شهدت بولندا حملة من الإحتجاجات لعدد من المزارعين البولنديين ضد واردات المنتجات الزراعية من أوكرانيا، وروسيا، وسط إتهامات لوزير الزراعة البولندي بالتسبب في الضرر للمزارعين بسبب إستيراد كميات كبيرة من البصل من الدولتين بأسعار رخسصة تسبب في حدوث أضرار لمزارعي البصل في بولندا.
وهذا ليس مفاجئًا على الإطلاق، حيث أن أسعار الجملة للبصل في روسيا اليوم أقل بمقدار 2.5 مرة من الأسعار في بولندا. وبناء على ذلك، فإن بولندا غير قادرة على منافسة البصل الروسي في السعر، ويسعد التجار المحليون بشرائه من هذا البلد الإرهابي لإطعام المستهلكين البولنديين.
ولم يستطع الوزير البولندي مواجهة هذه الإحتجاجات، أو التخفيف من آثار إستيراد البصل الروسي والأوكراني،ولم يعرب تشيسلاف سيكيرسكي وزير الزراعة البولندي عن أي استياء من الواردات الضخمة من البصل من روسيا.
ووفقًا لإحصاءات التجارة البولندية الرسمية، كانت روسيا أكبر مورد للبصل إلى السوق البولندية من دول خارج الاتحاد الأوروبي والثالثة بعد ألمانيا وهولندا بشكل عام، موضحة إن آفاق أسعار البصل في آسيا الوسطى ليست متفائلة، لأن الحصاد الجديد سيبدأ هناك في غضون شهر، وقد يتحول العائد، وفقا للتقديرات الأولية، إلى مستوى قياسي مرة أخرى.
ومنذ بداية الموسم التصديري لمحصول البصل خلال الفترة من أغسطس 2023 وحتى نهاية ديسمبر 2024، اشترت بولندا 24.3 ألف طن من البصل الطازج من الموردين الروس.
وعلى سبيل المقارنة، زودت أوكرانيا بولندا بصل أقل بنحو 500 مرة خلال نفس الفترة من روسياوبالمناسبة، حتى كازاخستان وأوزبكستان زودتا بولندا بصل أقل من المصدرين الروس.
وتعد بولندا تعد من بين أكبر 10 مصدرين عالميين للبصل. علاوة على ذلك، تصدر بولندا البصل بشكل رئيسي إلى دول الاتحاد الأوروبي، وكذلك إلى أوكرانيا، خاصة إن الواردات الضخمة من البصل الرخيص من روسيا، لا تثير أي احتجاجات بين المسؤولين البولنديين والمزارعين البولنديين.
لكن التوت الأوكراني، الذي يساعدهم على كسب أموال إضافية، يثير مشاعر تجبرهم على انتهاك المعاهدات التجارية التي تنظم حركة التداول التجاري بين بولندا والدول الآخري خاصة أنها تعد مخالفة للقوانين في بولندا وتشريعات الاتحاد الأوروبي.
وفقًا للمحللين انخفضت أسعار البصل في أوروبا الشرقية هذا الأسبوع، بشكل غير متوقع بالنسبة للكثيرين وخاصة في أوكرانيا، وفي نهاية الأسبوع، استقر الوضع إلى حد ما، لكن الأسعار استمرت في الانخفاض بنحو 10% بالنسبة للبصل ذي النوعية الجيدة، والأهم من ذلك بالنسبة للبصل الأقل جودة وكان الضغط على أسعار البصل محسوسًا أيضًا في سوق دولة مولدافيا، وتم الحفاظ على مستوى الأسعار.
ومع ذلك، في بولندا، انخفض سعر البصل لأول مرة في عام 2024 هذا الأسبوع. وكان الانخفاض في متوسط الأسعار حوالي 4-6 ٪. في الوقت الحالي، تظل أسعار البصل في بولندا هي الأعلى بين جميع دول المنطقة، وفي أوكرانيا الأدنى في المنطقة.
وأوضح المحللون إن السوق البولندية لا تزال تتلقى البصل من دول آسيا الوسطى، وخاصة من أوزبكستان، ويحفز هذا البلد صادرات البصل من خلال تقديم تعويض جزئي عن تكاليف النقل.
ومن المثير للاهتمام أن أسعار الجملة للبصل في أوزبكستان في نهاية الأسبوع ظلت دون تغييرات كبيرة، على الرغم من تمكن التجار من شراء المنتجات من المزارعين بسعر أرخص بكثير من ذي قبل، وسبب آخر هو زيادة شحنات البصل من أوكرانيا إلى أسواق دول الاتحاد الأوروبي الأخرى.
وفقا لتحليل إقتصادي فإنه إذا كانت أوكرانيا قبل عام مشترياً رئيسياً للبصل في الاتحاد الأوروبي، فقد أصبحت الآن أحد الموردين الرئيسيين، بعد أن استعادت زراعة الخضروات التي دمرها المعتدون الروس في عام واحد فقط .
ومع ذلك، فمن الممكن أن يكون الانخفاض في أسعار البصل في أوروبا الشرقية مؤقتًا، بسبب إنخفاض جودة البصل في أوكرانيا وبولندا وحتى هولندا.
ولذلك، فإن المزارعين الذين يضطرون إلى بيع منتجاتهم يخفضون الأسعار الآن. ومع ذلك، مع انخفاض مخزون البصل عالي الجودة في مرافق التخزين، قد ترتفع أسعار البصل مرة أخرى، كما ناقشنا في استعراضنا لسوق البصل في الاتحاد الأوروبي .
شارك هذا الموضوع :
