اخبار لايتالأخباربحوث ومنظماتحوارات و مقالاتمتفرقات

د شيرين فاضل تكتب:كيف تستفيد مصر اقتصاديا من زراعة عيش الغراب؟

الخطوات الصحيحة للانتاج تعتمد علي تطبيقات العلوم والاستفادة من البحوث الجديدة

باحث أول بمعهد بحوث أمراض النباتات- مركز البحوث الزراعية
عرف عيش الغراب ( المشروم أو الشامبنيون ) منذ ألاف السنين فى إعداد الكثير من الوجبات الشهية ذات القيمة الغذائية العالية والطعم اللذيذ حيث يعد من أقدم الكائنات الحية التى وجدت على سطح الأرض والذي ينمو برياً فى الغابات والحقول وتحت الأشجار والنباتات ، والأجزاء التى تؤكل من الفطر تسمى بالأجسام الثمرية.

وقد إعتبر قدماء المصريين عيش الغراب نوعاً من الغذاء أطلقوا عليه إسم غذاء الألهة (حيث عثر عليه داخل المقابر الفرعونية منذ أكثر من 3000 عام) .
وقد إنتشرت زراعة عيش الغراب فى العالم إنتشاراً كبيراً حيث يزرع الأويستر مشروم ( البلوروتس أو المحارى ) فى أسيا وأوربا أما النوع البتون ( الأجاريكس ) فينتج فى أكثر من 152 دولة.

وفى السنوات الماضية بدأت تنتشر زراعته فى الشرق الأوسط بعد أن حققت نجاحاً كبيراً فى دول الغرب وأصبحت تجارته تمثل نسبة عالية من إقتصاديات كثير من الدول ويتوقع لها فى الشرق الأوسط نجاح كبير حيث أنها تفتح مجالات جديدة للعمل والربح للمنتجين والمزارعين من الشباب.

وقد بدأت زراعة النوع الأجاريكس (Agaricus bisporus ) علي نطاق تجاري في مصر منذ الثمانينات من القرن الماضي.
وتمتاز ثمار النوع الأجاريكس بالشكل الكروي والتى يميل لونها إلى الأبيض أو البني الفاتح وذات طعم ونكهة لذيذة

ويلزم لتنمية هذا النوع توفر خبره كبيرة وتكلفة مرتفعة نسبياً حيث يحتاج إلي عناية خاصة أثناء زراعته من خلال التحكم الجيد في كل الظروف المناخية داخل عنبر الإنتاج بالمزرعة.

ويمكن تحديد الحجم النموذجي لمزرعة تجارية لإنتاج هذا النوع من خلال عمل دراسة للسوق ومعرفة حجم الطلب علي الإنتاج.
ويزرع عيش الغراب الأجاريكس على مادة عضوية مجهزة ( كومبوست ) تتكون عادة من قش النجيليات المضاف إليها مواد عضوية نيتروجينية مثل سبلة الخيل أو زرق الدواجن أو أسمدة نيتروجينية مثل اليوريا أونترات الأمونيوم ويتم تقليب هذه المكونات وترطيبها ثم تركها للتخمر حتى تتحرر العناصر الغذائية من مركباتها المعقدة بفعل الأحياء الدقيقة الموجودة بها .

وتصبح هذه العناصر متاحة لهيفات عيش الغراب بعد ذلك ويمكن إنتاج عيش الغراب الأجاريكس عن طريق إتباع الخطوات التالية:
1 – تجهيز الكومبوست :
يعتبر الكومبوست الجيد هو العامل المحدد لنجاح زراعة فطر عيش الغراب الأجاريكس والحصول على محصول إقتصادى من الثمار .

ويمكن عمل الكومبوست من جميع المخلفات النباتية مثل قش الأرز أو تبن القمح أو الشعير ويضاف إليها سبلة الخيل أو زرق الدواجن والجبس الزراعى وتخلط جميعها وترش بالماء وترص على شكل كومة.

ويجب أن تكون الكومة بأبعاد 1.5 م إرتفاع ، 1.5 عرض ، 2 متر طول على الأقل ، وتقلب الكومة كل أربعة أيام ويعاد تكويمها مرة ثانية أى تقلب حوالى 5 مرات فى خلال المدة من 18 – 21 يوم.

وفى أثناء هذه المرحلة ترتفع درجة الحرارة داخل الكومة إلى حوالى 70 درجة مئوية وفى نهاية المدة يتغير لون القش إلى اللون البنى الغامق ونسبة النيتروجين 1.5 – 1.8 % وتكون نسبة الرطوبة فى الكومبوست بين 70 – 72 % .

ويمكن معرفة نسبة الرطوبة بعصر كمية من الكومبوست فى قبضة اليد فإذا تساقطت منه قطرات الماء دل ذلك على زيادة محتواه المائى وإذا بلت راحة اليد فقط دل ذلك على أن محتوى الكومبوست من الماء مناسب.

وفى حالة جفاف راحة اليد بعد الضغط علي الكومبوست دل على جفاف الكومبوست ولزم رش الكومة بالماء.
بعض خلطات المواد العضوية لتكوين الكومبوست :
1 – طن قش أرز أو تبن قمح أو شعير ، 800 كجم سبلة خيل أو زرق دواجن، 60 كجم جبس.
2 – 100كجم قش ( أرز – قمح – شعير )، 20 كجم زرق دواجن، 5 كجم جير، 2.5 كجم سلفات كالسيوم، 1 كجم نترات أمونيوم .
2 – مرحلة البسترة :
بعد ذلك تبدأ المرحلة الثانية من تجهيز الكومبوست حيث يعرض الكومبوست للبخار لمدة 6 – 7 أيام فى غرف خاصة للبخار الرطب بدرجة حرارة 68 – 70ْ م ثم تقل تدريجياً حتى تصل إلى اليوم السابع إلى 25ْ م بغرض قتل الميكروبات الضارة والحشرات والنيماتودا التى قد تكون موجودة فى مكونات الكومبوست.
3- الزراعة وإضافة التقاوى :
بعد إنتهاء المرحلة الثانية من إعداد الكومبوست تكون المادة العضوية المجهزة صالحة لزراعة عيش الغراب فيها ، ويتم تعبئة الكومبوست المجهز فى أكياس بولى أثيلين يسع الكيس حوالى 10 كجم كومبوست . يوضع أو يعبأ الكومبوست فى أرفف تتراص فوق بعضها على حامل معدنى بحيث يحتوى الحامل الواحد على خمسة أرفف بينهما مسافة كافية ويتم إضافة التقاوى بنسبة 1 % إذا كانت التقاوى مستورده أو 3 – 5 % إذا كانت تقاوى محلية .
ويحتاج المتر المربع من الحوامل إلى حوالى 80 – 100 كجم كومبوست وهذا يتوقف على سمك طبقة الكومبوست ويتم نثر التقاوى على كومبوست درجة حرارته حوالى 24ْْم ورطوبته حوالى 70 % وفى هذه المرحلة تنمو هيفات الفطر من التقاوى منتشرة خلال الكومبوست وذلك على شكل خيوط بيضاء اللون ( هيفات الفطر ). والتى تتكاثف بعد فترة مكونة ميسيليوم أبيض وقد يغطى سطح الكومبوست بورق أو رقائق بلاستيك تجنباً لجفاف سطح الكومبوست بعد زراعته ولحمايته من التلوث بالميكروبات الضارة .
4 – عملية التغطية :
يتم تغطية الكومبوست بطبقة خاصة تسمى طبقة التغطية وتتكون من خليط من تربة البيتموس والطمى والرمل والجير بنسبة 4 : 2 : 1 : 1 وبطبقة سمكها من 3 – 5 سم وتخفض درجة الحرارة إلى 16 – 18ْ م وتعمل طبقة التغطية على توفير ظروف مناسبة لهيفات الفطر للنمو بصورة متجمعة مكونة خيوط سميكة بيضاء اللون وتنتج عن تجميع هذه الخيوط السميكة ثميرات صغيرة كرؤوس الدبابيس ولاتتكون الثمار إلا على طبقة التغطية .
5- الإنتاج وقطف الثمار:
تظهر ثمار عيش الغراب على طبقة التغطية بعد حوالى 7 – 14 يوم من التغطية ثم تستكمل نموها حتى تصل إلى طور النضج الكامل وهو طور الثمار المقفولة حيث يتم تجميعها فى هذه الحالة قبل تفتحها وذلك بعد 18 – 21 يوما من التغطية .
ويراعى خلال مرحلة الثمار مايلى :
1 – خفض نسبة ثانى أكسيد الكربون .
2 – التحكم فى نسبة الأكسجين / ثانى أكسيد الكربون فى هواء غرفة النمو .
3 – تجنب خفض الرطوبة الجوية داخل حجرات النمو عند التهوية .
4 – يجب الإحتراس عند رش الماء فى حجرات النمو وعلى الكومبوست الذى تنمو عليه ثمار عيش الغراب بحيث لا تبلل الثمار مما يجعلها قابلة للعدوى بالميكروبات والأعفان .
يتم قطف ثمار عيش الغراب الأجاريكس على عدة قطفات ويبلغ عدد القطفات 3 – 5 مرات بين كل واحدة والأخرى 7 – 10 أيام ويتوقف ذلك على مرحلة تفتح الثمار وعلى نوع الفطر المنزرع ودرجة الحرارة ونسبة الرطوبة فى هواء المزرعة ويراعى أن تكون درجة الحرارة بداخل حجرات النمو بين 18 – 20 ْم خلال مرحلة الإنتاج حتى يمكن الحصول على محصول مرتفع وثمار جيدة وتستقبل الثمار التى تم حصادها فى صناديق بلاستيك ويتم تدريج الثمار ووزنها تمهيداً لبيعها .

اجري توداي على اخبار جوجل

 

زر الذهاب إلى الأعلى