الأخبارالانتاجحوارات و مقالاتمصرنحل وعسل

د أحمد شاهين يكتب: تحديات  قطاع تربية نحل العسل موسم 2022 – 2023

خبير دولي في صناعة النحل وإنتاج العسل

يعتمد أكثر من 80٪ من أنواع الزهور البرية والنباتات المزروعة اعتمادًا صارمًا على الملقحات الحشرية ، ولا سيما النحل وقدر العلماء قيمة خدمات النظام البيئي لتلقيح الحشرات بأكثر من 150 مليار يورو / سنويًا في جميع أنحاء العالم ، أي ما يعادل حوالي 9٪ من إجمالي القيمة الاقتصادية للمحاصيل الزراعية للاستهلاك البشري.

يمكن أن ينخفض إنتاج بعض الفاكهة والبذور والمكسرات بأكثر من 90٪ دون وجود هذه الحشرات الملقحة.

ويلعب نحل العسل Apis mellifera  دورًا رئيسيًا كمقدم لخدمات التلقيح التي تحافظ على التنوع البيولوجي للنبات. علاوة على ذلك ، يعتبر نحل العسل ضروريًا لإنتاج منتجات النحل. تزود تربية النحل سلع السوق (العسل ، حبوب اللقاح ، غذاء ملكات النحل ، البروبوليس ، الشمع ، إلخ) (طرود النحل العادى  ، الطرود المرزوم  ، ملكات).

يوجد فى مصر حوالى مليونى طائفة نحل العسل ويبلغ انتاج العسل حوالى 30 الف طن وذلك من خلال 25 الف اسرة تعمل فى مجال تربية نحل العسل فى مصر

تعرض قطاع تربية نحل العسل فى مصر هذا العام الى موسم من أصعب مواسم النحل  الذى لم يأتي  منذ أكثر من ٤٠ عام واعنى بذلك منذ ظهور مرض «الفاروا» المدمرة في أوائل  الثمانينات  من القرن الماضي من توقف تصدير طرود النحل المرزوم الى المملكة العربية السعودية  ، التغيرات المناخية  ، انتشار امراض  ( نوزيما سيرانا والفاروا )  ، انتشار الوروار بكثرة في كل أنحاء الجمهورية ومكوثه فترة طويلة أكثر من المعتاد.

خرج من مصر في منتصف شهر مايو ، قيام المزارعين  بحش البرسيم مبكرا وزراعة الذرة مبكرا خوفا من الاصابة بدودة الحشد الخريفية  او زراعة الأرز لارتفاع ثمنه ….. هذا بالإضافة الى ارتفاع تكليف الإنتاج من زيادة فى اسعار السكر ومستلزمات الإنتاج الأخرى  هذا وفى المقابل لم ترتفع أسعار منتجات نحل العسل بالقدر الذى  يعوض على النحال  جزء بسيط من الخسارة هذا العام وقد لجأ كثير من النحالين الى تصفية المناحل خوفا من زيادة الخسارة فى العام القادم أو موت النحل تمام لعدم قدرة النحال على الإنفاق على النحل لزيادة أسعار السكر .

تحديات تواجه تربية النجل وإنتاج العسل

  1. التغيرات المناخية

يمثل تغير المناخ تهديدًا خطيرًا على نحل العسل ، حيث يؤثر بشكل كبير على العوامل الأخرى المرتبطة تمامًا مثل الأمراض والطفيليات والحيوانات المفترسة والطفيليات والفيروسات واستخدام المبيدات الحشرية ، تؤثر هذه المشكلات بعمق في سلوك نحل العسل وعلم وظائفه وتوزيعه ، وبشكل غير مباشر على توافر مصادر التغذية اللازمة لبقاء الخلية وتطورها .

لذلك يجب على النحالين:

أ‌-        متابعة الأرصاد الجوية بإستمرار لمعرفة احوال الطقس من ارتفاع وانخفاض درجات الحرارة

ب- يجب على النحال تغير اسلوبه فى ادارة مناحل  على حسب معطيات التغيرات المناخية

2-   تصدير النحل المرزوم الى المملكة العربية السعودية

يعتبر تصدير النحل الى المملكة العربية السعودية  من اهم الاسواق التى يتم تصدير النحل المرزم اليها ..

ويوجد مشلكة فى تصدير النحل الى السعودية وهى ان تصدير طرود النحل الى السعودية  سوف ينتهى فى غضون من 3 الى 5 سنوات على الأكثر لانه يقام على أرض المملكة نهضة نحلية  واهتمام كبير من المسؤولين فى وزارة  البيئة والمياه والزراعة  وأيضا الجمعيات التعاونية للنحالين بقطاع تربية النحل فى السعودية  من تدريب  شباب الخريجين وأيضا النحالين  على تربية النحل بالطريقه الحديثة والتخلى عن الطرق التقليدية  وأيضا الاهتمام بحماية وتحسين سلالة النحل المحلية  ( سلالة النحل اليمنى  ) وبالتالى فان على صانع القرار في مصر البحث من الان على اسواق  اخرى لتصدير النحل الحي قبل ان تحدث الكارثة  ويتوقف تصدير النحل تمام الى المملكة العربية السعودية.

  • مرض الفاروا

الفاروا المدمرة هى  أخطر آفة على طائفة نحل العسل  لأنها هذه الافة هى المفتاح لجميع الأمراض التى تصيب نحل العسل  حيث تقوم بنقل الأمراض الفيروسية وامراض تعفن الحضنة وأيضا نوزيما سيرانا…

لذلك يجب على النحال استخدام تكنيك العلاج الوقائي  اي علاج الطوائف قبل ظهور الأمراض ويتم ذلك باستخدام حامض الأوكساليك  فى الصيف  فى شهر أغسطس  وحامض الفورميك بداية الخريف  فى اول شهر أكتوبر والابتعاد عن المبيدات الاكاروسية التى تؤدي إلى نقص مناعة النحل وتساعد على انتشار النوزيما سيرانا  والأمراض الفيروسية …

  • الوروار المهاجر

المشكلة القديمة الحديثة

كانت هذة المشكلة  غير ملحوظه فيما قبل لان الوروار كان يأتى مصر فى منتصف  شهر أبريل ويرحل من مصر فى أوائل شهر مايو فكان كل تأثيرة  ينحصر فى توقف تلقيح الملكات فى هذه الفترة ثم تعود نشاط الشغالات فى جمع الرحيق وتخزين العسل فى موسم البرسيم بشكل طبيعي

اما فى هذا العام ومع التغيرات  المناخية  فإن طائر الوروار دخل مصر فى بداية شهر ابريل وظل موجود حتى منصف شهر مايو والاكثر من ذلك انه مازال جزء منه موجود حتى الآن يزور المناحل فى الصباح الباكر وأيضا عند الغروب  والخوف كل الخوف ان يستوطن عدد من الوروار المهاجر مصر

مما أدى إلى قلة الفترة التى تنشط فيها الشغالات  لجمع الرحيق  من الحقل مما أدى إلى قلة محصول البرسيم هذا العام

تعقديات هذه المشكلة :

  1. لان الدولة لا تستطيع مكافحة الوروار قبل دخول مصر مثل مكافحة الجراد المهاجر لان الأمم المتحدة تمنع ذلك لغرض التنوع البيولوجي
  2. استخدام الفزاعة الالكترونية التى تصدر اصوات الطير الجارحة
  3. نصب الشباك القوية ذات الالوان الشفافة لصيد طيور الوروار

محصول البرسيم او موسم البرسيم

هذه اهم مشكلة ستواجه مربى النحل فى السنوات القادمة وذلك بسبب:

  • تناقص المساحات المزروعة من البرسيم المسقاوى سنويا ويتجة المزارع إلى زراعة المحاصيل التي تدر له ربح اعلى مثل البطاطس  والبصل
  • حش البرسيم قبل ظهورالنورة التى يوجد فيها الرحيق اوبعد ظهور النورة  بأيام قليلة وذلك لزراعة الذرة الشامية مبكرا خوفا من دودة الحشد الخريفية او زراعة الأرز لارتفاع  ثمنه
  • لذلك فإن خريطة الاعسال فى مصر  قد يحدث فيها تغيرات كبيرة فى الأعوام القادمة
  • يجب البحث ايضا على مصادر رحيقية اخرى مثل المحاصيل الزيتية  السمسم – دوار الشمس

يجب على النحال:

أ-عدم الفرز الجائر فى موسم الموالح لكى لا يحدث ضعف للطوائف

ب- العمل على تقوية الطوائف بعد فرز الموالح مباشرة عن طريق تقديم التغذية السكرية البروتينية لزيادة اعداد الشغالات قبل تزهير البرسيم .

ارتفاع تكليف الإنتاج لمنتجات النحل

ارتفاع تكاليف الانتاج من والأدوات  والعلاجات واهمهم ارتفاع أسعار السكر  وذلك لان بعد انتهاء موسم  البرسيم  لا يوجد مواسم رئيسية  اخرى فى جمهورية مصر العربية  لذا يلجأ معظم النحالين  الى التغذية بالمحاليل السكرية  من نهاية شهر ٦ الى نهاية شهر ٣ وبالتالى  ترتفع تكاليف  الانتاج  وقد يلجأ كثير من النحالين  الى  تصفية المناحل خوفا من زيادة الخسارة  او موت النحل من الجوع وهذه بداية النهاية لهذا القطاع ….

لذلك فإن صانع القرار يجب عليه الوقوف الى جانب النحالين  ويجب توفير الدعم المادي  والفني والتدريبى  للنحالين  لكى تمر هذه الفترة بأمان بدون انهيار لهذا القطاع الحيوى والضرورى  لزراعة مصرية قوية ….

الخلاصة 

تلعب هذه الحشرات الصغيرة دورا كبيرا فى الحفاظ على نظامنا البيئى واقتصادنا مما يساعد الزراعة على النمو بدرجة كافية مع استخدام موارد طبيعية اقل .لذا يجب:

1-  العمل على زيادة  الوعي الاجتماعي بأهمية خدمات التلقيح التى يقوم بها نحل العسل والملقحات الحشرية ، سواء في الحفاظ على التنوع البيولوجي أو في الحفاظ على غلة العديد من المحاصيل الزراعية.

2-  يجب العمل على وضع النحل وتربية النحل تحت دائرة الاهتمام العلمي والسياسي و الاجتماعى .

3-  يوفر لنا تربية نحل العسل الحفاظ على النظم البيئية الزراعية والموارد الطبيعية لبلدنا وضمان التنافسية الاقتصادية والتميز في زراعتنا

4-  الاهتمام ورعاية النحال وتوفير له كل الامكانيات التى تشجعه على النهوض بهذة المهنة الصعبة وايضا توفير الدعم المادى والمعنوى لهذه الصناعة لما تحققه من العائد المباشر من منتجات طائفة نحل العسل ( العسل ، حبوب اللقاح ، الغذاء الملكى ، صمغ النحل ، سم النحل ، طرود النحل  والملكات الملقحة والعذارى )  والعائد الغير مباشر الذى ينتج عن تلقيح النحل للمحاصيل.

اجري توداي على اخبار جوجل

 

زر الذهاب إلى الأعلى