الأخبارالانتاجالصحة و البيئةامراضبحوث ومنظماتصحةمصر

د مصطفي عبدالسلام يكتب: الوظائف الفسيولوجية لفيتامين سى ودوره فى مكافحه فيروس كرونا والامراض المزمنه

دكتوراة فى علوم الاعصاب والادؤية- باحث بقسم بحوث تكنولوجيا الحاصلات البستانية –  معهد بحوث تكنولوجيا الاغذية  – مركز البحوث الزراعية

فيتامين ج هو احد المركبات الكيميائية العضويةالذائبة فى الماء والهامه لتنظيم بعض العمليات الحيوية مثل تنظيم نمو  الخلايا و كعامل مساعد  فى نشاط الانزيمات وغيرها من الوظائف الحيوية  داخل جسم الانسان حيث انه لايخلق فى جسم الانسان وبالتالى يكون الاعتماد على المصادر النباتيه للكفاية من هذا الفيتامين الهام.

هناك عده مكونات اساسية لعمل فيتامين ج  فى الجسم لكل منهم وظيفة  وهم

Ascorbigen  P, K, and J factors, organic copper (tyrosinase)

ألاسكوربجين هو عبارة عن معقد يتكون من الفلافونيدات التى  تحتوى على حلقة الاندول كربينول المرتبط بحمض الاسكوربيك فى داخل الخلية النباتية.

هذا المعقد ذات فعالية  وامتصاص داخل انسجة الجسم مرتفعه جدا بالمقارنه بحمض الاسكوربيك منفردا الموجود فى الاشكال الصيدلانية كثل الفوار او الكسبولات وبالتالى تناول الفيتامين من مصادرة الطبيعيه مثل البروكلى والكرنب والقرنبيط وغيرها من نباتات العائلة الصلبيه افضل من تناول الاشكال الاخرى ، ولقد أجريت بعض الدراسات العلمية لدراسة نشاط المضاد للتاكسد لمركبات الاسكوربجين وحمض الاسكوربيك  وكانت النتجه هى ان الاسكوربجين اثبت انه اكثر فعالية كمضاد اكسدة وامتصاص  لجسم الانسان باستخدام

Biological Antioxidant (ORAC assay)

اما العوامل الاخرى التى تحدد تساعد على اكتمال وظيفة فيتامين ج داخل الجسم فهى كالاتى :

Factor  P :-  يساعد مع فيتامين ج على تقوية وسلامه الاغشية والاوعية الدموية

Factor K :-  عامل تخثر ويمنع من النزيف  الحاد المسبب للوفاة

Tyrosinase :-  هو إنزيم يساعد على تنشيط الغدد الكظرية بالتعاون مع عنصر النحاس العضوى

وطبقا للمعلومات التى نشرت فى معهد الصحه العامه بالويلات المتحده الامريكية والذى ذكر بعض من الوظائف الحيوية لفيتامين ج ومنها

  • فيتامين ج يشارك فى تكوين مادة الكولاجين وهو مكون أساسي في الأنسجة الضامة ، والذي يلعب دورًا حيويًا في التئام الجروح .
  • يشارك فيتامين ج فى التخليق الحيوى لبعض الناقلات العصبية والبروتنات الهامه للجهاز العصبى.

الجدول التالى يوضح محتوى فيتامين ج فى كوب من خضروات العائلة الصلبية

ولاتزال بعض الدراسات الجارية تبحث فى امكانية مشاركة فيتامين ج فى الحد من الآثار الضارة للشقوق الحرة من خلال نشاطه المضاد للأكسدة ، وانه قد يساعد في منع أو تأخير تطور بعض أنواع السرطان وأمراض القلب والأوعية الدموية وغيرها من الأمراض التي يلعب فيها الإجهاد التأكسدي دورًا مؤكد فى تطور هذه الامراض .

السؤال الان كيف يساعد فيتامين ج فى الوقاية او منع تدهور تلك الامراض المزمنه والمستعصية ؟

تاثير فيتامين ج على الاستقلاب والتمثيل الغذائى لخلايا السرطان

يختلف استقلاب الجلوكوز في خلايا السرطان عن الخلايا الطبيعية فمن المعروف أن استقلاب الجلوكوز مرتبط بزيادة نمو وانتشار الخلايا السرطانية وطبقا لنظرية العالم أوتو واربورغ أن خلايا السرطان تحتاج و تستقلب الجلوكوز عشرة أضعاف الخلايا الطبيعية فى حاله نقص الاوكسجين مما يزيد من تحويل الجلوكوز الى حامض لاكتيك لزيادة نشاط انتاج الطاقة من الميتوكندريا.

هناك العديد من الدراسات المعملية والتجارب البيولوجية اثبتت ان فيتامين ج له القدرة الفائقه على قتل وسمية الخلايا السرطانية بمكانيكية منع او تقليل استخدام واستقلاب الخلايا السرطانية للجلوكوز عن طريق التداخل مع دورة  تحلل السكر اما مايسمى بدورة كربس (دورة حمض الستريك) واختلال محتوى خلايا السرطان من الجلوتاثيون ومركبات الطاقة وذلك لتشابه نسبى بين التركيب الكيميائى لحمض الاسكوربيك والجلوكوز  ومن ثم حدوث خلل فى الميتوكندريا ممايؤدى الى دخول خلايا السرطان الى الموت المبرمج الذى لايسبب التهابات ،  وعلاوة على ذلك اظهرت دراسات على فئران التجارب اجريت فى جامعه هارفورد ان فيتامين ج لدية اختيارية فى قتل خلايا سرطان القولون عن طريق استهداف مستقبل الجلوكوز واستنزاف الجلوتاثيون وتثبيط عمل انزيم جلسرلدهيد -3- فوسفات ديهيدروجيناز الناتج من طفرة وراثية أدت الى نشأه الورم السرطانى.

أضف الى علمك أن التجارب السريرية التى اجريت فى العديد من المستشفيات الجامعية حول العالم اظهرت قدرة تحمل جيده لمرضى السرطان للجرعات المرتفعه من فيتامين ج لتخفيف اثار العلاج الكيميائى او استخدام فيتامين ج كعلاج .

  تاثير فيتامين ج على مرضى القلب والاوعية الدموية

إن عملية الاكسدة والاختزال لها دور كبير جدا فى امراض احتشاء عضلة القلب وكذلك الترسبات الكلسيكيه والدهنية لشريين القلب. تتحكم أنواع الأكسجين او الشقوق الحرة الاوكسجينية في وظيفة القلب والأوعية الدموية العادية. ومع ذلك  فإن البيانات المأخوذة من الدراسات التجريبية تدعم بقوة أن إشارات اختزال الأكسدة غير المنتظمةالناتجة عن فرط النشاط الشقوق الحرة أو خلل في الميتوكوندريا ، هي جزء لا يتجزأ من التسبب في أمراض القلب والأوعية الدموية. هناك توافق فى  الآراء  بين العلماء أن استهداف مصدر  الشوق الحرة ذات مصدر الاوكسجين او النتروجين باستخدام مثبطات محددة مثل مضادات الاكسدة كفيتامين ج قد يكون أكثر فعالية في علاج الأمراض القلبية الوعائية.

تاثير فيتامين ج على الجهاز المناعى

فيتامين ج له تاثير مباشر على نظام المناعه الفطرى ،  حيث اظهرت بعض الدراسات ان مادة الاسكوربجين والموجود فى خضروات العائلة الصلبيه  بقدرته على رفع اعداد كرات الدم البيضاء مثل الخلايا اليمفاوية وخلايا وحيدة النواة وخلايا النيتروفيل والتى تشارك منذ بداية اى عدوى او التهاب ،  ولاشك ان فيتامين ج له دور فى رفع المناعه اثناء الاصابه بالفيروسات مثل الانفلونزا الموسمية وحتى الفيروسات المسببه لالتهاب الشعب الهوائية ونزلات البرد كفيروس بيتا كرونا ،  ولتعزير دور فيتامين ج فى مكافحه العدوى الفيروسية يفضل ممارسة الرياضه ولذلك استخدام فيتامين ج للرياضيين له تاثير فعال اكثر من غير الرياضيين. يتراكم فيتامين ج فى الخلايا البلعمية (كرات الدم البيضاء النيتروفيل) والتي عادة ما تكون أول خلايا مناعية يتم تحريكها في الاستجابة المناعية للالتهاب  والتى ايضا تبتلع البكتريا والفيروسات فى نهاية المطاف بسبب ان فيتامين ج يعزز من الانجذاب الكيميائى لتلك الخلايا البلعمية عن طريق افراز بعضى الستوكينات، لقد تبين أن فيتامين سي هو عامل أساسي في إنتاج الاستجابة المناعية المضادة للفيروسات خلال المرحلة المبكرة من العدوى الفيروسية من خلال إنتاج الإنترفيرون من النوع الأول ، الذي ينظم الخلايا القاتلة الطبيعية والنشاط الخلايا وايضا كعامل معطل لتكرار المادة الوراثية مما يقلل من تضاعف الفيروسات داخل الخلايا المصابة.

فيتامين ج ومكافحه عدوى فيروس كرونا المستجد

للوقوف اكثر عن دور فيتامين ج لتقليل الاثار المترتبة على الاصابة بعدوى فيروس كرونا المستجد (كوفيد 19) لابد من معرفه تاثير الفيروس على الجهاز التنفسى بشكل مبسط حيث ان الفيروس يلتصق بالمستقبل الخاص به فى الجهاز التنفسى العلوى والسفلى ويتضاعف بشكل سريع داخل الخلايا مسببا تهتك جدر الخلايا خاصه خلايا القصبات والاكياس الهوائية مما يسبب استجابه مناعية مفرطه عن طريق افراز الستوكينات والشقوق الحرة من خلايا كرات الدم البيضاء بكميات كبيرة تسبب التهاب رئوى حاد وكذلك هذة الالتهابات تحدث فى الاوعية الدموية مما يؤدى الى حدوث جلطات رئوية نتجة تجمع الصفائح الدموية. أظهرت دراسات سرسرية اجريت فى الصين ان محتوى بلازما الدم من فيتامين ج منخفض اثناء الاصابه و عند اعطاء جرعات 10 جرامات من فيتامين ج الى المرضى المصابين كان هناك استجابه اسرع للتعافى من فيروس كرونا فى العدوى البسيطه والمتوسطه فقط. ويعزى هذا التاثير لقدرة فيتامين ج على تخفيض الالتهاب من خلال تقليل كمية الشقوق الحرة وايضا التاثير المثبط لانتاج مادة البروستاجلانديين.

ألاثار الجانبيه لتناول فيتامين ج بجرعات مرتفعه ولفترة طويله

بالنسبة للبالغين ، فإن الكمية اليومية الموصى بها لفيتامين سي هي 65 إلى 90 ملليجرام  في اليوم ، والحد الأقصى هو 2000 ملغ في اليوم. على الرغم من أنه من غير المحتمل أن يكون الكثير من فيتامين ج الغذائي ضارًا ، فقد تسببت الجرعات الكبيرة بحدوث التقيؤ و إسهال و غثيان ومغص وحرقة بالمعدة وبعض الاحيان الأرق  ، كذلك لايوصى بتناول جرعات مرتفعه لمرضى الكلى.

 

اجري توداي على اخبار جوجل

 

زر الذهاب إلى الأعلى