اخبار لايتالأخبارحوارات و مقالاتمتفرقاتمصر

محمد سعد يكتب: المنوفية التي لا يعرفها أحد…” الحلقة 3″

لقد عرف المواطن المنوفي منذ القدم فضل هذه البقعة الصغيرة عليه ,فتولد نوع من الغزل المتبادل بينه وبين الأرض التي منحها , كما يقول الباحث علاء عبد الخالق في رسالته للماجستير عن الأطلس التاريخي للوجه البحري أن المنوفي اختار اسما يتناسب مع مكانتها لديه وهو ” منوف ” أو ” مانوفة ” التي تعنى ” المقام الجميل “.

وهذه تسمية تعكس الإمكانات المتوافرة للحياة الكريمة بأرض المحافظة والتي اختزنها شعب المنوفية في اسم الوطن محل إقامتهم . ومنذ بدء التاريخ عاش المنايفة حياة صعبة فنظرا لوقوع المحافظة بين فرعى النيل رشيد ودمياط كان النشاط الأساسي للسكان هو الزراعة .

وفى البداية كان النشاط الزراعي يستوعب عددا كبيرا من سكان المنوفية ولكن مع الزيادة السكانية المطردة ضاقت الأرض بسكانها وخصوصا مع سيطرة الإقطاع على مساحات كبيرة من أراضى المحافظة قبل الثورة ثم مع تفتت الملكية الزراعية بالمحافظة نتيجة زيادة عدد السكان وإعادة توزيع الأراضي بعد الثورة .

وتؤكد الدراسات أن المنوفية من بين المحافظات التي تئن من وقوعها داخل دائرة الحرمان سواء في الخدمات أو المشروعات الكبيرة التي تستوعب العمالة وتفتح مجالات الرزق للشباب .

كل هذا دفع أبناء المنوفية الذين أدركوا هذا الواقع منذ القدم إلى تعليم أبنائهم الذين اضطروا بدورهم إلى الهجرة من محافظتهم التي بدأت تضيق بهم , وبذلك أصبحت المنوفية هي ثاني محافظة بعد سوهاج طردا للسكان وان اختلفت عن سوهاج في أن الأخيرة تطرد معظم المهاجرين من فئات العمال غير المدربين.

أما في المنوفية فان الموقف يختلف إذ لاحظت إحدى الدراسات أن غالبية السكان النازحين من المنوفية من فئة الأعمار الوسطية والشابة إن لم يكن أغلبهم من خريجي الجامعات فهم من خريجي المعاهد العليا والمتوسطة .

هذه البقة الصغيرة من الأرض والتي لم تتعدى مساحتها( 8 ,2388) كيلومتر مربع رغم كل ما جرى بها من توسعات علمت أهلها المعادلة الحقيقية للحياة والتي تلخصت في( إذا كانت أرضكم قد ضاقت عليكم فإن العلم هو سبيلكم الوحيد للترقي في الحياة ).

وحفظ أهالي المنوفية الدرس ليخرج من بينهم أجيال من المتعلمين تمكنوا بقدراتهم العلمية من أن يحتلوا أعلى المناصب في الدولة المصرية لفترة طويلة .

ويؤكد هذا الكلام قائمة أعلام المنوفية التي أعدتها “جمعية المساعي المشكورة ” الشهيرة والتي أسسها أهالي المنوفية كأول جمعية أهلية في مصر منذ أكثر من مائة عام كي تساعد على نشر التعليم بالمحافظة ..

وبالفعل قامت الجمعية بدور كبير في نشر التعليم داخل المحافظة بفضل مدارس الجمعية المتعددة في كل مراكز المنوفية والتي تخرج فيها الأعلام والرواد في شتى مناحي الحياة ..

وهذا هو موضوع الحلقة القادمة

اجري توداي على اخبار جوجل

 

زر الذهاب إلى الأعلى