الأخبارالانتاجحوارات و مقالاتمصرنحل وعسل

د حاتم شرف يكتب:تقييم العلاقة بين النحل وإنتاجية «عباد الشمس»

أستاذ مساعد تربية النحل – كلية الزراعة – جامعة القاهرة

خبير تربية النحل – اتحاد النحالين العرب

تسببت زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسي رئيس الجمهورية لمشروع شرق العوينات، وإستعراض خطة الدولة في التوسع في زراعة المحاصيل الزيتية ومنها محصول عباد الشمس في آثارة الإهتمام بأحد أهم الملفات وهو العلاقة الإقتصادية بين تربية النحل في مناطق زراعة محصول عباد الشمس والإنتاجية المتوقعة، ودور البحث العلمي في تحقيق أهداف الدولة المصرية في التنمية الزراعية في أراضي مشروع شرق العوينات.

وفي البداية فإن محصول عباد الشمس Helianthus annuus من المحاصيل الهامة في انتاج الزيوت في العالم حيث تصل نسبة الزيت بالبذور الي 40-45% ويوجد منه نوعان الأول: يستخدم على نطاق تجاري واسع في انتاج الزيت ويعتبر من أجود وأنقى الزيوت النباتية أما النوع الاخر فهو ينتج حبوب أو بذور فقط ولا يتم استخلاص الزيت منه ولكن يستخدم في تغذية الطيور ويدخل في صناعات أخرى، وهو ما يلقي بملف تربية النحل كأحد ادوات النهوض بالمحصول وهو ما سوف نلقي الضوء عليه لاحقا.

يحمل الشمراخ الزهري في نبات عياد الشمس هامة (رأس) كبيرة تُسمى بالهامة الأولية أو الرأسية ويمكن أن يحمل النبات واحدة أو أكثر من الرؤوس الثانوية إلا أن الأصناف التجارية تحمل غالبا هامة واحدة فقط وكل رأس زهري يحمل مجموعة من الزهيرات الصغيرة يتراوح عددها ما بين 1000 الى 4  الاف زهرة حسب الصنف والقطر الزهري .

وتستغرق فترة تفتح الراس الزهري ما بين 5-10 أيام في حين تتفتح الزهيرة الواحدة خلال يومين والرأس الزهرية النموذجية بها مجموعتين من الأزهار الأولى أزهار شعاعية أو شريطية وهي عقيمة تحمل 3 بتلات طويلة شريطية ذات لون أصفر براقة اما الثانية أزهار قرصية وتشغل بقية المنطقة الوسطى على الهامة الزهرية وهي تكون أزهار خنثى تحمل الكرابل والأسدية

 ما الذي يمنع التلقيح الذاتي لمحصول عباد الشمس؟

توجد عدة أسباب تعوق التلقيح الذاتي مثل تواجد حالات من العقم الذكري الجيني بين عديد من الأصناف، كما أن الازهار يوجد بها ظاهرة عدم التوافق الذاتي، بالإضافة لاختلاف مواعيد نضج الأسدية والكرابل حيث تظهر حبوب اللقاح أولا وتنتثر من المتك في اليوم الأول من تفتح الزهرة وفي اليوم الثاني تنضج الكرابل ويخرج منها الأقلام التي تستقبل حبوب اللقاح ولكنها تكون في مستوى أعلى من حبوب اللقاح وبالتالي تتلقح الزهرة من زهرة أخرى أصغر عمرا منها وبعد تلقيح الزهرة تبدأ في الاخصاب والجفاف السريع

وبالتالي تظهر أهمية التلقيح الحشري لمحصول «عباد الشمس» لهذه الأسباب وهي:

  • البذور الناتجة من التلقيح الذاتي تكون ضامرة ذات وزن صغير مقارنة بالبذور الناتجة من التلقيح الخلطي بمعدل يصل لـ 3 أضعاف في حالة التلقيح الخلطي.
  • كما يزداد كذلك لب البذور الناتجة من التلقيح الخلطي ليصل 12 ضعف البذور الناتجة من التلقيح الذاتي.
  • زيادة كمية الزيت المستخرج من البذور بنسبة تصل لـ 25-33% في حالة التلقيح الخلطي.
  • التلقيح بالنحل يؤدي لزيادة حيوية وإنبات البذور الناتجة من التلقيح الخلطي، وجدير بالذكر أن التلقيح الحشري للأزهار يؤدي لجفافها وبالتالي حمايتها من بعض الآفات التي تزور الأزهار بغرض التغذية على البويضات قبل العقد

تأثير الكثافة النحلية المناسبة لمحصول عباد الشمس لإعطاء أقصى انتاج؟؟

إنتاجية البذور ومحتواها من الزيوت وانتاجية المحصول يعتمد على كثافة الحشرات الملقحة بها وتوافرها أثناء فترة التزهير حيث أن زهرة عباد الشمس تحتاج من 8-10 زيارات نحلية لكي يتم الوصول لأعلى انتاج ممكن ولكي يتم توفير هذا العدد الكبير من الزيارات لجميع أزهار محصول عباد الشمس فإننا نحتاج ما يقرب 4-8 طوائف نحل متوسطة القوة يتم توزيعها بحيث يكون بين كل طائفة والخرى 300-400 م حول الحقل حتى يتم تغطية المساحة بالكامل .

ففي بحث نشر عام 2021  تحت عنوان Standardization of managed honey bee (Apis mellifera) hives for pollination of Sunflower (Helianthus annuus) crop  ,  https://doi.org/10.1016/j.jksus.2021.101608

وجد ان بزيادة عدد الطوائف حتى 3 طوائف للفدان تزداد كمية الإنتاج لأكثر من أربعة أضعاف عند وجود طائفة واحدة فقط وفي دراسة أخرى صادرة عام 2023 بعنوان Sunflower-Associated Reductions in Varroa Mite Infestation of Honey Bee Colonies https://doi.org/10.1093/jee/toac196

تم دراسة تأثير زراعة نبات عباد الشمس وامداد نحل العسل بمكملات غذائية تحتوي على حبوب لقاحه على مقاومة نحل العسل للطفيليات.

ووجد أن زيادة توافر حبوب لقاح عباد الشمس ترتبط بانخفاض الإصابة بطفيل الفاروا، حيث ارتبط تضاعف المساحة المنزرعة من محصول عباد الشمس مع انخفاض بنسبة 28 ٪ في الإصابة بطفيل الفاروا.

كما انه عند امداد الطوائف بالمكملات الغذائية التي تحتوي على حبوب لقاح عباد الشمس قللت من الإصابة بالفاروا بمقدار 2.75 ضعفًا. وبالتالي قد تساعد زراعة عباد الشمس في مواجهة الخسائر السنوية لنحل العسل في جميع أنحاء العالم التي يكون سببها الأساسي هو طفيل الفاروا

ومن هنا تبرز اهمية العلاقة بين نحل العسل ومحصول عباد الشمس فهي علاقة وثيقة للغاية

يقوم النحل بتلقيح النبات ويقوم النبات بزيادة قدرة النحل على مقاومة الطفيليات

 

 

اجري توداي على اخبار جوجل

 

زر الذهاب إلى الأعلى