الأخبارالاقتصادبحوث ومنظماتمصر

د خالد العامري: سر كلمة مصطفي أمين جعلتني أعشق الطب البيطري

نقيب الأطباء البيطريين وعميد كلية الطب البيطري – جامعة القاهرة

كنت منذ الصغر موهوبا في الرسم و هى سمة تتميز بها عائلتي من ناحية الوالد و باعتبر نفسي أقلهم و كنت متميزا في التصميم الابتكاري و كانت أمنية حياتي أن التحق بكلية الفنون التطبيقية قسم الطباعة و النشر و التغليف .

و رغم إن والدي كان موهوبا في الرسم و كان ناشرا محترفا إلا انه رفض بشدة الفكرة و قالي أنا عايزك تطلع طبيب و كنت في هذا التوقيت لاعبا للكرة و بعد أن تعرضت للإصابة في الفك منعت من لعب الكرة و تركت الفريق و مع رحلة معانتي آنذاك حبيت طبيبي المعالج و كان العملاق الأستاذ الدكتور أيوب عامر رحمة الله عليه اول عميد لكلية طب الأسنان جامعة القاهرة و كان بيحبني جدا و كنت أبادله نفس الشعور.

و هنا قررت أن البي رغبة ابي و قلت له ماشي … انا هشيل من دماغي الفنون التطبيقية و ادخل طب الأسنان بمشيئة الله و رغم ذلك والدي كان مصرا أن اكون طبيبا بشريا لأنه كان نفسه يعمل مستشفى يعالج فيها الناس .

المهم كنت علمي علوم و دخلت الثانوية العامة باللغة الفرنسية اللي كانت لغتي الأولى و حصلت على مجموع يدخلني طب الأسنان و بعد ما طلعت النتيجة و اشتغلوا في التنسيق اذا بقرار غريب و عجيب من وزير التعليم في هذا التوقيت بعد ما كل شى خلص باختراع اسمه المواد المؤهلة و ده كان في عام 1986.و بيقول في القرار إن اذا كنت علمي علوم يضيفوا الأحياء و الكيمياء مرتين للمجموع و اذا كنت علمي رياضة يضيفوا الرياضة و الفزياء مرتين للمجموع .

قرار غريب و عجيب و غير مفهوم اتعمل وقتها لصالح مين ؟ محدش كان عارف …و كان وقتها عندي 5 مواد فيهم انصاص في الثانوية العامة و بعد ما جمعوا المجاميع من جديد فقدت نصف درجة لأتحول من طب الأسنان الي الطب البيطري و كان وقتها اذا كان اى مصحح كان قدامه فنجان قهوة او كوباية شاى كان زماني واخد نصف درجة من الخمس انصاص و كان اتغير مسار حياتي .

تعجبت وقتها … ايه الكلام ده … استلمت كارت التنسيق و كان لونه احمر و كان مكتوب عليه رقم واحد في وسط مربع و كان عليه ختمين … ختم طب الأسنان و ختم الطب البيطري …

تضايق والدي و قرر انه يرفع قضية على وزير التعليم و بالفعل رفع القضية و وضعتها أخبار اليوم في صدر صفحتها الأولى و كتبت تفاصيل القضية و ان والد الطالب خالد فاروق محمد العامري رفع قضية على وزير التعليم بسبب المواد المؤهلة و في نفس العدد من جريدة اخبار اليوم و كان يوم السبت 22/8/1986 كتب عني الكاتب الكبير مصطفى أمين عمود فكرة و كتب في آخر المقال :

“لا تحزن يا ولدي إن أدخلوك كلية الطب البيطري فإنك من الممكن أن تصبح في يوم من الأيام رئيسا لوزراء مصر”

دخلت الطب البيطري و عشقته عشق و كنت اصلا محب للحيوان حيث كنت اعيش في فيلا تسمح لي باقتناء الحيوان و الطيور و الأسماك منذ الصغر و اذا بي أكسب القضية و انا طالع سنة تالتة و تلغى المواد المؤهلة و والدي لقيته بيقولي شايف ايه يا ابني و كان ردي واضح قاطع فاصل … انا عشقت الطب البيطري و يا بابا انا ربنا إختار لي الخير و اذا رجعت الأيام بي مرة تانيه هاختار الطب البيطري .

كنت بذاكر كويس جدا بس مش علشان اتعين في الجامعة و لكن علشان انا مقتنع إني في احتياج إني اتعلم كويس و الحمد لله اتعينت معيدا بالكلية الي انا وصلت لدرجة استاذ ثم نقيبا عاما للأطباء البيطريين بفضل من الله و نعمه و رئيسا للإتحاد العام الأطباء البيطريين العرب و عميدا لأعرق كلية في الطب البيطري على مستوى العالم العربي طب بيطري جامعة القاهرة.

و ما اعتقدش اني اذا كنت دخلت طب الأسنان كنت ممكن اتوفق التوفيق اللي اتوفقته بفضل الله في الطب البيطري اللي عشقته لدرجة لا يتخيلها احد و اصبح قضية و رسالة حياتي لدرجة إني ممكن اخسر حبايبي علشان الطب البيطري و في نفس الوقت لم اتخلى عن عشقي للطباعة و النشر و بفضل الله اسست لدارين من كبريات دور النشر في العالم العربي بفضل الله و اللي اعطيتهم عمري .

و حصلت على جوائز كثيرة كأفضل ناشر على مدار عمري و اتشهرت في هذا المجال على مستوى العالم العربي و كذلك اتشهرت و اتعرفت لدى معظم دور النشر العالمية و تم انتخابي لأكثر من دورة عضوا بمجلس ادارة اتحاد الناشرين المصريين و كنت مقررا للجنة حقوق الملكية الفكرية على مستوى مصر .

لم اتخلى عن هوايتي و عشقي و هو النشر و صناعته و اقتصادياته و اذا في يوم من الأيام ارسل لي معالي رئيس جامعة القاهرة الأستاذ الدكتور حسام كامل و جابني مكتبه و قالي يا خلوووود عايزك تمسك مطبعة الجامعة … رديت و قلت لمعاليه امسكها اديرها و لا اطورها … إن كنت اديرها يبقى باعتذر و إن كنت هطورها موافق فورا ..

قالي انا عايز اطورها و بالفعل طلع القرار في 1/8/2012 و عملت تجهيز للمشروع و اذا بالدكتور حسام كامل الغالي على قلبي جدا جدا لدرجة لا احد يتخيلها يطلع معاش و يأتي الأستاذ الدكتور جابر نصار رئيسا للجامعة و كانت المطبعة جزء اساسي من تفكيره و بالفعل دعمني بقوة الي أن اصبحت ايقونة داخل جامعة القاهرة .

مرت الأيام و صدر قرار تعييني عميدا لكلية الطب البيطري جامعة القاهرة بيتي اللي عشقته و اعطيته عمري و ذهبت الي معالي رئيس الجامعة الأستاذ الدكتور محمد عثمان الخشت و طلبت منه إعفائي من مسئولية المطبعة و رفض بشدة وقتها و قالي انا عايزك تكمل و ده كان وسام على صدري و تكريم من رئيس الجامعة الحالي و شكرته على هذه الثقة الغالية و إن كان سنة الحياة تؤكد إني في يوم من الأيام سأترك المكان بمشيئة الله .

و هكذا جمعت في حياتي بين عشقي للطب البيطري و عشقي للفنون و الكتاب و ربنا وحده هو اللي يعلم مخبي ايه لينا الزمان . عله بمشيئة الله يكون خير .
خالص تحياتي

اجري توداي على اخبار جوجل

 

زر الذهاب إلى الأعلى