الأخبار

د ولاء الشاعر تكتب: ماهو تأثير المناخ علي الأسماك والأحياء المائية؟

باحث أمراض الأسماك – معمد بحوث الصحة الحيوان – معمل الإسماعيلية –  مركز البحوث الزراعية

فى السنوات الاخيرة سجل ارتفاع ملحوظ فى درجات الحرارة صاحبها تغير جذرى فى أحوال الطقس و المناخ مما انعكس و بطريقة مباشرة على الكائنات الحية وخاصة الاحياء المائية ومنها الأسماك لأنها من ذوات الدم  البارد اى ان درجة حرارتها الداخلية تتغير بتغير درجة حرارة البيئة المحيطة.

على الرغم من محاولة المحيط لحماية البشر والحياة البرية على الأرض من الشعور بأسوأ آثار تغير المناخ، إلا أن ذلك كان له تكلفة على الحياة تحت الماء والمجتمعات البشرية والحياة البرية التي تعتمد على صيد الأسماك.

فقد شهدنا بالفعل التأثيرات المباشرة لتغير المناخ من الأسماك التي تبحث عن ملجأ بسبب ارتفاع درجة حرارة المياه ,  و أيضا محاولة بعض أسماك المياه الباردة لتغيير نطاقاتها مع ارتفاع حرارة المياه مما تسبب في تعطيل مصايد الأسماك والبيئة الساحلية القائمة، بجانب الصيد المفرط والتأثيرات الأخرى التي يحدثها الإنسان.

وقد تتعرض مصايد أسماك المياه الداخلية  ومعظمها في بلدان أفريقية وآسيوية نامية لخطر كبير بشكل خاص، يهدد إمدادات الأغذية وسبل المعيشة لعدد من أفقر سكان العالم.

وهناك أيضا عواقب بالنسبة لتربية الأحياء المائية، التي تعد مهمة بشكل خاص لسكان آسيا. وستحدث أسرع التغيرات بالنسبة لتجمعات الأسماك في أسماك ُ السطح البحرية التي يتوقع أن تنتقل إلى المياه الأعمق لمقاومة ارتفاع درجات حرارة السطح. وفضلا عن هذا، سيتأثر توقيت هجرة الكثير من الأنواع. كما أن احترار المحيطات سيغير موسم تزاوج الأنواع المفترسة بسبب اختلاف الاستجابات بين عناصر العوالق النباتية (فالبعض يستجيب للتغير في درجة الحرارة والبعض الآخر يستجيب لكثافة الضوء.

 هذا التغير في المناخ الحادث ياخذ أشكال عدة:

منها امتصاص المحيط حرارة الغلاف الجوي والغازات الدفيئة مثل ثاني أكسيد الكربون. على مدى السنوات العشر الماضية، امتصت محيطاتنا 90% من الانحباس الحراري الإضافي الناجم عن ظاهرة الاحتباس الحراري وربع انبعاثات ثاني أكسيد الكربون الناجمة عن النشاط البشري.

أيضا ارتفاع درجة حرارة المياة و بالتالى زيادة الحموضة و نقص نسبة الاكسجين الذائب فى الماء مما أدى الى قلة الانتاج السمكى بسبب تغير المعدلات الحيوية للاسماك .

تغير أنظمة المحيطات بسبب انخفاض قدرتهاعلى احتجاز وتخزين الكربون مما أدى الى ارتفاع مستوى سطح البحر و الذى ظهر أثره على استدامة مصايد الأسماك و بالتالى فان مجتمعات الصيد الساحلية تأثرت بشكل كبير بتغير المناخ وتربية الأحياء المائية، وعلى سبل عيش المجتمعات التي تعتمد على مصايد الأسماك.

بينما يؤثر تغير أنماط هطول الأمطار واستخدام المياه على مصايد المياه العذبة الداخلية وتربية الأحياء المائية.

مع ارتفاع درجات الحرارة، سيزداد اتجاه تجمعات الأسماك البحرية نحو المناطق القطبية بأعداد كبيرة, بينما ستنخفض التجمعات في الأجزاء القريبة من خط الاستواء بأعداد كبيرة, مما يؤثر على نطاق أنواع المياه الدافئة ويقلص أنواع المياه الأكثر برودة

إن زيادة مخاطر الفيضانات والأمراض والطفيليات وتكاثر الطحالب الضارة هي آثار تغير المناخ على تربية الأحياء المائية والتي يمكن أن تؤدي إلى خسائر في الإنتاج والبنية التحتية و ذلك لان زيادة نمو الطحالب يؤثر على حياة و نمو الاسماك لانه ينافسها على استهلاك الاكسجين الذائب كما أن انتشارها على سطح الماء يعيق وصول الضوء الى العمق المطلوب و حجب اشعة الشمس و اختناق الاسماك.

يتسبب فرط الحموضة في مياه المحيطات الناجم عن الاحتباس الحراري إلى فقدان الأسماك إلى غريزة البقاء على قيد الحياة، بل والانجذاب نحو الأسماك الكبيرة المفترسة التي من الممكن أن تفترسها.

عندما يمتص المحيط المزيد من ثاني أكسيد الكربون من الغلاف الجوي، تحدث سلسلة من التفاعلات الكيميائية التي تتسبب في انخفاض مستوى الرقم الهيدروجيني، مما يعني أنه يصبح أكثر حمضية.

وهذا يقلل من كمية أيونات الكربونات المتاحة، والتي تستخدم للمساعدة في بناء الأصداف أو الهياكل العظمية للمحار، والشعاب المرجانية، وسرطان البحر، وجناحيات الأرجل، وأكثر من ذلك.

هذه الحيوانات الموجودة تحت الماء هي اللبنات الأساسية للحياة في محيطاتنا، وإذا انخفض عدد سكانها فإن ذلك سيؤدي إلى تعطيل الشبكة الغذائية البحرية بأكملها.

على الرغم من أن الأسماك لا تحتوي على أصداف، إلا أن الزيادة الطفيفة في الحموضة يمكن أن تسبب فى النمو الغير الطبيعي وضعف الكيمياء الداخلية. يمكن أيضًا أن تتأثر الأسماك التي تعيش في الأنهار والجداول والبحيرات وبيئات المياه العذبة الأخرى بعدم التوازن في مستويات الرقم الهيدروجيني الناتج عن هطول الأمطار الحمضية.

خطوات فى طريق التأقلم مع التغيرات المناخية بأقل الأضرار:

كلما زاد بعد الاحياء المائية عن اليابس و زاد عمق الماء كلما قل تدخل العامل البشرى و ظهرت بوضوح ظاهرة الانتخاب (البقاء للأقوى), أى أن الأكثر مقاومة و تكيفا مع التغيرات هو الأقدر على الاستمرار, و الأفراد الضعيفة أو المريضة تنهار.

اما في مصايد الأسماك الطبيعية في العالم، والتي تقع بالفعل تحت ضغط فتحتاج الدول الى العمل لضمان توفير سبل معيشة و غذاء و موارد تمكن السكان الذين يعتمدون على الاسماك فى غذائهم و سبل معيشتهم من التكيف مع المياه المتغيرة.

التحكم في تأثير المناخ علي إنتاج المزارع السمكية

يزيد التحكم من خلال:

1 – تحسين جودة المياه في المزارع السمكية. باستخدام البدالات و محسنات المياه كالبروبيوتك المستهلكة للأمونيا.

2- تطوير سلالات أسماك بحيث تستطيع التكيف مع التغيرات المناخية .

3- التركيز على الأعلاف المحتوية على بروتين أقل في الحرارة المرتفعة .

4- تطوير تقنيات الاستزراع المستدامة .

5- متابعة الحالة الصحية للأسماك بشكل دوري .

6- تفعيل اجراءات الأمان الحيوي و استخدام أعلاف متخصصة لتعزيز المناعة .

 

اجري توداي على اخبار جوجل

 

زر الذهاب إلى الأعلى