د خالد العامري يكتب: دكتور الفيروسات يدفع حياته ثمنا لإنقاذ “أمة”
أستاذ المايكروبيولوجي و المناعة و البيولوجيا الجزيئية بكلية الطب البيطري جامعة القاهرة
معروف إني استاذ دكتور و تخصصي المايكروبيولوجي يعني باعمل على الميكروبات و اشتغلت من نعم ربنا على أخطر الميكروبات و هو الميكروب المسبب لمرض السل اى الدرن و ده بيسبب أعلى نسبة وفيات في العالم كل عام .
و لما اشتغلت عليه كان له تجهيزات معملية معقدة و كثيرة و متقدمة و مكلفة و الا تفقد روحك في ثانية و كل ميكروب متحدد له نوع المعمل و تجهيزاته من درجات الآمان الحيوي و طبقا لنظام عالمي دقيق ماذا و إلا تفقد حياتك كباحث و كمان تتسبب في تلوث بيئي خطير و قد يحدث إنتشار للعدوى .
و الميكروبات ما بتهزرش و الغلطة تمنها حياة . و لما كنت باشتغل داخل الكبينة المعزولة تماما و مجهزة كنت ببقى مرعوب سواء انا او غيري و رغم ده كله ممكن بغلطة فنية تتعدي و ياما حدثت حوادث و اتسجلت في سجلات المعامل و كمان بتنشر الحالات سواء في صورة بحث او خلافه علشان يستفيد الباحث و يتفادى ذلك مستقبلا. و في يوم من الأيام حدث ذلك في الثمانينات و فقدنا في قسمنا احد أعظم علماء الميكروبات و دفع ثمن غلطة غير مقصودة حياته تماما و مات .
كل ده و انت بتشتغل على ميكروب معزول في المعمل. اما الحالات اللي احنا امامها الآن ده حالات نشطة في منتهى منتهى الخطورة و الطبيب بدون مقدمات ممكن يدفع ثمنها حياته و انا باقول كده و انا مدرك مدى الرعب اللي بيتعامل معاه و هو شغال على حالة نشطة لفيروس بهذه الخطورة .
قبل ما نظلم الأطباء كل شخص يعتبر نفسه إن ابنه طلع طبيب و مطلوب منه يقف كل يوم الوقفة ده امام حالات كلها نشطة و ساعتها هيدرك قد ايه حجم الخطورة .
وكيل كليتنا أستاذي عالم كبير جدا ما شاء الله في علم الفيروسات و هو واحد من 3 او 4 يتعدوا على الصوابع في الشرق الأوسط في تخصصه و بنته بتعمل في الرعاية المركزة على مثل هذه الحالات النشطة تقريبا كل يوم تشوفه كل يوم تلاقيه يا عيني قاعد مرعوب .
اعذروا الأطباء اللي شغالين مباشرة على الحالات لاني متأكد تماما إن اللي فيهم هينجى هيكون أكيد شعره شاب .
خالص تحياتي