الأخبارالانتاجالمبيداتبحوث ومنظماتحوارات و مقالاتمصر

د فرج يكتب: ماهي علاقة المبيدات بسلامة الغذاء

رئيس بحوث بقسم بحوث متبقيات المبيدات وتلوث البيئة-المعمل المركزي للمبيدات-مركز البحوث الزراعيه

تُعد مبیدات الآفات بمثابة مواد تُستخدم في مكافحة الآفات المختلفه، وتعتبر سلاحا ذو حدين، فهي تلعب دورا هاما في زيادة الانتاج الزراعي وتقي الانسان من شر الامراض الخطيرة إذا أحسن استعمالها، بينما تصبح شديدة الخطورة للإنسان إذا ما اساء استخدامها، وقد يترتب على الافراط وسوء استخدام المبيدات اضرار وحوادث مؤسفة، ولكن التعامل معها بالطريقة السليمة والصحيحة يجعلها أكثر امانا تجاه الانسان والحيوان وجميع عناصر البيئة.

ومن منظور سلامة الأغذية، تُشكل المبیدات أھمیة خاصة، نظراً لأنها تُعد بمثابة مواد كیمیائیة تقترن ببعض السمُیات التي تضر بالبشر، وذلك على الرغم من شیوع استخدامها على نطاق واسع بغرض الحفاظ على المحاصيل الزراعية وتعزيز جودتھا. وتتعدد الضوابط الرسمية التي تسري على طُرق تداول واستخدام مبیدات الآفات، كما تخضع الكميات المتبقية من المبيدات عند طرح المواد الغذائية للبیع لضوابط ومحددات منصوص علیھا بموجب القانون، بحیث یتسنى الالتزام بخفض المخاطر الناجمة عن استخدام المبيدات.

یتم تعريف متبقيات مبیدات الآفات باعتبارها كميات ضئيلة من المبیدات أو نواتج ھدمھا التي تتبقى في المحصول في أعقاب عملیة رش المبیدات وأثناء فترة نمو المحصول، كما یتم في بعض الأحیان إجراء عملیة رش المبیدات خلال مرحلة ما بعد الحصاد بغرض الحيلولة دون تعرض المحصول للتلف أو الضرر.

ولكل مبید حد اقصى للمتبقيات على كل مادة غذائية ولذلك تقدر اعداد الحدود القصوى للمببدات على الأغذية المختلفة بالآلاف. وقد تختلف أحیانا قیم حدود متبقیات المبیدات على الأغذية فى بعض الدول. ومن المنظور القانوني، تسري قیم المستويات القصوى لمتبقيات المبیدات المُعتمدة فى كل بلد على المواد الغذائية التى تتداول فیھا.

وتخضع الحدود القصوى لمتبقيات المبیدات المسموح بھا في المواد الغذائية للرقابة بموجب التشريعات الوطنية المعمول بھا على مستوى البلاد التي یتم طرح المواد الغذائية فیھا، وتستند الحدود القصوى المسموح بها من متبقيات المبیدات(MRL)   المُشار إلیھا على اقصى كمیة من المتبقیات يتوقع وجودھا فى حالة اتباع الممارسات الزراعية الجیدة (GAP) فى الحقل متضمنة تطبيق الجرعات الموصى بھا فى البطاقة الاستدلالية للمبید.

وتجدر الاشارة الى ان الحدود القصوى للمببدات توضع دائما عند مستويات اقل من الحدود الامنة للمستهلك، ویتم تحديد المستوى الأقصى لمتبقيات المبیدات عن طريق إجراء تجارب حقلية بغرض تسجیل الحد الأقصى من الكميات التي من المتوقع أن تتبقى على المحصول في أعقاب تطبيق المبید على النحو الصحيح.

وبطبیعة الحال، وفي حالة أن تبین انعدام الأمان في مستويات المتبقیات القصوى على نحو یھدد صحة المستهلك، عن طريق إجراء تحليل مستوى السُمیة (Toxicity) وبناء على تحديد معدل المتناول الیومي من المُنتج الغذائي المعني والوقوف على طبيعة الفئات السكانية التي قد تتناول ھذا الُمنتج الغذائي، یتم الامتناع عن تسجیل المبید المعني. وتُسھم ھذه المعلومات في إطلاع السلطات التي تعني بتسجیل المُبیدات لأغراض الاستخدام والتي تُناط بھا مسئولية الترخيص – أو عدم الترخيص – بطرح المُبید للتداول في الأسواق.

وتُعد البطاقات الاستدلالية التي تلصق بعبوات مبیدات الآفات بمثابة جزءاً لا یتجزأ من عملیة التسجيل، والتي ینبغي أن تحتوي بموجب أحكام القانون على معلومات تفصيلية بشأن الطُرق الواجب اتباعها في تطبيق المبید. وعلى وجه التحديد، ینبغي أن تحدد البطاقة الاستدلالية نوع المحصول أو أنواع المحاصيل المعنية، ومعدل الجرعة المقرر تطبیقھا، والفترة الزمنیة التي تفصل بین عملیة تطبيق المبید من جھة وعملية الحصاد من جھة أخرى (فترة ما قبل الحصاد PHI).

ویعتبر التزام المزارعين باتباع ھذا الأسلوب ومراعاة طريقة الاستخدام ھو ما یسمى بالممارسات الزراعية الجیدة (GAP) وھو ما یضمن حصاد محاصيل لا تتعدى متبقیات المبيدات فیھا الحدود القصوى لھا.

ويؤدى عدم الالتزام بتطبيق الممارسات الزراعية الجیدة، مثل معاملة المبید على محصول مختلف، أو تطبيق جرعة مرتفعة عن المعدل المقرر على البطاقة الاستدلالية، أو التعجيل بحصاد المحصول في وقت مُبكر قبل مرور فترة ما قبل الحصاد، في حدوث تعدى او تجاوز للحدود القصوى للمبید، ولا یجوز تداول مثل ھذه المواد الغذائية على المستوى القانوني.

 

اجري توداي على اخبار جوجل

 

زر الذهاب إلى الأعلى