصرف.

وأضاف «منشاوي»، إلي إنه في حالة تنفيذ العمليات بهذا الشكل لن تظهر أي أعراض أو مشاكل من السابق ذكرها ، وإنه من المهم جداً أن  نعلم بأن ري أرض القمح حتى لو فيها نسبة رطوبة لا يضر المحصول في حالة ضبط عملية الري، ولا يحدث الضرر إلا في حالة تشبع الأرض بالمياه ووقوف المياه بها لفترات وعدم الصرف بعد الري وإنه مع جفاف الأرض وخفض نسبة الرطوبة سوف يتعافى النبات نسبيا ويتحسن حتى مع عدم رش أي مواد أو إضافات أخرى ولكن مع وقوع الضرر في كل الحالات.

وأوضح أستاذ القمح في مركز البحوث الزراعية إنه من الممكن إعطاء بعض السماد الآزوتى قبل المطر في حالة التأكد من نزول المطر وسوف يساعد على سرعة التعافي والتقليل نسبيا من الضرر. ولكن علينا أن نعلم أن هذه ليست الطريقة الصحيحة لإضافة السماد ولكننا نعالج مشكلة، وفي حالة علاج المشكلة نختار أخف الضررين.

ولفت «منشاوي»، إلي إن الحل الأمثل والأفضل هو تجنب المشكلة من الأصل بتنفيذ العمليات الزراعية بشكل صحيح لكي لا نعرض محصولنا لمثل هذه المشاكل وغيرها والتي يصعب علاجها  وتضيف أعباء كثيرة وتؤثر تأثير سلبي بدرجة كبيرة على الإنتاجية النهائية لمحصول الحبوب.

اجري توداي على اخبار جوجل

 

زر الذهاب إلى الأعلى