الأخباربحوث ومنظماتمصر

«إيفاد» تستعرض تجربة مشروع «سيل» في التخفيف من مخاطر المناخ علي شمال الدلتا

>> تقرير: المشروع ساهم في الإستفادة من المخلفات الزراعية والحيوانية في إنتاج الأسمدة والغاز لخدمة صغار المزارعين

كشف تقرير رسمي أصدره الصندوق الدولي للتنمية الزراعية «إيفاد»، بعنوان «ارتفاع مستوى سطح البحر يهدد سهول مصر الخصبة في دلتا النيل»، واهمية مشروع الإستثمارات الزراعية المستدامة في التخفيف من مخاطر المناخ موضحا ان الأراضي الواقعة على جانبي نهر النيل في منطقة مطوبس في محافظة كفر الشيخ كانت خصبة دائما بحيث أن قدماء المصريين كانوا من أول المجموعات السكانية التي مارست الزراعة على نطاق واسع، ولكن مع ارتفاع درجات الحرارة يرتفع مستوى سطح البحار أيضا، مما يجعل هذه المنطقة المنخفضة واحدة من أكثر ثلاث مناطق ساخنة معرضة لآثار تغير المناخ.

وأوضح التقرير إنه بالإضافة إلى موجات الحر، على السكان في شمال الدلتا أن يواجهوا ازدياد ملوحة التربة مع تسلل مياه البحر إلى الأراضي الزراعية، وارتفاع نسبة الملوحة يعني أن المحاصيل التي كان يعتمد عليها في يوم من الأيام أخذت تفشل الآن وتسقط ضحية للأراضي المالحة،وقد أخذ المزارعون يتحولون إلى محاصيل أكثر تحملا بدلا منها، مشيرا إلي ان مشروع الإستثمارات الزراعية المستدامة «سيل»، ساهم  في توفير أنظمة حديثة لحرث الأراضي التي تغذيها قنوات الري، بينما أخذت المجتمعات المحلية في الظهور مع انتقال الناس من المناطق المزدحمة بالسكان إلى هذه الأراضي الجديدة الغنية بفرص العمل، بعد أن  كانت قبل أقل من عشر سنوات، هذه الأراضي مجدبة، وغير مأهولة، وبعيدة عن المياه النظيفة.

وأشار التقرير إلي إنه ليس السكان المحليون  في شمال الدلتا بمنطقة «مطوبس» بمحافظة كفر الشيخ وحدهم من يعاني من هذه التبعات. فدلتا النيل هي السلة الغذائية لمصر، وتمثل أكثر من ثلث الأراضي الزراعية للدولة وتساهم بخمس الناتج المحلي الإجمالي الوطني، موضحا إنه بفضل مشروع الاستثمارات وسبل كسب العيش الزراعية المستدامة، يجري الجمع بين البنية التحتية، والتدريب، والخدمات ليس من أجل حماية الأراضي وحسب، بل وأيضا من أجل تحسين جودة الأراضي التي كانت مجدبة في السابق.

ومن جانبها قالت سفير الصندوق للنوايا الحسنة صابرينا دوري إن مشروع «سيل»أثر المشروع على حياة السكان المتأثرين بالتغيرات المناخية علي مناطق المشروع حيث تمكن المستفيدين لأول مرة من تحويل المخلفات الحيوانية إلي إنتاج الغاز وهو ما يطلق عليه «بيوت تستمد طاقتها من اليوريا الحيوانية»،الذي غير حياتها للأفضل. وهذا النظام المبتكر والبسيط يحول اليوريا الحيوانية إلى غاز للطهي.

وأضافت سفير النوايا الحسنة في صندوق «إيفاد»، إنه بفضل الغاز الحيوي، لم تعد الاسر في مناطق المشروع بحاجة لشراء أسطوانات الغاز موفرة بذلك حوالي 8 دولارات أمريكية في الشهر حسب الأسعار الحالية، ولكن ليس هذا كل شيء. فهي تستخدم المنتج الثانوي من نظام الغاز الحيوي كسماد يغذي نبات البرسيم وأشجار الموالح لدي هذه الأسر، مشيدة بالتغييرات الهائلة التي يمكن لتكنولوجيا بسيطة نسبيا  ولكن مستدامة أن تحدثها في حياة الناس في مناطق المشروع.

ومن جانبه قال الدكتور هاني درويش منسق مشروع الاستثمارات وسبل كسب العيش الزراعية المستدامة ان المشروع يعتبر نظام إيكولوجي كامل تحت سقف واحد حيث يمكن مشاهدة مشروع الاستزراع النباتي والسمكي كي يُصدق نتائج المشروع علي أرض الواقع موضحا ان هذا النظام البسيط يكّون علاقة مفيدة متبادلة يجري بموجبها تدوير المياه من حوض للأسماك إلى مشتل للنباتات قبل إعادتها إلى حوض الأسماك وهو أحد أدوات مواجهة مخاطر تغير المناخ.

وأضاف «درويش»، إن النباتات تنمو بسرعة بفضل الحصول على المغذيات التي توفرها الأسماك على مدار الساعة، والمزارعون في مناطق المشروع متفائلون حيث أن هذه الطريقة الزراعية الغنية بالمغذيات، والمراعية للبيئة، وسهلة التشغيل تعني أن لديهم مصدر دخل ثابت بالإضافة إلى إطعام أنفسهم.

وأوضح منسق مشروع الاستثمارات وسبل كسب العيش الزراعية المستدامة «سيل»،يهدف الي التخفيف من الآثار السلبية لتغير المناخ إن  الأكثر من ذلك هو أن نظم الاستزراع النباتي والسمكي يمكن إنشاؤها في الحدائق أو حتى على أسطح البيوت بحيث تستغل الأراضي المتاحة على أحسن وجه، مشيرا إلي إنه مع تسارع وتيرة موجات الجفاف والحر، يوفر الاستزراع النباتي والسمكي، الذي يستخدم ما يصل إلى نسبة 90 في المائة أقل من المياه من النظم الزراعية التقليدية، للمزارعين وهو ما يجعلهم مستقبلا أكثر قدرة على الصمود.

ومن جانبها قالت دينا صالح المديرة الإقليمية في الصندوق الدولي للتنمية الزراعية «إيفاد»، ان مشروع الإستثمارات الزراعية المستدامة يعد مثل «شق الطريق نحو مستقبل أفضل»، خاصة ان  إقليم شرق أفريقيا  يشهد موجة جفاف غير مسبوقة. ولطالما اعتمدت الزراعة في مصر على الري مستفيدة من مياه النيل الوفيرة عادة.

وأضافت المديرة الإقليمية في الصندوق الدولي للتنمية الزراعية «إيفاد»،:« لكن المزارعين الذين قابلتهم في الحقول أخبروني كيف أن نقص المياه يعني عدم تمكنهم من الزراعة. وأخبروني كيف أن الأسمدة والمدخلات الأخرى أصبحت أكثر تكلفة الآن، وكيف أن التربة التي كانت خصبة في يوم من الأيام  تضر بمحاصيلهم بدلا من أن تغذيها»،  وأن هؤلاء المزارعون هم ضحايا الأزمات المتفاقمة التي نسمع الكثير عنها هذه الأيام مثل تغير المناخ، والنزاعات الدولية، وأزمة الغذاء العالمية. ولكن ما زال هناك أمل.

وأوضحت «صالح»، إنه تجري إلى جانبنا قناة مليئة بالمياه النظيفة بفضل استثمارات الصندوق والشركاء الحكوميين. وبإدارة المياه من خلال الري والممارسات الزراعية، يستخدم هؤلاء المزارعون المياه بكفاءة ويكسبون قوت عيشهم على الرغم من أزمة المناخ، مشيرة إلي إنه بعد أن شاهدت الأثر على الأرض، يمكنني أن أقول بأنه ليست هناك مؤسسة أكثر ملاءمة للتعامل مع أنواع المشاكل التي يعاني منها المزارعون هذه الأيام من الصندوق

وأشارت المديرة الإقليمية في الصندوق الدولي للتنمية الزراعية «إيفاد»،  إن دلتا النيل هي أرض التحول للإستفادة من تجارب «إيفاد» في التنمية المستدامة بالتعاون مع مشروع الاستثمارات وسبل كسب العيش الزراعية المستدامة الذي تنفذه وزارة الزراعة يلعب دورا في التخفيف من مخاطر تغير المناخ، متجاوزا الحلول الزراعية ليقدم للمجتمعات المحلية الريفية الدعم الملائم لاحتياجاتها، ومواردها، ومهاراتها.

اجري توداي على اخبار جوجل

 

زر الذهاب إلى الأعلى