الأخباربحوث ومنظماتحوارات و مقالات

د صفوت كمال يكتب: ماهي العادات الغذائية المفضلة لدي الأسماك؟       

 إعداد  أ.د. صفوت كمال – استاذ الميكروبيولوجي بمعهد بحوث الأمصال واللقاحات البيطرية

دراسة العادات الغذائية في الأسماك تعتبر من الأساسيات التي يجب أن يلم بها العاملون في مجال تربية الأسماك حتى يمكن التعرف على الأسلوب والإحتياجات الغذائية لأنواع الأسماك المختلفة.

الأسماك كائن حي يعيش في بيئة مائية وتحصل على غذائها من بيئتها المائية فالأسماك تختلف تبعاً لإختلاف البيئة التي تعيش فيها ، فأسماك المياة العذبة تختلف في عاداتها الغذائية عن أسماك المياة البحرية ، فالأسماك التي تعيش في المياة البحرية العميقة تختلف في عاداتها وسلوكها عن مثيلاتها التي تعيش بالقرب من الشواطىء.

وتجد أسماك البيئة المائية الواحدة تعيش في نفس الموقع ونفس درجة الحرارة والملوحة الا انها تختلف في نوعية الغذاء الذي تعيش عليه أو تفضله. وأن النوع الواحد لبعض الأسماك يختلف من حيث نوعية الغذاء بإختلاف المراحل العمرية له.

ترتبط العادات الغذائية للأسماك بصفاتها التشريحية بينما لبعض أنواع الأسماك أسنان على الفكين أو في البلعوم فإننا نجد للبعض الآخر ما يعرف بالقانصة مثل أسماك العائلة البورية التي تعتمد في تغذيتها على المواد العضوية والطحالب المختلفة التي تعيش في الطبقة السطحية من تربة القاع كما ترتبط العادات الغذائية للأسماك بإختلاف صفاتها الفسيولوجية حسب أنواع وكميات الإنزيمات التي تستطيع إفرازهاإذ تقوم الأسماك بفرز مجموعات كبيرة من الإنزيمات الهاضمة ، بعضها قادر على هضم البروتينات والأخرى لهضم الدهون والثالثة لهضم الكربوهيدرات .

الأسماك ونوغية الغذاء

ويمكن تقسيم الأسماك حسب نوعية الغذاء الذي تفضله خلال مراحل مختلفة من حياتها إلى الأقسام التالية :

أولاً : أسماك نباتية التغذية

هي الأسماك التي تعتمد في غذائها على الكائنات النباتية مثل البلانكتون النباتي والطحالب والحشائش والنباتات المائية الأخرى ، كما تعتمد في غذائها على بقايا النباتات المتحللة في البيئة المائية وهي تتميز بالصفات التالية :

الطول النسبي للأمعاء كبير ( الطول النسبي = طول الأمعاء : الطول الكلي للسمكة )

الأشواك الخيشومية إما أن تكون كالشعيرات كما في حالة الكارب الفضي ، التي تتغذى على النباتات الهائمة وبالتالي تعمل هذه الشعيرات كمصفاه تحرر المياة ، وتبقى المواد العالقة تدخل البلعوم ، أو تكون الأشواك الخيشومية على هيئة قواطع كما في حالة المشط.

الأسنان على شكل قواطع ، وهي من الكيتين.

ثانياً : أسماك حيوانية التغذية :

هي الأسماك التي تعتمد في غذائها على الكائنات الحيوانية مثل البلانكتون الحيواني والرخويات وحيوانات القاع ويرقات الحشرات والفقاريات والغضروفيات – إلخ وبعض هذه الأسماك يعتمد في غذائه على إفتراس الأسماك الأخرى الأقل منه حجماً

تتميز بالصفات التالية :

الطول النسبي للأمعاء صغير

الأشواك الخيشومية قصيرة وتأخذ شكل بروزات

الأسنان قوية في فم السمكة

فم واسع وعريض أيضاً

ثالثاً : أسماك ثنائية التغذية

هي الأسماك التي تعتمد في غذائها على الكائنات النباتية والحيوانية في نفس الوقت نظراً لقدرتها على إفراز هرمونات متنوعة قادرة على هضم المواد النباتية والحيوانية.

من الجدير بالملاحظة أن أسماك المجموعات الثلاث السابقة لا تكون ثابتة في مجموعة معينة طوال حياتها فبعض الحيوانات حيوانية التغذية تتحول إلى أسماك نباتية أو مختلطة التغذية حسب المرحلة العمرية والحالة الجنسية لها فسمكة الكارب العشبي تبدأ صغارها بالتغذي على الهائمات الحيوانية ثم تتحول إلى نباتية التغذية بعد نموها.

البرنامج اليومي لعليقة الأسماك

من الضروري جداً للذي يعمل في حقل تربية الأسماك معرفة كمية العلف المستهلك يومياً للوصول إلى الرقم الإنتاجي المخطط والحفاظ على الربحية الإقتصادية للإنتاج ولتحديد كمية العليقة اليومية يؤخذ بعين الاعتبار إحدى الطرق التالية :

  • تحديد كمية الإنتاج المخطط ومن ثم العليقة الإجمالية الشهرية ومنها اليومية.
  • تقديم العليقة اليومية تبعاً لوزن الأسماك في كل حوض وتتراوح هذه العليقة ما بين 2 – 5 % من وزن الأسماك الذي يمكن تقديره كل 15 يوم مرة واحدة بقياس عينات عشوائية للوصول إلى الوزن الوسطي للسمكة الواحدة ومن ثم وزن الأسماك في كل حوض هذا ويبقى تحديد العليقة أمراً نسبياً وليس مطلقاً إذ يمكننا زيادة العليقة اليومية أو تخفيضها بناء على المراقبة الحقلية للمعالف.
  • إن تعدد الوجبات العلفية يسمح لأكبر عدد من الأسماك بحصوله على كمية من العلف مما يقلل الهدر في كمية العلف المخصصة يومياً وبالتالي يزداد مردود العليقة ويتوقف عدد مرات التعليف على طريقة التربية ونوعها فمثلاً التربية الواسعة التعليف الكامل من 2 -3 مرة يومياً على الأقل ويصل إلى 8 مرات يومياً في التربية المركزة ، بينما يستعمل نظام التعليف الأوتوماتيكي في التسمين بالأقفاص، وأفضل ساعات النهار لتقديم العليقة في ساعات الإعتدال الحراري ما بين الساعة السابعة صباحاً والرابعة بعد الظهر ( مع ملاحظة درجات الحرارة صيفاً ) لأن درجات الحرارة أفضل ما تكون لدفع الأسماك لإلتهام العلف لاسيما وإن كميات الأكسجين في الماء متوافرة بحدها الأقصى في تلك الفترة من جراء عمليات التمثيل الضوئي.

شروط أعلاف الأسماك

هناك شروط يجب توافرها في الخلطة حتى تصبح ملائمة تماماً لعملية الهضم لدى الأسماك وحتى تصبح ذات مردود إقتصادي ومن هذه الشروط:

رخيصة الثمن ، ومستساغة من قبل الأسماك ويجب أن تكون  ملائمة مع نوع وحجم وعمر الأسماك بمراعاة نوعية المواد المشاركة في تركيب الخلطة والتي تؤثر في رائحة وطعم العليقة أو من حيث حجم الحبيبات فلكل عمر للأسماك حجم فم معين يجب أن تتلائم معه حجم حبيبات العلف لذا فإن الشركات المختصة تقوم بتصنيع عدة أحجام لحبيبات العلف وكذلك ملاحظة ما تحتاجه السمكة من مكونات نباتية أو حيوانية الأصل تشارك في تركيب الخلطة ، وأن تكون ذات معامل تحويل غذائي جيد .

شكل أعلاف الأسماك

  • شكل المادة العلفية : يمكن تقديم الأعلاف بأشكال مختلفة لذا على المربي أن يميز الشكل المناسب لأسماكه ويوازن بين عمر الأسماك وشكل العلف ( مجروش ، منقوع ، مطبوخ ، مستحلب ) فمثلاً يرقات الأسماك يجب أن يقدم لها العلف ( بياض البيض،مسحوق اللحم أو السمك ) بشكل مستحلب أما أسماك التربية بإمكانها أن تلتقط حبوب العليقة كاملة ، والتي تضع مع المكونات المجروشة فالشعير يزيد مردوده 20% في حالة الجرش عنه في حالته بدون جرش.

اجري توداي على اخبار جوجل

 

زر الذهاب إلى الأعلى